الأخبار المحلية

تفاصيل جديدة بشأن صرف مرتبات جميع الموظفين في اليمن

الجديد برس:

تواصل أمريكا عرقلتها لجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن التي ترعاها عُمان، من خلال استمرار ضغوطها لمنع صرف رواتب الموظفين من عائدات النفط والغاز، بالتزامن مع توجيه صنعاء مؤخراً رسائل تحذير متعددة، يرى مراقبون أنها تترجم تعثر مسار المفاوضات، بسبب استجابة السعودية للضغوط التي تمارسها واشنطن، والتي تدفع نحو رفض تنفيذ المطالب التي تتمسك بها صنعاء على الطاولة وأبرزها صرف المرتبات.

وكشفت مصادر مطلعة في المجلس الإنتقالي الجنوبي، عن تلقي فرج البحسني، عضو المجلس الرئاسي ونائب رئيس الإنتقالي، توجيهات من السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، مساء الثلاثاء، خلال لقاء جمعه به في الرياض، برفض صرف المرتبات من عائدات النفط والغاز.

وكانت مواقع السفارة الأمريكية في اليمن، قد نشرت، أمس الأربعاء، خبر لقاء فاجن مع البحسني، مشيرة إلى أنه تم نقاش تطورات الملف اليمني في اللقاء.

ونقلت صحيفة الأمناء، التابعة للإنتقالي، عن مصادر قولها: إن السفير الأمريكي سبق وأبلغ محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، وحكومة الرئاسي برفض أي مقترحات بهذا الشأن.

ومن جانبه كشف عضو الهيئة الرئاسية في الإنتقالي، عمرو البيض، في مقابلة له مع قناة “الغد المشرق” الممولة إماراتياً، أن الخلافات تتمحور حول صرف المرتبات من عائدات النفط، مشيراً إلى أن ذلك يعد من أبرز تعقيدات التقدم في المفاوضات مع الحوثيين.

وتأتي الضغوط الأمريكية، في سياق مسارها الرامي إلى عرقلة التوصل إلى حل سياسي شامل ووقف الحرب بشكل كامل في اليمن، وهو ما أكده مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ، من خلال تأكيده ربط بلاده ملف المرتبات بالتسوية السياسية في اليمن، في الوقت الذي تضع فيه صنعاء الملف الإنساني ومن ضمنه صرف المرتبات أولوية قبل الدخول في أية خطوات أخرى.

وكانت الرياض وصنعاء قد اقتربتا الشهر الماضي من التوصل إلى حل وتفاهمات كبيرة، من ضمنها موافقة الرياض على صرف المرتبات، قبل أن تتدخل أمريكا بالضغط على الرياض وتعرقل ما تم التفاهم عليه.

ويوم أمس الأول، حذر قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، السعودية من أنها لن تكون بمنأى عن أي تصعيد عسكري قادم، مؤكداً أن الرياض لا تزال تتحرك في إطار الموقف الأمريكي الذي يدفع نحو استمرار الحرب والحصار، الأمر الذي يُعدُّ مؤشراً على تعثر مسار المفاوضات بين صنعاء والرياض.

وقال الحوثي في خطاب ألقاه، مساء الثلاثاء، إن السعودية لن تستطيع أن تحقق لنفسها الأمن والاستقرار ولن تحقق “طموحاتها الاقتصادية” إلا بتحقق السلام في اليمن، مشيراً إلى أن الفرصة لا زالت متاحة لذلك عن طريق “إنهاء الحرب والحصار والاحتلال ومعالجة ملف الأسرى والتعويضات والإعمار”.

لكنه أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعيقان تنفيذ هذه المطالب، وتدفعان نحو استمرار الصراع والحصار والاحتلال و”نهب الثروات” وتسعيان “للسيطرة على الجزر والمياه الإقليمية اليمنية”.

وأشار إلى أن توجه السعودية نحو التهدئة في اليمن لم يكن قراراً مستقلاً، بل كان ضمن “هامش مسموح به أمريكياً” مؤكداً أن صنعاء لا زالت تقرأ الموقف السعودي الإماراتي في اليمن ضمن التوجه الأمريكي والبريطاني.

وقال قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي في خطابه، إن على السعودية أن تتحمل التزامات السلام، مستنكراً محاولاتها لتقديم نفسها كـ”وسيط”.

وأضاف: “إذا تصور الآخرون أنهم سيكونون بمنأى عن آثار وتبعات عدوانهم وحصارهم فهم واهمون”.

وحذر من أن الفرصة المتاحة أمام جهود السلام لن تستمر إلى ما لا نهاية.

وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، قال قبل أيام إن الولايات المتحدة تمارس “ابتزازاً” على السعودية لعرقلة جهود السلام التي ترعاها سلطنة عمان، محملاً الرياض مسؤولية الاستجابة لهذا الابتزاز الذي أكدته أيضاً وسائل إعلام أمريكية؛ قالت مؤخراً إن البيت الأبيض يضغط على الرياض من أجل الدفع نحو مواصلة الحرب.