في الوقت الحالي، أخفقت مساعي المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، هي الأخرى، في إيجاد حلّ لهذه المعضلة، وهو ما تعزوه قيادة صنعاء إلى رغبة «الطرف الآخر» في صرف المرتّبات وفق رؤيته، ورفْضه ربْطها بمصادر تمويل مستقرّة كالنفط والغاز، فضلاً عن اشتراطه تولّي جهة تابعة له عملية الصرف من إيرادات ميناء الحديدة، بدلاً من أن تكون الأمم المتحدة قيّمة على هذه العملية. يُضاف إلى ما تَقدّم أن الحكومة الموالية لـ«التحالف» استبعدت شريحة كبيرة من الموظفين من لائحة المستفيدين، وحاولت فرْض عملتها كوسيلة للدفْع، علماً أن هذه العملة تقلّ قيمتها بنسبة 52% عن تلك المعتمَدة في صنعاء، وهو ما يثير مخاوف الأخيرة من أن يتسبّب هذا الإجراء بانهيار في مناطقها. في المقابل، تتمسّك «أنصار الله» بضرورة دفْع المعاشات لجميع الموظّفين من دون استثناء، وذلك عبر آلية شفّافة تخضع لإشراف المنظّمة، وتضْمن استمرارية الصرف في أيّ حال من الأحوال.