هيئة علمائية عالمية لـ “شيخ الأزهر” بشأن غزة: استعدوا للسؤال يوم القيامة
4:05 م - 2025-07-20
38 المشاهدات
الجديد برس| خاص|
وصفت الهيئة العالمية لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، خطاب ناطق كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، الأخير، بأنه “صرخة حق وجرس إنذار” في وجه المتخاذلين عن نصرة غزة، محذرة من مغبة استمرار الصمت تجاه ما وصفته بـ”العار التاريخي والإنساني” الذي يحيط بحصار القطاع.
وفي بيان رصده موقع “الجديد برس”، قالت الهيئة إن ما يجري في غزة من حصار وتجويع وقتل ممنهج تخطى كل الأعراف والمواثيق، حتى بات الناس يشاهدون “شهداء الجوع والعطش” على شاشات التلفاز دون أن يتمكنوا من إيصال شربة ماء أو جرعة دواء للمحاصرين من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأكد البيان أن “غزة تنزف منذ 21 شهراً متواصلة”، وسط عجز الأمة الإسلامية التي يبلغ تعدادها نحو مليارَي نسمة، عن كسر حصار “يقتل بالصمت كما تقتل الصواريخ”، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات، بالرغم من التقارير الأممية التي تؤكد أن المواد الغذائية المحتجزة في مدينة العريش كافية لإغاثة القطاع لثلاثة أشهر على الأقل.
وأشادت الهيئة بخطاب أبو عبيدة، معتبرة أنه لم يكن مجرد خطاب عسكري، بل شهادة تاريخية محملة بالعتب الإيماني والغضب الثوري، و”فضحاً للمقصرين والساكتين”، مؤكدة أنه “أيقظ القلوب، وألقى الحجة، وجعل الخصومة جماعية يوم الحساب”.
ودعت الهيئة الحكومات الإسلامية إلى فتح باب الجهاد أمام الشعوب لنصرة غزة، كما فعلوا سابقاً في قضايا أخرى، محملة القادة والعلماء مسؤولية شرعية وأخلاقية تجاه ما يحدث. كما طالبت بفتح المعابر فوراً لإدخال المساعدات ومنع استمرار المأساة، مؤكدة أن “كرامة أهل غزة تأبى أن يموت أطفالهم جوعاً وهم يرون العالم يتفرج”.
وفي نبرة لافتة، وجهت الهيئة خطاباً مباشراً إلى شيخ الأزهر، د. أحمد الطيب، مؤكدة أن لمكانته ورمزيته وحق الجوار دوراً مفصلياً، وأن موقفاً حاسماً منه قد يغير المعادلة أو يفي على الأقل بواجب النصرة الشرعية. وقال البيان: “إن التاريخ فتح صفحاته ليسجل فيها موقفكم إلى جانب العز بن عبدالسلام، وإلا فاستعدوا للسؤال يوم القيامة، فقد اختصمنا أبو عبيدة جميعاً أمام محكمة العدل الإلهية”.
واختتمت الهيئة بيانها بالدعاء أن يكشف الله الغمة عن أهل غزة، وأن يجعل كل من ساهم في نصرتهم سبباً في رفع البلاء، مؤكدة أن الله وحده هو الهادي إلى سواء السبيل.
(نص البيان)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول اللهﷺ وعلى آله وصحبه، ومن ناصره واهتدى بهداه وبعد:قال الله تعالى:انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41].
إن ما تعيشه غزةُ اليوم أمامَ أعيننا تجاوز كل الحدود، حتى صرنا نشاهد شهداء الجوع والعطش على الشاشات، ولا نملك القدرة على إيصال شربة ماء أو قارورة دواء لإخواننا من الشيوخ والنساء والأطفال.
إنه عار الدهر وفضيحة التاريخ، وسُبة الأبد، وإن المسؤوليةَ الشرعية والإنسانية لن تعفي أحدًا يوم الحساب .
إن غزة الأبية تنزف منذ 21 شهرًا متواصلة، وتقاوم الموت جوعًا وقهرًا وقصفًا، بينما أمة المليارين عاجزة عن كسر حصار يقتلهم كما تقتلهم آلات الحرب، ولا يزال المعبر -شريان الحياة- مغلقًا أمام الغذاء والدواء، وكأننا ألفنا مشهد طفل يموت عطشًا، أو أمٍّ تحتضن طفلها الذي يتلوى جوعا، في أبشع حصار بقوة السلاح عرفه التاريخ !
لقد كان خطاب أبي عبيدة الأخير صرخة حق، وجرس إنذار، وكان وقعه أشد على نفوس الأحرار من زخات الرصاص، لأنه فضح المتخاذلين والقاعدين والساكتين، وجعل الخصومة مع الجميع يوم الدين، وجعلنا نخشى أن نُحشر يوم القيامة خصوما لأبطالنا من الشهداء والمجاهدين، الذين نرجو أن يكونوا شفعاءَنا عند رب العالمين.
ومن هنا نطالب الحكومات الإسلامية أن تفتح باب الجهاد أمام جماهير الأمة، التي لن تتأخر عن نجدة أهل غزة، وقد سبق أن فتحتم الباب نفسه أيام جهاد الأفغان وغيره من البلدان، وإن كنتم لا تملكون القرار فافتحوا المعابر لنغيث إخواننا الذين يموتون جوعا وعطشا، فها هي منظمة الأونروا ذكرت أن المواد الغذائية المحتجزة في مدينة العريش تكفي أهل غزة ثلاثة أشهر كاملة، افتحوا المعابر لتقطعوا حجتنا ،فإن لم نغث أهل غزة جعنا معهم على الأقل، فقد رأينا صمودهم أمام الأهوال وفرح الواحد منهم باستشهاد أولاده، لكن كرامته تأبى أن يرى أولاده يموتون جوعا.
ونذكر الحكومات الإسلامية، وجميع العاملين في صفوفها، بأنهم على خطر شديد، وأن سياستَهم في هذه الحرب تنقض عرى الولاء والبراء، وأنهم يعرضون أنفسهم لمقت الله وعذابه، فإن كل لحظة ألم وجوع وقهر قد يجمع الله بها على المتخاذلين عذاب الدنيا والآخرة.
ثانيا: إن مخاطبة الحكومات هو من باب المعذرة إلى الله، لأنهم لم يحركوا ساكنا خلال ال 700 يومٍ الماضية، لذا نتوجه إلى القبائل والعشائر أهل الغَيرة والحمية، أن يفزعوا لغزة من كل مكان لا سيما دول الجوار، كما فعل شجعان العشائر العربية في إغاثة إخوانهم في سورية.
ثالثا: لقد كان أبوعبيدة صريحا في وضع المسؤولية في رقبة الجميع، وفي مقدمتهم العلماء، وإننا نؤكد على استعدادنا التقدم الصفوف استجابة لإخواننا وتأسيا بنبينا صلى الله عليه وسلم وبما ان رمزية العلم ومشيخته في الأزهر الشريف صاحبِ التاريخ العريق والمواقف الفاصلة، وحقُّ الجوار يحتم عليه مالا يحتم على غيره، وإننا على يقين من أن أي تحرك حاسم من قبل فضيلة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب سيغير المعادلة وسيكسر الحصار، أو يؤدي على الأقل واجب العين المتعين على قادة الأمة وعلمائها، فإن التاريخ قد فتح ناصع صفحاته لتسجل فيها اسمك يا فضيلة الإمام إلى جوار العز بن عبدالسلام، وإلا فأعد للسؤال إجابة فقد اختصمنا أبوعبيدة جميعا أمام محكمة العدل الإلهية، ونسأل الله أن يكشف عن إخواننا ويجعلنا جميعا سببا في ذلك، والله من وراء القصد والهادي سواءَ السبيل