الجديد برس:
الغى التحالف السعودي الإماراتي قيوداً استمرت ثماني سنوات على الواردات المتجهة إلى جميع موانئ اليمن، ضمن تفاهمات بين الرياض وصنعاء، الأمر الذي يُعد مؤشراً على أن محادثات السلام في مسقط تحرز تقدماً، بحسب وكالة “رويترز”.
وكشفت مصادر سياسية، أن صنعاء تمكنت من إجبار التحالف على إلغاء قائمة من البضائع كان قد منع دخولها إلى اليمن حتى من المنافذ البرية والبحرية والجوية في جنوب وشرق اليمن، بالإضافة إلى السماح لموانئ جنوب البلاد، باستقبال السفن التجارية مباشرة من دون خضوعها للتفتيش في ميناء جدة السعودي.
وأكدت المصادر أن هذا الإجراء من قبل التحالف السعودي سيكون شاملاً لكل الموانئ اليمنية أيضاً بما في ذلك موانئ الحديدة بعد التوقيع على الاتفاق النهائي بين صنعاء والرياض.
يذكر أن موانئ الحديدة استقبلت لأول مرة منذ 8 سنوات خلال الشهر الماضي سفن محملة بمواد وبضائع مختلفة، منها شحنات لم يكن يسمح لها بالوصول إلى موانئ الحديدة أبداً، كالحديد ومواد صناعة الإسمنت.
وبحسب المصادر، فإن التحالف ألغى قائمة مكونة من أكثر من 500 نوع من البضائع كان قد منع على اليمنيين كافة في الشمال والجنوب من استيرادها من بينها مواد الكيماويات كالأسمدة والمبيدات والبطاريات، ويأتي ذلك بفضل التقدم البارز في المفاوضات غير المعلنة التي تجري حالياً بين صنعاء والرياض بوساطة عمانية في مسقط، والتي من المتوقع أن يتم الإعلان قريباً عن الاتفاق النهائي بشكل رسمي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن أبو بكر باعبيد، نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية اليمنية، أنه للمرة الأولى منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن عام 2015، لن تضطر السفن للتوقف في ميناء جدة السعودي على البحر الأحمر للخضوع لفحوصات أمنية.
وقال باعبيد إنه سيُسمح بعودة دخول أكثر من 500 نوع من البضائع إلى اليمن عبر الموانئ الجنوبية، ومن بينها الأسمدة والبطاريات، بعد حذفها من قائمة المنتجات المحظورة.
كما نقلت الوكالة عن مصادر أن المحادثات بين الرياض وصنعاء تركز على رفع الحصار وإعادة فتح موانئ الحديدة ومطار صنعاء الدولي، ودفع رواتب موظفي القطاع العام، ووضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن فرضت صنعاء في السابق على التحالف رفع الحصار عن ميناء الحديدة، الذي كان يعد المنفذ البحري الوحيد لأكثر من 70% من اليمنيين وهو الميناء الرئيسي للبلاد، حيث حاول التحالف السعودي الإماراتي السيطرة عليه عام 2018 لكنه فشل وظل هذا الميناء الإستراتيجي تحت سيطرة حكومة صنعاء.
ويفرض التحالف الذي تقوده السعودية قيوداً كبيرة وصارمة على تدفق البضائع على اليمن المعتمد على الاستيراد، بالإضافة إلى فرضه حصاراً خانقاً لسنوات على موانئ الحديدة، أعاق وصول السلع إلى أكثر من 70 في المئة من السكان، الأمر الذي أدى إلى صعوبة حصول المواطنين على الغذاء والوقود، وبالتالي أسهم في تشكيل الأزمة الإنسانية التي اعتبرتها الأمم المتحدة الأسوأ على مستوى العالم.