الأخبار المحلية

صحيفة تكشف تفاصيل معركة طاحنة في صنعاء ومقتل واصابة الآلاف بينهم قيادات بارزة (تفاصيل)

صحيفة تكشف تفاصيل معركة طاحنة في صنعاء ومقتل واصابة الآلاف بينهم قيادات بارزة (تفاصيل)

الجديد برس : صحيفة المراسل

باستثناء تصريح المتحدث العسكري العميد يحيى سريع الذي أشار مطلع الأسبوع الماضي إلى تصعيد عسكري من قبل أتباع التحالف  في جبهة نهم لم يصدر عن صنعاء أي بيان أو تصريح رسمي عن مجريات المعركة سوى إشارة من عضو المجلس السياسي الأعلى بأن قوات صنعاء حققت انتصاراً كبيراً في أهم الجبهات بمحافظة صنعاء في إشارة واضحة إلى جبهة نهم خصوصاً أنه لا يوجد جبهة سواها في محافظة صنعاء، في وقت تؤكد تقارير ومصادر متعددة بما فيها اعترافات من قوات هادي والإصلاح أن قوات صنعاء حسمت معركة نهم شرقي صنعاء بشكل كامل في معركة دامت قرابة خمسة أيام وامتدت لتطرق أبواب مدينتي مأرب والحزم عاصمتي محافظتي الجوف ومأرب.

(ملاحظة: التقرير نشر في الصحيفة يوم الأحد الماضي قبل صدور بيان المتحدث العسكري باسم قوات صنعاء)

وإلى لحظة كتابة هذا التقرير ترفض قوات صنعاء والقيادات العسكرية تقديم أي معلومة عن المعركة رداً على أسئلة “صحيفة المراسل” لكن معلومات خاصة حصلت عليها الصحيفة بالإضافة إلى تقارير صحفية موثوقة وإفادات قبلية كشفت أن قوات صنعاء لم تحسم المعركة في جبهة نهم فقط بل حسمت معها المعركة في جبهتي مديرية المتون بالجوف وصرواح بمأرب لتصبح على أبواب مركزي المحافظتين ما يضع قوات هادي والإصلاح في موقف حرج أكثر من أي وقت مضى.

 

كيف انطلقت شرارة المعركة؟

وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها “صحيفة المراسل” كانت الجبهات الشرقية تشهد تهدئة غير معلنة بين صنعاء وقوات هادي والإصلاح انعكاساً للتهدئة الحدودية الناتجة عن المحادثات اليمنية السعودية، غير أن الطرفين كانا مستعدين لأي تطورات سواء بسبب انهيار محتمل للمحادثات أو محاولة طرف لاستغلال الهدوء لمباغتة الآخر، غير أن ما حدث مطلع الأسبوع الماضي أظهر أن الإصلاح هو من سارع لاستغلال ذلك الهدوء لمباغتة قوات صنعاء فشن هجوماً واسعاً على مواقع قوات صنعاء، وهو ما اعترفت به وزارة الدفاع التابعة لهادي التي أعلنت الهجوم وروجت من جديد  لاسطوانة “تحرير صنعاء” الأمر الذي دفع قوات صنعاء للرد بشكل حاسم وشامل ترجمة لتصريح المتحدث العسكري العميد يحيى سريع الذي أكد رداً على التصعيد من قبل قوات هادي والإصلاح وطيران التحالف “أن كل محاولات العدو ستبوء بالفشل وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة إزاء هذا التصعيد”.

 

ومع بدء تحركات قوات صنعاء الميدانية التي جرت بشكل شامل على مستوى جبهة نهم من مسارات متعددة بالتزامن مع تحريك هجومين واسعين في جبهتي المتون بمحافظة الجوف وصروح بمأرب، وعلى المستوى الإعلامي مارست قوات صنعاء الصمت الكامل فيما كانت إعلام التحالف وهادي والإصلاح ينجر إلى حملة بروباغندا إعلامية واسعة تروج لانتصارات في جبهة نهم رغم أن الواقع الميداني كان يقول عكس ذلك بل إن ذلك الإعلام روج لسيطرة قواته على كامل مديرية “حريب نهم” التابعة لمأرب ووصولها إلى أولى قرى مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء وقوبلت هذه الحملة بسخرية من أنصار قوات صنعاء خصوصاً النشطاء الذين تلقوا معلومات عن الواقع الحقيقي للمعركة ولكن دون أن يصرحوا بذلك.

السقوط الشامل: قوات هادي تنهار في نهم والمتون وصرواح

على وقع تصعيد قوات هادي والإصلاح بدعم طيران التحالف قررت قوات صنعاء تنفيذ هجوم يبدو أنه كان معد سلفاً وتم تجميده لأسباب تتعلق بالتهدئة، ووفقاً لمعلومات حصلت عليها “صحيفة المراسل” بدأ هجوم قوات صنعاء بأوسع عملية لسلاح الجو المسير الذي أستهدف لأول مرة بعشرات الطائرات عشرات المواقع التابعة لقوات هادي والإصلاح في جبهة نهم بشكل متزامن موقعة خسائر بشرية كبيرة تسببت بإرباك قوات هادي وهروبها من المعسكرات والمواقع بشكل عشوائي.

ميدانياً تكشف معلومات “صحيفة المراسل” أن قوات خاصة تابعة لقوات صنعاء تولت تنفيذ الهجوم والذي جاء من ثلاثة مسارات رئيسية في نهم والمتون وصرواح وفي جبهة نهم نفسها تفرع الهجوم إلى ثلاثة مسارات في الميمنة والميسرة والقلب بالإضافة لمسارات وهمية شتت انتباه قوات هادي وضاعفت ارتباكها.

اتضح أن خطة قوات صنعاء كانت باستغلال تمركزها في جبل صلب بميسرة جبهة نهم لتشن هجوماً شاملاً في الميمنة وتسيطر على سلسلة جبال يام الاستراتيجية والمطلة على مفرق الجوف الرابط بين محافظات صنعاء ومأرب والجوف وبعد ذلك تقدمت القوات باتجاه لتلتقي مع القوات المتمركزة في جبال صلب وهو ما عنى حصاراً مطبقاً على قوات هادي والإصلاح في مناطق القرن والقتب والمجاوحة وجبل المنارة الاستراتيجي  ليتم بعد ذلك تضييق الخناق عليها والسيطرة على الجبل والمناطق الثلاث وسط مقتل وإصابة وأسر المئات من قوات هادي والإصلاح.

بالتزامن وانطلاقاً أيضاً من سيطرتها على جبال يام في ميسرة الجبهة طوقت قوات صنعاء منطقة الفرضة التي تضم معسكر اللواء 312 الأهم لقوات هادي في قلب الجبهة وتمكنت بنفس الطريقة السابقة من تضييق الخناق عليها والسيطرة على المعسكر ومنطقة الفرضة بكلها الأمر الذي ضاعف من ارتباك وتخبط قوات هادي وارتباك طيران التحالف السعودي بسبب التغيرات السريعة للمواقع والقوات المسيطرة دون أن تكون لدى التحالف المعلومات التي تمكنه من معرفة المواقع التي سقطت والتي ما تزال تحت سيطرة قوات هادي.

كما تؤكد المعلومات التي حصلت عليها “صحيفة المراسل” أن هجوم قوات صنعاء شاركت فيه جميع الوحدات القتالية من قوة جوية وصاروخية ومدفعية ومشاة بالإضافة للقوات الخاصة التي تم إرسالها إلى الجبهة مع بدء التصعيد من قبل قوات هادي والإصلاح مطلع الأسبوع الماضي.

بعد ان تمكنت قوات صنعاء من احكام قبضتها على جبال يام والفرضة انطلقت لتطوق قوات هادي والإصلاح في مديرية حريب نهم والتي تعد ضمن ميسرة جبهة نهم الرئيسية واستطاعت دحرها من مواقعها السابقة والتي سيطرت عليها مع بدء التصعيد الأمر الذي وضع قوات صنعاء أمام مرحلة جديدة سانحة لتضع أقدامها الأولى على ما يمكن وصفه بأنها معركتي مأرب ومدينة الحزم مركز مديرية الجوف.

 

وفقاً لمعلومات “صحيفة المراسل” كررت قوات صنعاء نفس التكتيك عندما انطلقت من جبال يام من الميسرة باتجاه مفرق الجوف الاستراتيجي الرابط بين صنعاء والجوف ومأرب بالتزامن مع انطلاقها من الميمنة من جبال صلب باتجاه منطقة الوجنة ونتج عن ذلك السيطرة على المفرق والوجنة ثم تمدد القوات لتتلاقى وبالتالي تفرض حصاراً جديداً على قوات هادي بين المفرق والوجنة خلف فرضة نهم ليتم السيطرة على كامل المنطقة وبالتالي تأمين خلفية جبهة نهم بالكامل وقطع طرق الإمداد عن قوات هادي والإصلاح بالسيطرة على مفرق الجوف.

مع الانهيار والخسائر البشرية التي ضربت قوات هادي واصلت قوات صنعاء التقدم واقتربت لأول مرة منذ بدء الحرب من معسكر ماس الاستراتيجي التابع للتحالف وبالتالي وضعت أقدامها في مديرية مجزر بمأرب، حيث كشفت مصادر قبلية لـ”صحيفة المراسل” أنه ومع اقتراب قوات صنعاء من المعسكر قامت القوات السعودية والبحرينية المتمركزة فيه بالفرار من المعسكر الذي تعرض بعد ذلك للنهب على نطاق واسع من قبل مسلحين قبليين على غرار معسكرات أخرى هربت منها قوات هادي والإصلاح، فيما أقر التحالف بشكل ضمني بوصول قوات صنعاء إلى مديرية مجزر عندما أعلن أن ما يسمى بمركز سلمان للإغاثة قدم مواد اغاثية وخيام لنازحين من المديرية جراء ما وصفها بهجمات الحوثيين على المديرية.

خارج معركة نهم كانت قوات صنعاء بالتزامن قد انطلقت من جبال يام إلى المتون بالإضافة إلى القوات المتواجدة مسبقاً في المديرية لتشن هجوماً كاسحاً استطاعت بموجبه استكمال السيطرة على كامل مديرية المتون بمحافظة الجوف وتصبح على بعد 4 كيلو متر فقط من مديرية الحزم مركز محافظة الجوف فيما كان نسق هجومي آخر قد انجز السيطرة على ما تبقى من مديرية صرواح بمأرب باستثناء معسكر كوفل الذي يعد البوابة إلى مدينة مأرب مركز المحافظة.

 

قوات هادي تعترف بالهزيمة وتصفها بـ”الانسحاب التكتيكي”

فيما استمرت صنعاء في الصمت دون أي إشارة رسمية للمعارك كانت قوات هادي تواصل حملتها الإعلامية والترويج لانتصارات وهمية لكنها أمس الأول وبشكل مفاجئ بدأت بالتراجع أولاً عبر المتحدث الرسمي باسم قوات هادي الذي قال إن قواتهم في وضع دفاع وليس هجوم رغم ما سبق وأكده من تقدم وهجوم واسع لقواتهم وادعاء سيطرتهم على حريب نهم وأولى قرى بني حشيش، ليعقب ذلك أيضاً اجتماعاً لوزارة الدفاع ومسؤولي حكومة هادي في مأرب أقر بالهزيمة لكنه أصر على مواصلة ما وصفها “معركة تحرير صنعاء”.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية لحكومة هادي أنه “ترأس وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، اجتماعا عسكريا ضم المفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عادل القميري، وقائد العمليات المشتركة اللواء الركن صغير بن عزيز، بحضور محافظ محافظة صنعاء اللواء عبدالقوي شريف، وقائد قوات تحالف دعم الشرعية بمأرب اللواء الركن عبدالحميد المزيني، لمناقشة التطورات الميدانية والعمليات القتالية في مختلف الجبهات” بحسب وصفها.

واستعادت قوات هادي نغمة “الانسحاب التكتيكي” لوصف هزيمتها حيث ذكرت الوكالة أنه “وقف الاجتماع على سير العمليات الميدانية وعملية تأمين ما تم من انسحاب تكتيكي لبعض الوحدات العسكرية في بعض المواقع والتي يتم حاليا ترتيب وضعها للقيام بمهامها وواجباتها القتالية”. وبحسب الوكالة أيضاً “أكد الاجتماع أن معركة تحرير العاصمة صنعاء خيار لا رجعة فيه مهما كلّف الأمر” بحسب قولها.

 

مرحلة جديدة: معركة مجزر مأرب

على مدى السنوات الخمس الماضية ظل اسم مديرية “مجزر” بمحافظة مأرب بعيداً عن أخبار المعارك حيث كانت المديرية في قبضة قوات هادي والإصلاح وقوات متعددة من دول التحالف السعودي ووصول المعارك إليها وتوغل قوات صنعاء فيها يدشن مرحلة جديدة من الحرب بمواجهة التحالف وأتباعه في ظل ترجح كفة المعركة لقوات صنعاء التي قلبت الموازين خلال العام الماضي في محافظة الضالع جنوباً وجبهات الحدود شمالاً والآن في الجبهة الشرقية فيما تظل الجبهة الغربية محكومة باتفاق السويد.

في مديرية مجزر تشير معلومات “صحيفة المراسل” إلى أن قوات صنعاء تمكنت من السيطرة  على مناطق شاسعة من المديرية أهمها ديار ال حميضه وغربي مفرق الجوف وأجزاء من منطقة نخلا. (تمت السيطرة على كامل المديرية بعد نشر هذا التقرير)

وأمس السبت وصلت المعارك إلى منطقة السحاري شمال غرب المديريه و الصفراء جنوب السحاري ومنطقة السحيل فيما تمكنت قوات صنعاء من قطع خطوط إمداد قوات هادي في نقاط الكسارة والسحيل والخانق  والصفراء والسحاري فيما تبقى لقوات هادي خط إمداد وحيد إلى منطقة السحاري عبر الخط الصحراوي ومنطقة رغوان.

قوات صنعاء تحسم الحرب الالكترونية

حصلت “صحيفة المراسل” على وثيقة صادرة عن مركز القيادة والسيطرة التابعة لوزارة الدفاع بحكومة هادي تضمنت بلاغاً بأن من وصفتها “المليشيات الحوثية” قامت بإرباك قوات هادي باختراق نظام الاتصالات والاتصال ببعض الوحدات العسكرية منتحلين صفات قيادات في وزارة الدفاع وأبلغوا القوات (قوات هادي) أن المواقع المحيطة بهم في نهم باتت محاصرة وأن عليهم الانسحاب. ولم تذكر الوثيقة إذا كان هذا الاختراق في حال كان صحيحاً، قد نجح في دفع قوات هادي للتخلي عن مواقعها.

ومن جانب آخر أقر إعلام التحالف بتطور قدرات قوات صنعاء في مجال الدفاع الجوي والحرب الالكترونية حيث بثت قناة “الإخبارية” السعودية تقريرا يقول إن قوات صنعاء نصبت في نقاط متعددة بما فيها جبهة نهم منظومات للدفاع الجوي وأجهزة تشويش الكرتونية، فيما حصلت “صحيفة المراسل” على معلومات بأن قوات صنعاء بالفعل استطاعت لأول مرة الحد من قدرات طيران التحالف في جبهة نهم عندما تمكنت من التشويش على أنظمة الطائرات الحربية ما أدى لتراجع قدرات طيران التحالف عن تنفيذ مهامه القتالية في جبهم نهم.

الإعلام القطري: هزيمة قوات هادي والإصلاح برواية أخرى

كان لافتاً تغطية قناة الجزيرة القطرية للمعركة بشكل أغضب قوات هادي على رغم دعم القناة لها ولقوات الإصلاح، حيث بثت القناة تقارير أكدت بالمجمل هزيمة قوات هادي وتقدم قوات صنعاء وسيطرتها على جبهة نهم بالكامل لكنها قدمت رواية مختلفة نوعاً ما تنسجم مع هدف القناة بالنيل مع السعودية في ظل الصراع القائم مع قطر.

وقدم مراسل القناة “سمير النهمي” ملخصاً لما حدث وفقاً لرؤية قناة الجزيرة زاعماً أنه “نفذ الحوثيون هجوما كبيرا على المنطقة الشرقية من نهم وتوغلوا الى الداخل، حيث نقل عن مصدر عسكري أنه قصفت مقاتلات التحالف السعودي الاماراتي موقعا للجيش اليمني وقتلت 13جنديا ليتمكن الحوثيون من السيطرة على موقع عسكري مهم في المنطقة.

وأضاف أن القوات السعودية قامت بسحب المدفعية الثقيلة من الخطوط الخلفية لجبهة نهم بشكل مفاجئ، بعدها قام الحوثيون باختراق شبكة الاتصالات الخاصة بالجيش الحكومي وبث نداءات للانسحاب من المواقع بعد اخبارهم أن مواقعهم محاصرة وقد سقطت ما حولها.

وأشار مراسل الجزيرة إلى أن جميع الوحدات العسكرية اسنحبت من كامل منطقة نهم الاستراتيجية بما فيها اللواء312 وتمركزت في مفرق محافظة الجوف مأرب، بعد أن أدركت القوات أن نداءات الانسحاب كانت اختراقا من الحوثيين، استطاع الحوثي السيطرة ناريا على طريق الجوف مأرب وتمركزت قوات الجيش المنسحبة في معسكر ماس، بحسب قوله.