الجديد برس| خاص|
فجَّرت الناشطة الحقوقية والسياسية البارزة توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، زلزالاً داخل حزب الإصلاح (جناح جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) الذي تنتمي إليه، عبر هجوم لاذع كشف عن شرخ عميق جديد في صفوف الحزب الذي يمر بأصعب مراحله.
ونشرت كرمان، عبر حسابها الرسمي على “فيسبوك”، تدوينتين حادتين. في الأولى، هاجمت ما أسمتهم “مرتزقة الإمارات” الذين “ينسحبون لمرتزقة السعودية” على الأرض في محافظة حضرموت، وسخرت ممن “يعدون ذلك إنجازاً يحتفون به”، في إشارة واضحة إلى القوى المتحاربة في شرق اليمن والمناورات السياسية المحيطة بها.
لكن الضربة الأقوى جاءت في التدوينة الثانية، حيث وجهت اتهاماً عاماً وصفت فيه الأحزاب اليمنية بأقسى العبارات، قائلة: “لا يوجد أهون ولا أحقر ولا أوضع من الأحزاب اليمنية، بلادهم تعبث بها ممالك الرمال ويتقاسمها الضباع ولم تسمع لهم نخس”.
يأتي هذا الهجوم العلني من شخصية بارزة داخل الحزب في وقت بالغ الحساسية، حيث يحاول حزب الإصلاح يائساً الحفاظ على بقاياه وسط مخاوف وجودية تهدده، بما في ذلك احتمالية تصنيفه “إرهابياً” من قبل واشنطن، وفقدانه لمعاقله في تعز ومأرب، وتقلص نفوذه السياسي والعسكري بشكل حاد.
ويعكس تصريح كرمان، وفق وصف مراقبين “الانفجار الشامل” الذي يُعد الأشد قسوة على الحزب من داخله، والذي يعكس مستوى الغضب والانقسام واليأس الذي يعيشه الحزب، ويُبرز تصدعاته الداخلية في مواجهة المشهد المتغير، حيث تتصارع “ممالك الرمال” – وفق تعبيرها – على أرض اليمن بينما تبدو الأحزاب المحلية، في نظرها، عاجزة وخانعة.
