الأخبار المحلية تقارير

التواجد الإسرائيلي جنوب اليمن.. من التنسيق الخفي إلى التعاون العلني

الجديد برس| تقرير|
لم يعد الحديث عن وجود الاحتلال الإسرائيلي في المحافظات اليمنية الخاضعة للحكومة المشكلة من تحالف الحرب على اليمن، مجرد تكهنات، بل تحول إلى واقع تؤكده أدلة ميدانية وصور ولقاءات علنية وثقتها تقارير إعلامية خلال الأشهر الماضية.
فبينما تواصل سلطات صنعاء دعمها للمقاومة الفلسطينية، تشهد محافظات عدن والضالع وأبين وشبوة لقاءات متكررة مع وفود إسرائيلية، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً على انتقال العلاقات من السرية إلى العلن.
من التنسيق الخفي إلى التعاون العلني
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست في مقال للصحفي الإسرائيلي جوناثان سباير عن زيارته لمدينة عدن ولقائه مسؤولين بارزين في الحكومة التابعة للتحالف وأعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي. ولم تقتصر تلك الزيارة على المجال الإعلامي، إذ تلتها اجتماعات مباشرة بين قادة عسكريين من المجلس الانتقالي وخبراء وضباط إسرائيليين، حتى في مواقع ميدانية مثل جبال الضالع.
وبحسب المصادر، فإن التعاون شمل تقديم طلبات عسكرية محددة تضمنت أنظمة دفاع جوي وطائرات مسيرة ومعدات متطورة، في مؤشر على انخراط مباشر في ترتيبات لوجستية وعسكرية ضد قوات صنعاء.
أبعاد استخبارية وعسكرية
الزيارة التي قادها سباير – المقرب من جهاز الموساد – إلى محافظات عدن وأبين وشبوة والضالع وباب المندب، عكست مسعىً إسرائيليًا لتعزيز حضوره الاستخباري والعسكري في الممرات البحرية الاستراتيجية. وتناولت الاجتماعات مع قيادات المجلس الانتقالي مقترحات لتشكيل قوات برية بدعم أميركي وإسرائيلي لشن عمليات على الحديدة وساحل البحر الأحمر، ضمن مشروع أوسع للسيطرة على البحر الأحمر وباب المندب.
التطبيع الميداني
لم يقتصر التعاون على الجانب العسكري، بل امتد إلى المجال الإعلامي، حيث استضافت الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي في عدن وفدًا إسرائيليًا ونشرت الخبر بشكل علني، في تحول غير مسبوق تجاه سلطات الاحتلال.
تناقض مع موقف الشعب اليمني
هذه التطورات، التي يصفها مراقبون بأنها تطبيع ميداني مباشر، تكشف عن تناقض صارخ بين مواقف الشعب اليمني الداعم للمقاومة الفلسطينية، وبين تحركات بعض القوى المحلية الموالية للتحالف التي فتحت الأبواب أمام الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى المراقبون أن العدوان على اليمن يتجاوز كونه صراعًا إقليميًا ليكشف عن حرب استعمارية تستخدم أطرافًا محلية كجسر لعبور مشاريع أجنبية.