المقالات

إلى سلمان بن عبد العزيز: يكفيكم تظليلاً..!

إلى سلمان بن عبد العزيز: يكفيكم تظليلاً..!

الجديد برس : رأي

عبر أعمدة الدخان وألسنة اللهب المتصاعدة، تخترق أجواء عقولنا علامات استفهام كبيرة فشلت في اعتراضها والرد عليها دعاية المملكة السعودية: كيف تعبر المسيرات والصواريخ اليمنية أجواء المملكة دون أن يتصدى لها شيء؟ فيسارع الإعلام الرسمي بالرد “إنها طائرات وصواريخ إيرانية” لتسأل نفسك مرة أخرى: وهل السعودية عاجزة عن صد إيران!
على هذا النحو من الفشل المركب (عسكرياً وإعلامياً) يبحث الكبر السعودي عن عدو بحجم إيران؛ ليبرر هزيمة الإبرامز، والـ f15، وأقمار التجسس، ومرتزقة العالم، والحلفاء الدوليين، واحتياطي البترودولار، أمام يمني يقاتل بالله وسلاحه.
لكن السعودية وهي تبحث عن عدو كبير، نسيت أنها تعيش على إثره نفيراً عسكرياً وإعلامياً لا مثيل لهما في تاريخنا المعاصر، بمقابل ثقة إيرانية صاروخية تتطلب 8 دقائق فقط لتصبح الأهداف السعودية ركاماً.
أي غباء هذا الذي لم يكتف بفشله العسكري في اليمن، ليعترف بالهزيمة قبل خوض المعركة ضد إيران! وبالفشل الإعلامي الذي حافظ على الخطوط المنطقية لسردية المعركة المرتقبة، وفجأة تلاشى كل شيء واستحال رماداً.

يكفيكم تظليل يا جلالة الملك؛ فالشعب السعودي لا يهتم كثيراً بمصدر الهجوم أكان يمنياً، أم ايرانياً، بقدر اهتمامه بمستقبل لا تبدد أحلامه الطموحة الصواريخ والمسيرات.

أجيبوا شعبكم ما الذي يحدث؟
لقد كان “الحوثي” في الوعي الجمعي بالمملكة “متمرداً” محاصراً في الكهوف والوديان، إذ كانت حينها المعارك الحاسمة لهزيمته تتطلب بعض الوقت وبعض النيران! مضى الوقت كله وها أنتم على اعتاب عامٍ سابعٍ من لحظة إعلان الحرب المحسومة “بظرف أسبوعين”. ثم انفرطت عقارب الزمن، ووحدة قياس المسافة، ومعهما معادلة عسكرية معززة بتأييد أممي، عجزت جميعها عن حماية حدودكم، وعواصمكم، ونفطكم، وقصوركم، ومعسكراتكم، وجنودكم، ممن كان يعرف في مصطلحات إعلامكم: “شرذمة، متمردون، أقلية، مليشيا، انقلابيون”.

قولواً للشعب السعودي صراحة إن ولي عهد طائش، وملك عجوز، خاضا حرباً بالوكالة عن أميركا وإسرائيل، استدرجت الجغرافيا، والجيش، والأمن، والاقتصاد، والإقليم، إلى الوحل. وباتت أعجز عن حماية الحدود، فضلاً عن عاصمة العرش، وعن نفسها، ناهيكم عن الشعب.

قولوا للشعب إن استخبارات عسكرية مخترقة أوحى إليها من أوحى، عن خطر جار جنوبي لم يكن عبر التاريخ عدواً إلا حين قررتم محاربته، وبالتالي اعتذروا عن الخطأ، فليس العيب في تدارك الخطأ بل التوغل فيه.
قولوا بلسان عربي مبين صدقاً ولو لمرة واحدة، فحبال الكذب لا يسعفها زمن من سبعة أعوام لتدوم، ولا ينبغي لعقل بحجم حبة الخردل، تقبل دفق الكذب باستمرار، وتدويل العدوات بعيداً عن سياقها التاريخي والإسلامي الغني عن
التصريح والمباشرة.

*إسحاق المساوى- كاتب مهتم بشؤون الجزيرة العربية