أخبار عاجلة الأخبار المحلية

تحليل سياسي… هادي لايزال يلعب دور العميل المخلص والمرافِق للحاكم العسكري البريطاني

الجديد برس – أخبار محلية

مشتّتاً يبدو جيل الثورة ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن. وجوهه التي حاربت كتفاً إلى كتف لنيل الاستقلال، تقف اليوم في معسكرات متضادة يمثل بعضها انقلاباً جذرياً وكلياً على الثوابت التي بُنيت عليها «الجبهة القومية» ومن ثم «الحزب الاشتراكي». نموذج من هذا الأخير يجليه بوضوح تيار الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض. قادَ البيض، في خمسينيات القرن الماضي، مجموعة من المتطوعين والفدائيين وأبناء القبائل، ضمن ما سمّيت «الميليشيا الشعبية» التي شكّلت القوة الرئيسة في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، قبل أن تتحول إلى النواة الأولى لجيش دولة الجنوب السابقة.

وعقب جلاء الاستعمار، عُيّن البيض كأول وزير للدفاع في «جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية»، ليُسجّل له، خلال تلك الحقبة، أنه كان أول من رفض محاولات بريطانيا البقاء في الجنوب عبر قواعد عسكرية ومستشارين. أما اليوم، فيقبع البيض في دولة الإمارات شبه ممنوع من الحركة وممارسة العمل السياسي (باستثناء بضعة بيانات يصدرها برضى الإماراتيين)، فيما مستشاروه يقتصر دورهم على تملق أبو ظبي أملاً في نيل حصة من «الكعكة». وعلى ضفة الجناح السياسي المحسوب عليه، أي «المجلس الانتقالي الجنوبي»، يظهر الجمود والعجز سيدَي الموقف، من دون أن يتمكنا، على ضخامتهما، من تبديد أوهام «الانتقالي» بأن الإمارات تتعامل معه بما يتجاوز حدود كونه «ورقة للتداول».

في المقابل، يبرز تيار الزعيم الجنوبي حسن باعوم، الذي كان له باع في المعارك ضد الاستعمار، قبل أن يُعيّن في عهد الرئيس الجنوبي السابق، سالم ربيع علي (سالمين)، محافظاً لشبوة. يمكث باعوم، حالياً، في سلطنة عمان، من دون أن تبرز له مواقف أو تحركات سياسية، لكن الشخصيات والمجالس «الحراكية» المحسوبة عليه، وكذلك القوى المقرّبة من تياره، تصعّد حالياً نشاطها ضد الإمارات والتيارات الموالية لها، سواء عبر الفعاليات الجماهيرية أو العمل الإعلامي والدبلوماسي.

ما بين التيارَين المتقدمَين يقف الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد، الذي تولى في الخمسينيات، إلى جانب محمد علي هيثم، أول رئيس وزراء جنوبي بعد الاستقلال، قيادة جبهة جبل فحمان في محافظة أبين، قبل أن توكل إليه، إثر تعيينه وزيراً للدفاع خلفاً لعلي سالم البيض، مهمة تأسيس الجيش الجنوبي بالتعاون مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. يحاول ناصر، اليوم، إيجاد مساحة وسطية تتيح له المشاركة في الديناميات الرافضة لما آلت إليه الأوضاع في الجنوب، مع الاحتفاظ، في الوقت نفسه، بمرونة لا تزال تواجَه بالسلبية من قبل الرياض وأبو ظبي.

وحده عبد ربه منصور هادي لا يزال في الخندق نفسه. الرجل الذي لعب وشقيقه ناصر منصور هادي، إبان عهد الاستعمار، دور المرافِق للحاكم العسكري البريطاني في السلطنة الفضلية، يقيم اليوم في فنادق الرياض منافِحاً، بأريحية، عن الحرب التي تشنّها السعودية وحلفاؤها على بلاده. يقال إنه لدى تعيين هادي مديراً للكلية العسكرية في عدن مطلع السبعينيات، سجّل الرئيس الجنوبي، حينها، سالمين، اعتراضه على ذلك، محتجّاً بارتباط عائلة هادي بالاستعمار البريطاني.

الاخباراللبنانية