الأخبار المحلية تقارير

قائد القوات السعودية يشتري بعض مشائخ المهرة بـ”زجاجات عطر” بعد إذلالهم على بوابة مطار الغيضة

الجديد برس / تقارير/ إبراهيم القانص:

استدعى قائد القوات السعودية في المهرة مشائخ المحافظة الموالين للرياض، الجمعة الماضية، وقبل أن يدخلوا من بوابة مطار الغيضة- مقر إقامته ومركز قيادة وتجمّع قواته- تم تفتيشهم بطريقة مُذِلّة ومخزية، تفتيشاً دقيقاً مستفزاً، فهو بقواته وعتادها العسكري الخفيف والمتوسط والثقيل متواجد داخل أرضهم في أبشع وأوقح صورة لانتهاك السيادة، ورغم ذلك تعامل معهم كما لو أنهم ليسوا أصحاب الأرض بل وفد أجنبي من بلاد بعيدة، الأمر الذي يعدّه مراقبون نتيجة طبيعية لقبولهم بالتواجد الأجنبي داخل أرضهم، إذ لا يمكن أن يتعامل الأجنبي مع من مكنه من دخول بلاده وانتهاك سيادتها إلا بطريقة دونية وأسلوب مهين، كحتمية تاريخية عبر مختلف العصور.

ورغم أن محافظة المهرة بعيدة عن مناطق النزاع والمواجهات العسكرية، إلا أن السعودية حشدت قواتها وجلبت قوات متعددة الجنسيات، واتخذت مطار الغيضة مقراً لها، إلا أن قائد القوات السعودية وجّه المشائخ الموالين لبلاده وبكل جرأة وتهكُّم بضرورة الوقوف إلى جانب قواته، وبما أن المحافظة خالية تماماً من النزاعات المسلحة وبعيدة كل البعد عن جبهات القتال، ولا يوجد فرد واحد من قوات صنعاء التي زعم التحالف أن جاء من أجل القضاء عليها؛ فما الذي يستدعي وقوف مشائخ المهرة إلى جانب تلك القوات الأجنبية، وأي صراع تخوضه ومع مَن؟، وبالتالي لا يوجد تفسير لذلك التوجيه الجريء سوى أن السعودية قررت تحقيق أطماعها وأهدافها القديمة في المحافظة اليمنية النفطية ذات الموقع الاستراتيجي المهم على البحر العربي، وأبرز تلك الأهداف هو مَدّ أنبوب نفطها عبر أراضي المهرة ومنها إلى بحر العرب لتأمين صادراتها في حال أغلقت إيران مضيق هرمز.

وكان حضور مشائخ المهرة تلبية لاستدعاء قائد القوات السعودية، مثار سخرية الكثير من الناشطين والمتابعين، كون أولئك المشائخ حضروا اللقاء مع الضابط السعودي داخل المطار المغلق في وجه الرحلات المدنية الإنسانية والذي تحول إلى ثكنة عسكرية لقوات أجنبية، ولم يعنِ ذلك شيئاً لهم، بل حضروا بكل سرور واحتفوا حتى بتفتيشهم بتلك الطريقة المهينة.

وفي قاعةٍ داخل مطار الغيضة، معلق على جدرانها صور ملوك آل سعود، ولا يوجد بها أي ملمح يمني، استفز مشائخ المهرة كل أبناء اليمن، بحضورهم وقبولهم، واحتفائهم بما تلقوه من هدايا بداخل تلك الأكياس الأنيقة التي وضعت أمام كل واحد منهم، وهي عبارة عن زجاجات عطر ومبالغ تافهة، كانت الثمن البخس الذي باعوا به سيادة أرضهم وكرامتهم، وحتى اللحظة لم يصدر أي تعليق على لقاء المشائخ مع الضابط السعودي، من لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة، كونها المكون الوحيد المناهض للتواجد الأجنبي في المحافظة.

 

عن: YNP