المقالات

أغلِقوا أبواب الفساد وأنقِذوا الشعب من الهلاك

بقلم/ محمد علي أحمد

لا أدري ما الذي جعل القضاة ككل أو ما يسمى بـ”نادي القضاة الجنوبي” يصمتون في ظرف كهذا وقضية عامة وهي فرض عين شرعاً وواجب نصرتها، لماذا يتوارون عن حضور مشهد جلسة المحكمة الكبرى التي يقف فيها كل مواطني عدن وضواحيها (المجني عليهم) دون دفاع معهم، مقابل قطيع من المجرمين (الجاني) وقطيع آخر من المدافعين عنهم موازي لهم في العدد!
أيعقل أنكم -يا قضاة النادي الجنوبي- لأجل شخص واحد أقمتم الدنيا ولم تقعدوها وأغلقتم المحاكم والنيابات وعطلتم مصالح أمة وشعب عدن وما جاورها وسمحتم للظالم في استمرار ظلمه كون قضية المظلوم معطلة، وغيرها من قضايا انتُهكت فيها الحقوق وتفاقمت بسببكم المشاكل الأسرية، وعمت الفوضى، وكثرت الجرائم، وأصبحت عدن أشبه بالغابة، ومع كل ذلك لم تحققوا شيئاً على أرض الواقع يخدم المواطن الجنوبي؛ في حين مازال النائب العام (مصدر إلهام ثورتكم) ينعم بوظيفته من الحاكم بل وأكسبتموه شهرة ومالاً، فيما جردتم المواطن ما لديه من كرامة وماء الوجه ليصبح ذنبه في رقابكم!
وأدخلتم الحبيبة عدن وضواحيها نفقاً مظلماً لم تشهده من قبل، وللأسف كان قرار إغلاق المحاكم والنيابات حينها هو القشة التي قصمت ظهر البعير (الشعب)؛ فما وضعنا المزري المخيف الذي وصلنا إليه اليوم إلا امتداد طبيعي وحتمي لذلكم القرار العقيم، وانطلاقة لصفارة المارثون العبثي للبدء في تدمير اقتصاد عدن ونهش كل مقوماته..
فمنذ أن عُطِلَ القضاء، خربت الديار، وضاعت هيبة أصحاب القرار، وانعدم الأمن والاستقرار، وتلاعب الفاسدون بالأسعار، وتمكن من مفاصل الدولة كل الفجار، وها هو المواطن اليوم يصطلي بالنار وكلما خرج من نار عاد إلى نار، ووصل حاله إلى حافة الانهيار، وبلغ درجة لم يبلغها بشر من العوز والافتقار..
فمتى ستكفرون عن ذنبكم لتقفوا مع الشعب وتنقذوه من براثن جشع وطمع وخيانة أولئك العابثين بعملته ومعيشته اليومية من مسؤولين وأصحاب نفوذ ومن التجار الفجار المخربين والمجرمين والمحاربين والمجاهرين لله بالمعاصي والذنوب، وهل هناك ذنب ومعصية أكبر من حرمانهم الشعب أبسط ما يقتاتونه من طعام وخنقهم بارتفاع الأسعار، وقتلهم المواطن بدم بارد باختلاق الأزمات وحربهم للخدمات، والتضييق عليهم بخبث دون رحمة وإنسانية لا تقرها أعراف أو أخلاق أو دين من الديانات!!
أين أنتم أيها المسؤولون عن تحقيق عدالة رب السماء على أرضه في حق المجرمين، متى تقولون كلمة الحق لنصرة عباد الله المظلومين؟!
فاعلموا وعوا يا قضاتنا جيداً إن كان العدل أساس الملك فإن الظلم أساسه (أنتم)، وإن رفعتم الجلسة اليوم دون إحقاق للحق فغداً أنتم خصمنا أمام الملك العادل الحق.