المقالات

إستخدام مقولة “تديين الصراع” لتشويه معركة تحرير فلسطين

إستخدام مقولة “تديين الصراع” لتشويه معركة تحرير فلسطين

الجديد برس : رأي

مصطفى السعيد

هوجة جديدة لتلطيخ المقاومة الفلسطينية بادعاء أنها تحول الصراع الوطني إلى صراع ديني، وأنا لست ضد التدين رغم أنني علماني يساري، طالما هذا التدين لا يتم استغلاله في العدوان والإحتلال والإستعلاء العنصري أو الديني والإعتداء على حقوق وحريات الآخرين، وظهرت حركات دينية طوال التاريخ ترفض الظلم والعدوان وتتبنى التحرر الوطني، منها لاهوت التحرير في أمريكا الجنوبية والمقاومة الجزائرية والليبية بقيادة عبد القادر الجزائري وعمر المختار وغيرهم من القيادات الوطنية المدافعة عن أوطانها ضد الإحتلال ونهب خيرات بلدانهم، لكن هوجة تلطيخ ملحمة الشعب الفلسطيني تهدف إلى غير ذلك، فهي تتجاهل عدة حقائق مهمة، أولها أن إسرائيل دولة دينية، بداية من إسمها إلى مبررات زرعها ومراجعها التوراتية، رغم أن بناتها من العلمانيين، الذين وظفوا الدين كأداة إستعمارية، وقلما نجدهم ينتقدون ذلك التدين اليهودي أو حتى المسيحي المتصهين في أمريكا وأوروبا، والذين يروج لدعوات تحشد المسيحيين واليهود المسالمين في مشروعهم الإستعماري، بل يشيد بعضهم بالحركة الدينية “الإبراهيمية الجديدة” التي تحاول أن تحل محل “الوهابية” التكفيرية، بعد أن فشلت مؤخرا في إنجاز مشروع الشرق الأوسط الجديد الإستعماري عن طريق داعش والنصرة والإخوان، وإنشاء دولة خلافة سنية بقيادة تركيا ودعم دول الخليج، وتحركهم الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا، لكن صوتهم ارتفع الآن مع اندلاع المقاومة الفلسطينية، التي حاولوا إختزالها في حركة حماس، واختزلوا حماس في إسماعيل هنية وخالد مشعل، واعتبروا أن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة مجرد رموز دينية، وليست تعبيرا عن الهوية، أما الحقيقة الأهم فهي أن الأديان حمالة أوجه، وأن فيها حركات رجعية وأدوات للإمبريالية وأخرى تحررية، وهنا يكون التقييم بالمواقف والسلوك، وماذا يستدعون من الأديان والتراث في معارك الحاضر، فكل المعارك تقريبا تستدعي أزياء من الماضي لشحذ الهمم، بما فيها الحركات العلمانية، فالتراث متنوع وضخم، فمن يتحدث عن الفراعنة سلفي وتراثي، ومن يتحدث عن المشاعية الأولى كذلك، حتى جماعات الخضر الداعية للتناغم مع البيئة، وكل فريق يستدعي من التراث ما يلائم معركته، والمخابرات الأجنبية والخليجية استدعت بعض أقوال ابن تيمية التي تلائم صناعتها للجماعات التكفيرية وتوظيفها، ونبذت بعض أقواله التي لا تناسبها، وأضافت إليها واستنبتت تراث أو حرفته ليلائم معاركها في الحاضر، هنا لا تكون الأولوية للخوض طويلا في حقيقة التراث ومدى صحته، فهو مهمة شاقة، بل تكاد تكون مستحيلة الإثبات أو النفي، ولهذا فعلينا التركيز على معارك الحاضر، سلوك تلك الجماعات وفي أي فريق تقف، مع التحرر الوطني أو مع الإحتلال، مع المنهوبين أو الناهبين، مع المعتدي أو الضحية، مع الإستعلاء الديني والطبقي أو المساواة، هذا هو المعيار الحقيقي وليس الرؤية السطحية والمبتذلة التي تشوش على جوهر الصراع الوطني والإجتماعي.

إستخدام مقولة “تديين الصراع” لتشويه معركة تحرير فلسطين
هوجة جديدة لتلطيخ المقاومة الفلسطينية بادعاء أنها تحول الصراع الوطني إلى صراع ديني، وأنا لست ضد التدين رغم أنني علماني يساري، طالما هذا التدين لا يتم استغلاله في العدوان والإحتلال والإستعلاء العنصري أو الديني والإعتداء على حقوق وحريات الآخرين، وظهرت حركات دينية طوال التاريخ ترفض الظلم والعدوان وتتبنى التحرر الوطني، منها لاهوت التحرير في أمريكا الجنوبية والمقاومة الجزائرية والليبية بقيادة عبد القادر الجزائري وعمر المختار وغيرهم من القيادات الوطنية المدافعة عن أوطانها ضد الإحتلال ونهب خيرات بلدانهم، لكن هوجة تلطيخ ملحمة الشعب الفلسطيني تهدف إلى غير ذلك، فهي تتجاهل عدة حقائق مهمة، أولها أن إسرائيل دولة دينية، بداية من إسمها إلى مبررات زرعها ومراجعها التوراتية، رغم أن بناتها من العلمانيين، الذين وظفوا الدين كأداة إستعمارية، وقلما نجدهم ينتقدون ذلك التدين اليهودي أو حتى المسيحي المتصهين في أمريكا وأوروبا، والذين يروج لدعوات تحشد المسيحيين واليهود المسالمين في مشروعهم الإستعماري، بل يشيد بعضهم بالحركة الدينية “الإبراهيمية الجديدة” التي تحاول أن تحل محل “الوهابية” التكفيرية، بعد أن فشلت مؤخرا في إنجاز مشروع الشرق الأوسط الجديد الإستعماري عن طريق داعش والنصرة والإخوان، وإنشاء دولة خلافة سنية بقيادة تركيا ودعم دول الخليج، وتحركهم الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا، لكن صوتهم ارتفع الآن مع اندلاع المقاومة الفلسطينية، التي حاولوا إختزالها في حركة حماس، واختزلوا حماس في إسماعيل هنية وخالد مشعل، واعتبروا أن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة مجرد رموز دينية، وليست تعبيرا عن الهوية، أما الحقيقة الأهم فهي أن الأديان حمالة أوجه، وأن فيها حركات رجعية وأدوات للإمبريالية وأخرى تحررية، وهنا يكون التقييم بالمواقف والسلوك، وماذا يستدعون من الأديان والتراث في معارك الحاضر، فكل المعارك تقريبا تستدعي أزياء من الماضي لشحذ الهمم، بما فيها الحركات العلمانية، فالتراث متنوع وضخم، فمن يتحدث عن الفراعنة سلفي وتراثي، ومن يتحدث عن المشاعية الأولى كذلك، حتى جماعات الخضر الداعية للتناغم مع البيئة، وكل فريق يستدعي من التراث ما يلائم معركته، والمخابرات الأجنبية والخليجية استدعت بعض أقوال ابن تيمية التي تلائم صناعتها للجماعات التكفيرية وتوظيفها، ونبذت بعض أقواله التي لا تناسبها، وأضافت إليها واستنبتت تراث أو حرفته ليلائم معاركها في الحاضر، هنا لا تكون الأولوية للخوض طويلا في حقيقة التراث ومدى صحته، فهو مهمة شاقة، بل تكاد تكون مستحيلة الإثبات أو النفي، ولهذا فعلينا التركيز على معارك الحاضر، سلوك تلك الجماعات وفي أي فريق تقف، مع التحرر الوطني أو مع الإحتلال، مع المنهوبين أو الناهبين، مع المعتدي أو الضحية، مع الإستعلاء الديني والطبقي أو المساواة، هذا هو المعيار الحقيقي وليس الرؤية السطحية والمبتذلة التي تشوش على جوهر الصراع الوطني والإجتماعي.