الأخبار عربي ودولي

أكاديميون بريطانيون يُعلنون مُقاطعتهم إسرائيل!! ….

اكاديميون بريطانيون يُعلنون مُقاطعتهم إسرائيل!!

تلقّت الدولة العبريّة صفعةً مُجلجلةً من المملكة المُتحدّة: فقد أفادت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ إنّ نحو 340 أستاذًا جامعيًا يعملون في أكثر من سبعين جامعة بريطانية قرروا مقاطعة الجامعات الإسرائيلية والمؤتمرات التي تنظمها احتجاجًا على الانتهاكات غير المقبولة لحقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطينيّ. وقال مُراسل التلفزيون في لندن إنّ توقيت نشر الرسالة لا يخدم المصلحة الإسرائيليّة، بل على العكس يضرّ بها كثيرًا، لأنّ النشر جاء متزامنًا مع التقارير الإعلاميّة الغربيّة التي تؤكّد على قيام الجيش الإسرائيليّ والقوى الأمنيّة الأخرى قوّةً مُفرطة في تعاملها مع الشعب الفلسطينيّ المُنتفض.
وكتب 343 أستاذًا جامعيًا في رسالةٍ مفتوحةٍ نشرتها أمس صحيفة (الغارديان)، أنّهم بصفتهم باحثين مشاركين في جامعات بريطانية قلقون جدًّا من الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية، والانتهاكات غير المقبولة لحقوق الإنسان بحقّ الشعب الفلسطيني ومقاومة إسرائيل لأي تسوية للصراع الدائر، على حدّ تعبيرهم. وتابع هؤلاء قائلين في الرسالة المفتوحة إنّه تلبيةً لدعوة المجتمع المدنيّ الفلسطينيّ، نعلن أننّا لن نقبل دعوات من أي مؤسسة تربوية إسرائيلية، ولن نُشارك في مؤتمرات تمولها وتنظمها وترعاها هذه الجامعات، لكنّهم أشاروا إلى أنهم سيستمرون في العمل بصورة فردية مع زملائهم الإسرائيليين. ولفت التلفزيون الإسرائيليّ إلى أنّ بعض الموقعين على الرسالة المفتوحة نتمون إلى جامعات بريطانية عريقة كأوكسفورد وكامبريدج ولندن سكول اوف ايكونوميكس ويونيفرستي كوليدج لندن.
وقال أحد موقعي الرسالة وهو كونور غيرتي من جامعة لندن سكول أوف ايكونوميكس، إنّ هذه المقاطعة طريقة بسيطة لنقول أمرًا مهمًا: يجب تطبيق العدالة والإنصاف فعليًا ويجب احترام القانون الدوليّ، على حدّ تعبيره. في المقابل، ردّ المدير العام للمجلس التمثيلي للهيئات اليهودية في بريطانيا، سيمون جونسون، بالقول: على هؤلاء الأساتذة الجامعيين أن يدركوا أن المقاطعة تؤدي إلى انقسامات، وهي تنطوي على تمييز ولا تفيد إطلاقًا في دفع عجلة السلام أو تحسين حياة الفلسطينيين.
وأشار التلفزيون العبريّ إلى أنّه خلال الأسبوع الماضي، دعت رسالة وقعتها شخصيات من العالم الثقافي البريطاني، منها مؤلفة كتب هاري بوتر، جي كي رولينغ، والكاتبة البريطانية الحائزة على جائزة بوكر، هيلاري مانتل، دعت إلى وقف المقاطعة الثقافية لإسرائيل، فيما تأتي رسالة المقاطعة كرد على هذه الرسالة. الجدير بالذكر أن رسالة الأساتذة البريطانيين تعهدت كذلك أنّ الموقعين عليها لن يزوروا إسرائيل ما دامت دولة احتلال، كذلك فإّنهم لن ينصحوا أيّ شخص أوْ يوجهوه، الطلاب والطالبات، للتعامل مع أي مؤسسة أكاديمية إسرائيلية. علاوة على ذلك، قالت الرسالة إن معهد الهندسة التطبيقيّة في حيفا، والمعروف باسم “التخنيون” في حيفا يقوم بتطوير برامج وأدوات تستخدم لهدم منازل الفلسطينيين، وشدّدّت الرسالة على أنّه لا يمكن للمؤسسات الأكاديمية أو الأكاديميين السماح بمثل هذه الأمور، ولا يجوز التعامل مع التخنيون لسبب كهذا. وقالت البروفيسور جين هاردي، وهي إحدى الموقعات على الرسالة المذكورة إنّ هذه فرصة حقيقية للأكاديميين لضمّ صوتهم إلى صوت حركة مقاطعة إسرائيل التي يزداد تأييدها في المجتمع الدولي، وهي ترى أنّ إسرائيل لا تنفك تخرق القانون الدولي وتنتهك حقوق الإنسان.
وأضافت هاردي: إسرائيل كذلك تمنع مشاركة الأكاديميين الفلسطينيين من الاشتراك في الفعاليات الأكاديمية العالميّة، على حدّ تعبيرها. يُشار إلى أنّ صنّاع القرار في تل أبيب باتوا يؤكّدون على أنّ المُقاطعة أصبحت تُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على الدولة العبريّة، بحسب تعبيرهم.جدير بالذكر أنّ مدينة ركيا فيك عاصمة آيسلندا قررت الشهر الماضي، مقاطعة البضائع الإسرائيلية بالكامل وليس بضائع المستوطنات فقط، احتجاجًا على مواصلة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيّة.
وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت)، فقد اتخذّ مجلس عاصمة آيسلندا ركيا فيك، هذا القرار دعمًا لمقترح عضو البلدية بيورك فلهمدوتر دعمًا للقضية الفلسطينية، التي قدّمت الاقتراح لأنّ إسرائيل تواصل سياسة الفصل العنصري (الآبارتهايد) ضد الشعب الفلسطيني. وأقر المجلس البلدي أيضًا اتخاذ قرار يعترف بحقّ الفلسطينيين بالاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية، معبّرًا عن رفضه لسياسات الاحتلال العنصرية. علاوة على ذلك، حذّر الرئيس الإسرائيليّ رؤوفين ريفلين من أنّ المحاولات الفلسطينية لدفع مقاطعة إسرائيل في الجامعات الأجنبية وغيرها من الجهات هي بمثابة تهديدٍ استراتيجيّ للدولة العبريّة. وأشارت الإذاعة العبريّة الرسميّة إلى أنّ ريفلين أكّد على أنّه ينظر ببالغ الخطورة إلى قيام بعض الدول المتقدّمة بخلط الأوراق بين الحريّة الأكاديميّة والسياسة أوْ بين الرياضة والسياسة، على حدّ تعبيره.