الجديد برس : مقالات واراء
بقلم / أنس القاضي
مُحاولة زعامات العدوان الكارتونية، واعلامه ومرتزقته لتجزئه الحرب في اليمن إلى جبهات صغيرة مُنفصلة في تعز وعدن ومارب والجوف، وكأن لكل جبهة أسبابها الخاصة بمعزل عن الكل العام، ليس فقط تجزئه للقضية الوطنية، بل ولتغطية حقيقة العدوان والذي تتعرض له المنطقة العربية ككل، من قبل نفس تحالف العدوان، وتغطيةً على أهمية معركة اليمن في الانتصار للشرف العربي والانساني، مِن مشاريع أمريكا وإسرائيل وأوروبا وتركيا الممولة والمُنفذة عَبر ممالك الرجعية الخليجية، وصنيعتهم القاعدة.
لماذا الحرب؟ ومتى ستنتهي؟ ومَن الطرف العادل؟ ولماذا يحدث لنا كُل هذا؟ كل هذه استفهامات مَن يجزئون القضايا الى قضية محافظات ومناطق وجهات مذاهب، والحَرب ولو تغذت من هَذهِ التناقضات والمظالم والعصبويات المحلية، إلا أنها أكبر من ذلك، أكبر حتى مِن كونها حرب على اليمن، إنها هجمة استعمارية على المنطقة العربية لم تبدأ بغزو وتدمير العراق في 2003 ثم ليبيا وسوريا وليس مُخطط لها الانتهاء باليمن، ولولا صمود اليمنيين لكان مشروع الدمار قد وصل إلى مصر والجزائر ودمر جيشهما، ووصل لبقية القوى العروبية والمقاومة في لبنان وفلسطين المسجلة كمنظمات إرهابية عند هذه القوى، فمشروع واحد مدبر الحرب ومموله واحد وتسليحه واحد. ومَن يبحث لنفسه عن تفسير منفرد لن يجد حلاً منفرداً.
قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، لا تُدافع فَقط عَن اليمن، بل عَن كل الشعوب العربية، في مواجهة ذرائع وأدوات الغزو والقهر ( قرارات مجلس الامن ومؤتمرات الجامعة العربية، وسلاح أمريكا، ومرتزقة بلاك ووتر وداعش، ونفط الخليج) وعبرهما يتم استعباد الشعوب واستعمار الأوطان، تدافع اليمن عَن حق المقاومة العربية في وجه الاحتلال والاستعمار، وعن خيار الاستقلال وحق الشعوب في التحرر من الهيمنة الغربية، ولو أن المعتدون استطاعوا أن يكسروا الجمهورية اليمنية، لكانوا قد نقلوا نيرانهم لبقية الدول، لاستعباد بقية الشعوب ونهب ثرواتهم وتدمير بلدانهم لتبقى المنطقة مدمره ضعيفة أمام إسرائيل، وأساطيل أمريكا، جائعه أمام نفط الخليج ومنتجات تُركيا وأوروبا، ذليلة أمام الغرب وتصريحاته ، عاجزةً أمام ذرائعه. لكنها حرب تحرر وطنية وقومية وإنسانية، تخوضها اليمن بجانب سوريا، سوريا التي تستعيد كل يوم قوتها بصمود اليمن وانكسارات قوى الغزو التي لو استطاعت أن تهزم دولة لانتقلت بكل الثقل إلى الأخرى واستباحت بقية الدول.