المقالات

الحرب الناعمة

الحرب الناعمة

الجديد برس : رأي

مالك المداني

في منتصف القرن الماضي وماقبله كان المجتمع “الأمريكي” والمجتمعات الغربية بشكل عام مجتمعات محافظة نوعاً ما ، مقارنة بما هي عليه اليوم .
لاتسيئوا فهمي … لم أقصد بأنهم كانوا قديسين أو أنبياء !!
ولكن مانراه اليوم بشكل واضح وصريح في تلك المجتمعات
من إنحراف وإنحلال أخلاقي و تعرِ
وغيرها من التصرفات المنافية للفطرة البشرية
التي كانت في الماضي أفعال قبيحة وغير مقبولة
لايمكن للمرء القيام بها بشكل علني كما يحدث اليوم !!
في السابق:
كانت المرأة الغربية محتشمة الملبس ،
كانت العلاقات المحرمة تمارس في السر وبعيداً عن أعين الأهالي والأقارب ،
في السابق كان الإنجاب الغير الشرعي أمر يلحق العار بصاحبته !!
كان الشذوذ الجنسي أمر ممقوت يُنظر له بإزدراء وإحتقار !
كانت حفلات التعري تقام في أماكن سرية وخفية ….!
كانت وكانت وكانت وكانت …
في الواقع كانت هنالك قيم وأخلاق ومبادئ عامة تتحكم في سلوكياتهم وتصرفاتهم وأفعالهم ، لكنها لم تعد موجودة اليوم !!
إذاً ما الذي حدث ،، حتى تؤول الأمور لما هي عليه الان ؟!
ما الذي دفع بالمجتمعات التي كانت تقوم بإعدام المشعوذ والمشعوذة حرقاً إلى فتح دور لعبادة الشيطان رسمياً ؟!
ما الذي دفع بالمجتمع الذي كان يرمي أبناء الزنا على قارعات الطريق وعند بوابات الكنائس هرباً من العار
إلى أن يصبح 53% من معدل مواليده السنوي مواليد
غير شرعيين ؟!
ما الذي دفع بالمجتمع الذي كانت نساءه محتشمات إلى التعري وبيع الهوى على مرأى ومسمع الجميع دون الشعور بأي خجل ؟!
ما الذي دفع بالمجتمع الذي كان يعاقب الشواذ والمثليين بعقوبات قد تصل إلى الموت أحياناً إلى تبني قضاياهم والدفاع عنها والترويج لها ؟!
أي وباء حل بهم … بل تميمة أي ساحر عصفت بهم لتصبح كل تلك الأفعال المقيتة والغير مقبولة إطلاقاً مجرد
ظواهر علنية وثقافة مجتمعية وسلوك عام
يمارس بشكل طبيعي وصريح دون أي خجل !!
ما الذي حدث ؟!
ما الذي قد يسلب مجتمعات كاملة ، قيمها ومبادئها وأخلاقها بهذا الشكل المخيف ؟!
أنها ببساطة ياسادة مانطلق عليه أسم الحرب الناعمة !
نعم …. وقد كان أولى ضحايها في تاريخنا المعاصر هو المجتمع الأمريكي والمجتمعات الغربية !!
كيف للحرب الناعمة أن تقوم بمثل هذا الشيء ؟!
وما مصلحتهم من إستهداف المجتمعات التي هم في الواقع ينتمون إليها ؟!
هذا أمر سأتطرق إليه في المرة القادمة !
مايهم الان أن الدور قادم علينا وعلى باق المجتمعات البشرية إن لم نتخذ موقع الهجوم فيها ونتقن أساليبها وأسلحتها وفنونها القتالية !!
ففي نهاية الأمر هي ليست شر مطلق كما فهمها البعض بل يمكن إستغلالها لخدمة الخير كما هو الحال في الحروب العسكرية تماماً !!
فالمدفع الذي يستخدم لقتل الأبرياء قد يستخدم للدفاع عنهم كذلك ،
الأمر يختلف بإختلاف من يكبس على الزناد !!