المقالات

نزيف الرصيد الشعبي

بقلم\ فلاح المانعي

الفساد بلغ أقصى مداه، والغلاء بلغ أعلى درجات الفحشاء والمنكر، والاستهتار بالشعب بلغ حد الإذلال، والقهر بلغ ما فوق الحلقوم، فقطع على الشعب النفس وأعمى بصره وبصيرته.
يا ليت كنا خُلِقنا فقراء معدمين، ويا ليت كنا بلا وطن ولا بحر ولا جبال ولا سمك ولا معادن، كنا مقتنعين بما نحن فيه.
مشكلتنا الكبرى أننا نعيش على أرض هي الأجمل هي الأفضل هي الأغنى في العالم، ما إذا كنا رُزِقنا بحكام وقيادات مؤهلة وكفؤة تستثمر الكنز النفيس (الجنوب العربي).
إنها خيبة أمل وسوء طالع وأي منقلب ينقلبون، شدة القهر أن طغاة العصر ولصوص الدنيا من تحالفات وعملاء وحاشيات يعبثون بالوطن وخيراته على مدار الساعة أمام أعيننا وأمام أعين ما كنا نعتبرهم حراس الثورة وحماة الوطن والشعب، وللأسف العميق إن جزءاً من حراس الثورة وفرسانها بالميدان صاروا حراس للّصوص والعابثين والزناة العراة.
زيارة اللواء عيدروس للرياض أعتقد أنها آخر أوراق اللعب لدى الانتقالي، وآخر مسرحيات ما يسمى التحالف العربي.
تسريبات الزيارة للرياض تحدثت أن السفير الجابر هو من استقبل القوم والفريق الجنوبي المغامر الصابر ونفسه السفير هو من اجتمع بهم، لا ندري إن كان ذلك متعمداً لتقزيم الوفد، أو أن الأمر طبيعي وأن السفير هو المتكلم بلسان الأمراء والشيوخ والمندوبين والملوك، ولا تفرق القضية أبداً في من اجتمع مع الزوار طالما أن هناك نية لتغيير السياسة الخانقة تجاه الجنوب أرضًا وإنسانًا.

على الوفد أن يدرك حقيقة أنه يعاني من نزيف النقاط من رصيده الشعبي، وأن أي تعثر جديد للقضية يعني السقوط المؤكد لدوري الدرجة الثانية، فلديه فرصتين متبقية للآن وهي العودة بنتائج إيجابية من الرياض تصنع التغيير والفارق في مستوى حياة الشعب، وفي حال الفشل أن يعود إلينا بفرصة النفس الأخير وهي العصا الغليظة للمدعو “معين” وعصابته وكنس الجنوب من رجس الشياطين والسيطرة الفعلية على كل الموارد وأقل شيء في عدن، غير ذلك نعتبر أن سبعاً عجاف كانت كافية لسحب الثقة بعد الإخفاقات الكثيرة الغير متوقعة.