لم يكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، غامضاً أو موارباً يوماً في لعبة الابتزاز التي يتبعها مع السعودية. لكن عملية «الحلب» التي يمارسها اتخذت في الأيام الماضية منحى أشد وضوحاً، وأكثر حساسية في آن. حين سئل أمس عن صحة التقارير بشأن تخفيف الوجود العسكري في المملكة والخليج، استعاد فوراً عباراته المكرورة بهذا الشأن: «هناك دول غنية نحميها مقابل لا شيء، وإن كنا نقدم الحماية إلى بعض الدول، فعليها احترامنا». اكتفى ترامب بترداد سياسته المعروفة مع الحلفاء من دون الإسهاب في تفاصيل أكثر، لكنها كانت إجابة كافية لفهم ما تقوم به القوات الأميركية في المنطقة. مع ذلك، بدا أن ترامب يترك الباب موارباً أمام الرياض لتقديم مزيد من الخضوع في أسعار النفط، إذ قال: «لا أريد التحدث عن ذلك… هناك تحرّكات لقوّاتنا في الشرق الأوسط والعالم»، معقباً حول «دول غنية نحميها مقابل لا شيء» بالقول: «هذا الأمر لا ينطبق على السعودية… إنها وافقت على تحمّل بعض النفقات».