الأخبار تقارير

تطلُّع “إسرائيل” إلى تحويل زيارة بايدن إلى منصّة تطبيع أوسع مع دول الخليج والضغط على إيران

الجديد برس/

الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، للمنطقة، الأربعاء المقبل، أدخلت القيادة الإسرائيلية في سباق مع الزمن، بُغية تمهيد الأجواء الملائمة والاستعدادات الّلازمة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات والمكاسب الإسرائيلية، في الصعد كافةً.
القيادة الإسرائيلية تعوّل على زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمنياً وسياسياً ودبلوماسياً، وتنظر إليها كبوابة لتوسيع دائرة علاقاتها بالدول العربية والخليجية.
فـ “إسرائيل” تعوّل كثيراً على هذه الزيارة: أمنياً وسياسياً ودبلوماسياً، وتنظر إليها كبوابة لتوسيع دائرة علاقاتها بالدول العربية والخليجية، وعلى رأسها السعودية، وترى فيها مفتاحاً لتصعيد المواجهة مع محور المقاومة وإيران، عبر تفعيل ما يُسمّى منظومة الدفاع الجوي الإقليمي، والتي تجمع “إسرائيل” وعدداً من الدول العربية والخليجية، تحت ذريعة مواجهة التهديد الإيراني.

في موازاة تطلُّع “إسرائيل” إلى تحويل زيارة بايدن إلى منصّة تطبيع أوسع مع دول الخليج، تسعى “تل أبيب” لجعل الزيارة وسيلة ضغط على طهران، ولاسيّما في المجال النووي.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الملف الإيراني، بصورة عامّة، سيتصدّر جدول أعمال الزيارة، بحيث من المتوقّع أن تطلب “إسرائيل” إلى بايدن زيادة الضغط على إيران في مجالَي الحضور العسكري والاتفاق النووي.

ولأن يدَي الزائر الأميركي خاليتان من أي مبادرات وبشائر للجانب الفلسطيني، تتخوّف “إسرائيل” من قيام جهات فلسطينية بـ”توتير الأجواء”، أمنياً وميدانياً، بُغية تخريب الزيارة، وهو الأمر الذي تجلّى في الإعلان بشأن لقاء عقده وزير الأمن بني غانتس مع  رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، واتصالات أجراها كبار المسؤولين الإسرائيليين به.

مظلّة دفاعية
تكثر الإشارات الإسرائيلية، السياسية والإعلامية، إلى حجم السعي الإسرائيلي لتوظيف زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمنطقة في خدمة مصالح “إسرائيل” الاستراتيجية.  ويتجلى ذلك في أمور كثيرة، منها محاولة الدفع قُدُماً نحو إعلان بايدن، من المنطقة، إطلاق منظومة الدفاع الجوي الإقليمي. وفي هذا السياق، ذكر الكاتب في صحيفة “هآرتس”، ينيف كوفوفيتش، أن المؤسّستين الأمنية والعسكرية تعتزمان الطلب إلى الرئيس الأميركي، في أثناء وجوده في “إسرائيل”، تعزيزَ تشكيل الدفاع الجوي الإقليمي ضدّ إيران.

وبحسب “هآرتس”، من المفترض أن يزور بايدن وحدة البحث وتطوير الوسائل القتالية والتكنولوجية في وزارة الأمن الإسرائيلية، “حوما”، والموجودة في قاعدة بلماحيم، وهي المسؤولة عن التطوير والإنتاج لمنظومات دفاعية ضدّ تهديد الصواريخ والقذائف، بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وعلى الرّغم من ذلك، فإن المعلّق في موقع “إسرائيل ديفنس”، دان أركين، يرى أن فكرة منظومة الدفاع الإقليمي ما زالت بعيدة عن النضج. فـ”إسرائيل لديها إيجابيات كبيرة، وسلبيات أيضاً. ومن هذه الإيجابيات: مزيد من الاندماج في المنطقة، وعلاقات وثيقة بدول عربية. لكنّ إسرائيل، في المقابل، لا تحبّ إشراك الغرباء في أسرارها الأمنية. وثمة مشكلة أخرى تتعلق بقائمة الدول الأعضاء في هذه المنظومة، بحيث تُعَدّ مشاركة بعض الدول المرشّحة مسألةً إشكالية بالنسبة إلى إسرائيل”.

ضغط في اتجاه إيران
ترجّح أوساط ومصادر إسرائيلية أن يتصدّر الملف الإيراني جدول أعمال زيارة بايدن لـ”إسرائيل”. وبحسب معلق الشؤون العسكرية في “القناة الـ12″، نير دفوري، فإن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يائير لابيد، ووزير الأمن بني غانتس، سيطلبان زيادة الضغط على ايران، والدفع في اتجاه التوقيع على اتفاق طويل الأمد، ومُحسَّن أكثر (وفق الرؤية الإسرائيلية) من الذي يتبلور حالياً. كما ستطلب “إسرائيل” مزيداً من الوسائل القتالية، وطائرات وقنابل، ذات أحجام كبيرة جداً، وذلك في إطار الاستعدادات للخيار العسكري في “حال لن يكون هناك اتفاق، أو حدوث اتفاق سيِّئ”.

يُذكر أن حملة التحريض الإسرائيلية ضدّ إيران وحزب الله لم تنتظر وجود بايدن في المنطقة، بل استبقت الزيارة، وجزء منها جاء على خلفية إطلاق المقاومة في لبنان المسيّرات الثلاثَ في اتجاه منصّة كاريش المتنازَع عليها، السبت الماضي. وهي مسيّرات، قال عنها وزير الأمن، بني غانتس، خلال ايجاز صحافي مع مراسلين عسكريين، إنها إيرانية الصنع. كما عرض غانتس صوراً من أقمار صناعية لأربع سفن حربية، قال إنها إيرانية، وتقوم بدوريات في البحر الأحمر.

تطبيع مع السعودية
في موازاة سلّة المطالب والآمال الإسرائيلية المعلَّقة على زيارة بايدن، تمتد العين الإسرائيلية إلى مزيد من مظاهر تطبيع العلاقات مع دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية. وفي هذا السياق، كشف موقع “واي نت” الإسرائيلي أن الجانب السعودي يدرس إمكان استضافة شخصيّة إسرائيلية رفيعة المستوى خلال زيارة بايدن للسعودية، أو بعدها.

ونقل الموقع، عن مصدر سعودي، أن السعودية تدرس إمكان إجراء لقاء ثلاثي بين جهات سعودية وأميركية وإسرائيلية، خلال زيارة الرئيس بايدن، أو بعدها. وذكر الموقع أن سيناريو انضمام شخصية إسرائيلية، في اللحظة الأخيرة، إلى طائرة بايدن المتوجهة إلى السعودية، جرى تداوله في المحادثات بين الأميركيين والسعوديين، لكن التقدير هو أن “فرص حدوث ذلك ضعيفة جداً”.

وأضاف موقع “واي نت” أن الاعتقاد السائد في “إسرائيل” يشير إلى وجود فرصة في التوصّل إلى اتفاقات مع الرياض بشأن “خطوات تطبيع صغيرة – متوسطة”، مثل منح إذن للرحلات الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء السعودية.

تخدير الساحة الفلسطينية
تمهيداً لزيارة بايدن، تسعى “إسرائيل” لتهيئة أجواء أمنية ملائمة، ولاسيّما في الساحة الفلسطينية، في ضوء تقديرات أمنية إسرائيلية تفيد بأن جهات فلسطينية ستسعى لـ”توتير الأجواء”، أمنياً وميدانياً، للتشويش على الزيارة.

القلق الإسرائيلي من تشويش الزيارة تجلّى في الاجتماع الذي عُقد بين  وزير الأمن، بني غانتس، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في رام الله. وفي بيانٍ صدر عن مكتب غانتس، ورد فيه أن اللقاء عُقد بمناسبة عيد الأضحى، وأيضاً من أجل تنسيق أمني وتنسيق مدني، استعداداً لزيارة الرئيس الأميركي لـ”إسرائيل” والسلطة الفلسطينية، في الأسبوع المقبل، بحسب ما ذكر موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”. وفي هذا الإطار أيضاً، جرى اتصال هاتفي بين رئيس الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

وفي سياق استعدادات الزيارة، نقلت “إسرائيل”، عبر الأميركيين، طلباً لزيادة أنشطة السّلطة الفلسطينية من أجل إحباط أي عملية فلسطينية خلال فترة الزيارة. وجرت مناقشة هذا السيناريو في المؤسّستين الأمنية والعسكرية، ومجلس الأمن القومي، وعلى المستوى السياسي، في أعقاب تقديرات الجهات الاستخبارية في جيش الاحتلال الإسرائيلي.