المقالات

«زومبيات» يسارية!

«زومبيات» يسارية!

الجديد برس : رأي

سامي عطا

أكثر ما يثير اشمئزازي وغثياني زومبيات مهاجرة وأدعياء مدنية عند الانكسار والهزائم. وعندما يعيد تحالف العدوان وعملاؤه قعقعة السلاح وسماعهم عن تقدم هنا أو هناك ينقلبون على أعقابهم ينادون بضرورة هزيمة “الحوثي” وإنهاء الانقلاب. ويتناسى هؤلاء الزومبيات اليسارية أن الثقافة السياسية التي نادت ذات يوم باستئصالهم بتهمة الشيوعية هي نفسها الثقافة التي ينادون بها اليوم لاستئصال خصومهم متهمين إياهم بأنهم “حوثيين”.
وببلادة منقطعة النظير يطلقون على انكسار بلدهم وهزيمة شعبهم أمام دول تحالف العدوان انتصاراً.
وفي الوقت نفسه يتناسون كل الإهانات التي تعرض لها من يتشيعون لهم من العملاء والمرتزقة، وكم الاحتقار والتوبيخ والإهانات التي طالتهم، ويتناسون حجم وعدد الصفعات التي يتلقونها من هذا التحالف طوال 6 سنوات من العدوان، ناهيك عن كم الإذلال الذي جرعته قوى الاحتلال للناس في المناطق المحتلة.
يا هؤلاء، ما تطلقون عليه انتصاراً ليس سوى هزيمة لبلد وشعب تريدون تقديمه على طبق العبودية لأسيادكم، ولا يستطيع أحد بعدها من هؤلاء العملاء أن يرفع رأسه، لأنه سيكون “انتصاراً حقيقياً”، لكنه ليس مسجلاً باسمكم، بل انتصار -لا قدر الله- مسجلا باسم حكام هذه الدول اللقيطة على بلد يفترض أنه بلدكم وشعب يفترض أنه شعبكم.
ما تطلقون عليه انتصاراً لن يكون إلا انتصاراً يتفاخر به حكام هذه الدول اللقيطة أمام رعاياهم ويقوون به شرعية حكمهم؛ انتصاراً منحتموه لهؤلاء الحكام النكرات، وعلى حساب هزيمة بلد يفترض أنه بلدكم وبلادنا وشعب يفترض أنه شعبكم وشعبنا، ويستحيل أن يطلق على فعلكم وما اجترحتموه من خطايا وأخطاء انتصاراً. إنكم تقدمون البلد والشعب على مذبح الهزيمة.
لا أحد سويّ يدعو إلى هزيمة بلده وشعبه، مهما كانت الذرائع أو المبررات. ولا أحد سويّ ينتظر من الآخر (الغريب) أن ينجز ما ينبغي عليه إنجازه بنفسه، وفي الوقت نفسه يطلق على نتائجه انتصاراً؛ لأن ذلك فيه امتهان لذاته وتقليل من شأنه وقيمته ويدل على انعدام المسؤولية، كما يدل على عدم أهلية المتشيع له في إدارة شؤونه اللاحقة.
ولا ترتفع قيمة الإنسان إلاّ كلما كان فعله مقروناً بالمسؤولية النابعة عن إرادة حرة مستقلة تتصرف بمقتضى العقل والتصرف السليم.