المقالات

إن لابن هند جنوداً من عسل

إن لابن هند جنوداً من عسل

الجديد برس : رأي

صلاح الدكاك

جوهر الخلل لدى سدنة منطق التمايز والتنابز الجغرافي يكمن في أن استخلاصاتهم تنبني على قاعدة باطلة قوامها “تجانس مجتمع الحيز المكاني الواحد”، فمجتمع حيز ما هو إما شر محض أو خير محض، ولتدعيم خيريته أو شريته يستدعي أصحاب هذا المنطق تضاداً بينه وبين حيز آخر كنقيض له.
‏إن مفردة “الهضبة” التي يشير بها سدنة هذا المنطق إلى حيز مكاني جامع لكل قيمة إيجابية، يستدعي لديهم بالضرورة نقيضاً مكانياً هو “السهل والساحل والتهايم” كحيز موصوم بكل قيمة سالبة. هذا المنطق الباطل المنتج للوقيعة والتنابز جاهلي استعماري ونقيض للمنهجية القرآنية.
‏الطريف أن هذا المنطق الباطل كقاعدة ومخرجات يعود فيدحض التجانس في الحيز المكاني الواحد، مستدعياً حيزات مكانية أضيق ضمنه، فـ”تَجانس الهضبة إيجاباً” يصبح تضاداً بين “حيز صنعاني وآخر صعدي” في متوالية تفتيتية تقوض كل الحيزات المكانية والاجتماعية كغاية لهذا المنطق.
‏سدنة هذا الباطل يستهدفون به كل تقي وشريف وذي فضيلة في الحيزات الموصومة “سلباً” بينما يرفعون أحط الأفراد إلى مقام الفضلاء في الحيزات الموصومة “إيجاباً”، فيخلعون على عميل وضيع كـ”علي محسن” فضائل مجاهد عظيم كـ”أبوحرب الملصي” بالنتيجة ودون أن يعوزهم التصريح.
‏يقوض هؤلاء السدنة المشتركات الإيجابية المفتوحة على كل الحيزات المكانية والاجتماعية لبنية البلد الواحد بصناعة التناقضات وإعلاء صرحها على أنقاض المشتركات، فلا يبقى لـ”إنما المؤمنون إخوة” و”أصلحوا ذات بينكم” ولا لمنهجية القرآن مكان في احتراب الحيزات.
‏إن شخصاً كـ”علي الصنعاني” يتجلى هذا المنطق في سُمِّياته المبثوثة ضمن قوالب العسل، يزنزن بدءاً المسيرة القرآنية العابرة للحيزات والأجناس في”هضبة” متوهمة، وتالياً يحاكمها في حيز أضيق متوهم اسمه “صعدة” كنطاق حصري لها انطلاقاً من “صنعاء” كنطاق امتياز حصري لـ”الصنعاني” ومنطقه.
‏طبقاً لهذا المنطق الباطل تغدو المسيرة متهمة بكل سلوك سيئ يصدر عن فرد من الأفراد المنتمين لحيز “صعدة”، فهذا الحيز هو “المسيرة ذاتها” بمعيار التجانس المتوهم.
فـ”الصنعاني” لا يقارب ولا يريد مقاربة أداء المسيرة بمنهجية قرآنية، بل يهدف لنقض هذه المنهجية بمنطقه الجاهلي.
‏لست معنياً بتأويل دوافعه من المضي في مقارباته الجاهلية الصُّراح بهذا الاتساق الناظم لكل منشوراته، فالهدف من تناولي لها هو نقض منطق بنائها الفكري المختل والمنحرف، وتظهير جوهر بطلانها المموه للرأي العام سابقاً ولاحقاً، فيما لا يعنيني شخص كاتبها بالمطلق.
‏إن “جنوداً من عسل” يزحفون تحت جنح الغفلة وحسن الظن على مسرح الانتصارات اليمانية الأنصارية، مستهدفين تقويضها، وينبغي على أحد ما كسر هذه الزحوف، وليكن أنا حتى انفضاح آخر مُدَوٍّ لمغازي الزاحفين!