المقالات

حبرٌ ورماد.. صرخة معلِّمي حضرموت

الجديد برس| بقلم- طه بافضل|
شهران بلا راتب. سبتمبر وأكتوبر مرا كأنهما عقوبة جماعية، لا تفسير لها سوى أن السلطة ووزارة التربية والتعليم قررتا أن تتجاهلا من يصنعون الأجيال، ويُعلّمون أبناء الوطن كيف يكتبون أسماءهم، بينما هم عاجزون عن شراء رغيف أو دواء.
وقّع المعلمون على أوراق احتجاج، ليس لأنهم يهوون التمرد، بل لأنهم فقدوا الحيلة، وانتهى صبرهم، وبلغت ظروفهم حدًا لا يُطاق. أعلنوها صراحة: إن لم تُصرف الرواتب يوم السبت 6 نوفمبر، فسيكون الأحد يوم توقف شامل عن العمل. لا تهديدات نقابية، ولا بيانات مزخرفة. إنها صرخة حرة فردية جماعية، من قلب المعاناة، لا تشبه إلا نفسها.
إن ما يحدث ليس مجرد تأخر في الرواتب، بل هو إهانة ممنهجة لمهنة التعليم، وتدمير متعمد لما تبقى من كرامة المعلم. فكيف نطلب من المعلم أن يزرع الأمل في نفوس الطلاب، وهو نفسه لا يجد ما يسد به رمق أطفاله؟
هذا المقال ليس دعوة للتمرد، بل دعوة للوعي. دعوة لأن نعيد للمعلم مكانته، لا بالشعارات، بل بالأفعال. فالمعلم لا يحتاج إلى تصفيق في يوم المعلم، بل إلى راتب في أول كل شهر، إلى احترام في كل قرار، إلى حماية لا إلى اعتقال.
 كفى عبثًا. كفى إذلالًا. كفى تجاهلًا لصوت من يُعلّم أبناءكم كيف يكتبون كلمة “كرامة”.
يا سادة القرار! أنتم تتعاملون مع جيش الوطن الحقيقي كـ “بندٍ ثانوي” في ميزانية الفساد والترهل. لقد نفد صبر حراس الوعي، وليس غريبًا أن يكون فعلهم انفراديًا وشخصيًا، لأنهم وصلوا إلى مرحلة “العدم”؛ عدم الحيلة، عدم الكرامة، عدم الأمان..
لقد أصبح الاضطهاد الاقتصادي أشد فتكًا من الرصاص، وكسرة الخبز أثقل من الحقائب الدبلوماسية.
في قاعة الدرس، لا يُدرّس المعلمون المناهج فقط، بل يتذوقون مرارة الإهمال، ويكتبون على السبورة بيدٍ ترتجف من الجوع.
أين زيادة الحوافز، فالراتب هزيل جدا وزيادته حق من أهم مطالب الاضرابات ومازال..
نتمنى أن تصل صرخة المعلم سريعًا ويتم الصرف للرواتب اليوم قبل الغد.
المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك.