سباق القوى الإقليمية والدولية لإنتاج “وكيل” لـ “إسرائيل” في اليمن
4:30 م - 2025-09-07
44 المشاهدات
الجديد برس|
تشير التطورات الأخيرة إلى أن اليمن بات مجدداً ساحة تنافس إقليمي ودولي، لكن هذه المرة بتركيز مباشر على إنتاج وكيل محلي موالٍ لـ “إسرائيل”، قادر على تفكيك معادلة الصمود اليمني، التي تمتزج فيها القدرة العسكرية المتطورة مع الإرادة الشعبية والبعد الجيوسياسي الحساس.
مشروع الأمريكي – الإماراتي ودور بريطاني
وصول وفد مشترك إلى عدن لتقييم الفصائل الموالية لأبوظبي، يعكس مساعي لإعادة دمجها تحت قيادة واحدة، تدين بالولاء لتل أبيب. كما أن اختيار السواحل الجنوبية والغربية كنقطة انطلاق ليس اعتباطياً، بل يعكس الأهمية الاستراتيجية لباب المندب وخطوط الملاحة الدولية.
التقارير التي تتحدث عن وصول فريق من الموساد إلى قاعدة سعودية بالمهرة، تشير إلى أن الاحتلال يحاول خلق غرفة عمليات مشتركة للفصائل ذات الطابع الحزبي (الإصلاح) أو القبلي، بما يضمن ولاءً وظيفياً تحت إشرافه المباشر.
إلى جانب كل ذلك فإن إعادة تشكيل الفصائل البحرية جنوباً وغرباً، خطوة استعمارية قديمة بثوب جديد، تعيد إلى الأذهان فترة الحماية البريطانية، لكن هذه المرة بأدوات حديثة تتكامل مع المشروع الأمريكي – الإسرائيلي.
المراهنةعلىطارقصالح
إن المعادلة الأكثر ترجيحاً تميل نحو طارق صالح، الذي يسعى لتسويق نفسه كقائد “موحد” للفصائل المشتتة. والذي تعتبره “إسرائيل” – وفق ما يُرصد –الورقة الأكثر قابلية للتوظيف، خصوصاً بعد أن منحته مساحة لإدارة الجزر اليمنية في البحر الأحمر ضمن حماية استخباراتية مباشرة.
ورغم أن المجلس الانتقالي يمتلك قوة نسبية في الجنوب، إلا أن طابعه المناطقي وتشابكه مع الجماعات الإرهابية يحدّ من ثقة الاحتلال به، لكنه يظل أداة ثانوية يمكن استخدامها عند الحاجة، تماماً كما تفعل الرياض مع الفصائل الأخرى.
كل ذلك فقد استخدم الاحتلال الإسرائيلي التمهيد الإعلامي والاستخباراتي، لضمان نجاح توحيد الأجندة الدعائية للفصائل – عبر الإعلام والزيارات السرية لتل أبيب ولقاءات قيادات الإصلاح والمؤتمر مع الموساد – يؤكد أن التهيئة الذهنية والسياسية باتت سابقة للتحرك العسكري.
ما يجري هو إعادة إنتاج نسخة يمنية من “جيش لحد” أو “الجيش الحر السوري”، لكن وفق معايير إسرائيلية صارمة، بحيث يكون الوكيل الجديد منفذاً حرفياً لأوامر الاحتلال.
ورغم التنافس بين الإصلاح والانتقالي وطارق صالح، إلا أن المحدد الحقيقي للاختيار سيكون درجة الطاعة الكاملة للمشروع الصهيوني – الأمريكي – الإماراتي – البريطاني.