الأخبار المحلية تقارير

السعودية تتأخر كثيراً عن خطوات صنعاء باتجاه الحسم..

الجديد برس / تقارير / YNP /  إبراهيم القانص:

يحتاج النظام السعودي إلى شجاعة كبيرة لاتخاذ قرار يوقف حرب المملكة على اليمن، لكن هذه الشجاعة هي ما تفقده السعودية التي تلقت الأوامر من الإدارة الأمريكية بشن الحرب، مراهنةً على دعم الولايات المتحدة ودول غربية، وشيئاً فشيئاً خسرت رهاناتها وتورطت أكثر فأكثر في دماء اليمنيين وتدمير كل مقومات حياتهم، وبعد ما اصطدمت بواقع أن اليمنيين عصيّون على الهزيمة، وخسرت أمامهم عسكرياً بشكل مخجل تحاول الآن الخروج من الورطة وتقديم التنازلات، خصوصاً وقد أصبحت في دائرة الخذلان الأمريكي، باعتبار الشراكة القائمة بينهما مبنية على الابتزاز بأبشع صوره وأحط أساليبه، لكن ومع ذلك لا تزال تفتقد الشجاعة، فقرار وقف الحرب ورفع الحصار لا يزال بيد الطرف الأمريكي، وفي المقابل لا تزال المملكة الخاسر الأكبر والمسئول الأول عن كل ما لحق باليمنيين، يقول مراقبون.

 

 

الاستراتيجية التي أعلنها الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، الإثنين، في خطابه السنوي الخاص باستراتيجية السياسيات الخارجية والداخلية لبلاده، للخروج من المأزق اليمني من خلال دعوته إلى إطلاق عملية سياسية شاملة بين القوى اليمنية، بما فيها حركة أنصار الله، ليست استراتيجية جديدة، بل محاولة دائمة ومستمرة وأسطوانة مشروخة تتناقلها ألسن مسئولي النظام السعودي في تصريحاتهم ليظهروا بموقف الوسيط والجار الحريص على مصالح وأمن واستقرار جيرانه، وهم يغالطون ويضللون الرأي العام ويحرفونه عن حقيقة أنهم الطرف الرئيس الذي يقود التحالف على اليمن، وحسب رأي مراقبين فقد يكون هذا التصريح في التوقيت الحالي تحديداً مؤشراً على رغبة النظام السعودي في الخروج من مستنقع الدماء والدمار في اليمن، لكنهم لا يزالون مجبرين على التورط أكثر فالقرار كما سلف ليس بأيديهم.

 

إظهار الرغبة السعودية في ترك اليمنيين يتصالحون فيما بينهم، لا يخرجها من الورطة ولا يبرئها من الجرائم المرتكبة في اليمن على مدى ثماني سنوات منذ بدء الحرب، حتى وإن حرصت على إبداء استعدادها للتخلي عن التدخل في كل شئون اليمنيين، ما عظم منها وما صغر، ولم يظهر الملك السعودي دعمه هذا التوجه إلا نتيجة ما أصبحوا على يقين من حدوثه على صعيد استعداد حكومة صنعاء وقواتها لانتزاع الحقوق وإعادة المسار في إطار السيادة الوطنية واستقلال القرار بعيداً عن أي وصاية خارجية، خصوصاً فيما يتعلق بالثروات النفطية التي لم تعد بيد اليمنيين، والمعطيات كلها تصب باتجاه أن الجانب السعودي أصبح يدرك فداحة النتائج التي ستترتب على التصعيد العسكري إذا ما استنفدت صنعاء كل طرق التفاوض مع التحالف.

 

في الوقت نفسه، لم تُعِر سلطات صنعاء أي أهمية لتصريح الملك السعودي ولم تتعاطَ معه، كونها تدرك أنه لا يتعدى المناورة والظهور بمظهر الراعي للسلام ورأب الصدع بين الإخوة الأشقاء، كما يصورون على اعتبار أنهم ليسوا طرفاً في الحرب، وهم أساسها ومنطلقها وممولها، والمتابع لتصريحات مسئولي صنعاء وقياداتها العسكريين والسياسيين، يجد أنها تمضي باتجاه واحد هو انتزاع الحقوق السيادية والقانونية للشعب اليمني، وقد ذكر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، في تغريدة على تويتر أن التصعيد السعودي الأخير ليس إلا استجابة للطرف الأمريكي الذي يرفض رفع الحصار، للاستمرار في خنق اليمنيين والإضرار بهم، مؤكداً أن اليمنيين يدركون أنهم أمام معركة وصفها بأنها “شريفة الهدف وطنية المبدأ حتمية المصير”، منوهاً بأن السياسيين يخوضونها الآن، لكنها قد تنتقل في أي لحظة إلى “ميادين العز والشرف”، في إشارة إلى تصعيد عسكري بات وشيكاً وقد استعدت له قوات صنعاء بشكل كبير، وأضاف بن عامر أن المتضرر من عدم دفع المرتبات جزء من اليمنيين وهم الموظفون وهذه حقوقهم، لكن المتضرر من استمرار الحصار هم كل اليمنيين، موظفين أو غير موظفين، موضحاً: “إذا كانت المرتبات تهم شريحة واسعة من اليمنيين ويجب صرفها، فإن إيقاف الحصار قضية تهم كافة اليمنيين ويجب رفعه، ما لم فالشعب يعرف طريقه لانتزاع حقوقه”.