المقالات

الأسلحة الإيرانية في اليمن!

الأسلحة الإيرانية في اليمن!

الجديد برس : رأي

إسحاق المساوى

مع إزاحة الستار عن كل تصنيع عسكري يمني جديد؛ تنسب السعودية الفضل كله لإيران على طريقة الهرب الفاشلة من الاعتراف بقدرات اليمن العسكرية، إلى الاعتراف بقدرات خصمها الآخر طهران.

بلا شك أن الأعراب بهذا الفشل قدموا بسخاء مادة للسخرية حول “سعودية عظمى” تصاغرت إلى الحد الذي لا يرى، أمام يمني لم يمنحها وفيصل آل قاسم مرتفعاً عن مستوى سطح الحذاء لرؤية معجزة حفاة يُسيِّرون من تحت الركام طائرات، ويخلقون من خردة الأنظمة السابقة صواريخ عابرة للحدود.

تأبى العقلية الأعرابية وذوات الأحذية، الخروج من حيز الشكل كعامل لنهضة الأمم، وستظل السعودية تحشر نفسها بجنسية الصواريخ، أكثر من مشكلة الضرر الناجم عنها.

لكن المثير للضحك والشفقة معاً، أن يذهب الفشل العسكري بالسعودية، إلى فشل الإخراج المنطقي لأسبابه. وأن تصبح نظرية الحذاء معادل الجدل أمام الحقيقة اليمنية.

شئتم أم أبيتم.. ثمة تصنيع يمني يغالب ظنون الأعراب، ويكسر خشومهم المعقوفة بأقدام حافية.

وثمة ميدان للمعركة يتوجب على اليمني دخول مقدساته حافياً.

وبين هذا وذاك، فليستدعي المنطق المهزوم مع أصحابه من يشاء ليقول ما يشاء، مواساة للنفس، أم حقداً، أم تعامياً، لا يهم. المهم أن اليمني جدير برصف جماجم الأعراب بشكل هندسي أنيق، وقدير بمفاجأة العدو بتصنيع عسكري لم يكن بحسبان أحد منهم، أو ممن يرى المعجزة اليمنية مستحيلة دون حذاء يملأ عينيه.

أحرى بالسعودية وذوات الأحذية معرفة أن الانتصار على اليمن لو كان مقتصراً فقط صحة وجود إيراني فعلي في أراضينا من عدمه، لكان الوجود الرسمي لقوات إيرانية في سوريا قد حسم المعركة لصالح السعودية قبل أعوام من الهزيمة والخيبات.

ولو أن جنسية السلاح في اليمن فارقة إلى هذا الحد، هل سينتصرون علينا مثلاً إن كانت الصواريخ والمسيرات اليمنية مستوردة من أمريكا كعتادهم؟

وهل عقدة القواعد الأمريكية لحماية أراضيهم، تدعوهم للقطع بالتواجد الإيراني في اليمن من باب المساواة بعجز الرجال لولا ظل خارجي يحميهم!

كلها مغالطات مفضوحة بقوة الردع اليمنية، قبل أن يفضحها منطق الكلام. وكله هروب فاشل لن يجدي معه استدعاء حتى الجان لنجاتهم، أو تعامي فيصل القاسم بكل الأحذية للتشكيك بحقيقة يمنية أنصع من قرص الشمس.