الأخبار المحلية

سرّي للغاية : كواليس اتصالات ولقاءات سعودية يمنية في مسقط والحرب تقترب من النهاية

سرّي للغاية : كواليس اتصالات ولقاءات سعودية يمنية في مسقط والحرب تقترب من النهاية

الجديد برس : صحافة

يظهر الحراك الدولي والتحركات السعودية أن ثمة جدية في إحداث تحول استراتيجي في المشهد السياسي اليمني نزولاً المعادلة العسكرية والاقتصادية قوات صنعاء والتي بدورها فرضت تحولاً كبيراً في مسار الحرب وخصوصاً نجاح عملية استهداف شركة أرامكو وقلب الطاولة الميدانية في معركة الحدود، غير أن التوجس يبقى قائماً كون التحرك السعودي لإيقاف الحرب ليس اختياراً سعودياً بل اضطراراً وإذا ما وجدت السعودية نفسها غير مجبرة على وقف الحرب فإنها لن تتوانى عن الاستمرار في الحرب، رغم أن ذلك بات مستبعداً نظراً لعدم وجود أي منظومات عسكرية قادرة على حماية منشآت النفط السعودية.

ومن المؤشرات العلنية أبدت الرياض رغبة كبيرة بالتوصل إلى حل سياسي مع صنعاء وبدا أن رعايتها للاتفاق بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي لم تكن نابعة من سعيها لإزالة الخلافات بين الطرفين بل بمحاولتها حرق المسافات لإيجاد أرضية سياسية مناسبة لتتلقف ما يمكن أن تتوصل إليه القيادة السعودية مع أنصار الله فيما يتعلق بإنهاء الحرب ثم الدخول بحل سياسي شامل، وكان واضحاً في هذا السياق حرص المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم محمد بن سلمان وشقيقه خالد على التأكيد بأن اتفاق الرياض لا يستهدف صنعاء بل يهدف للدخول في حل سياسي شامل للأزمة اليمنية ووضع نهاية للحرب وهو ما أكدا عليه حرفياً.

ورغم أن السلطة بصنعاء والقوى المناهضة لتحالف الحرب على اليمن بقيادة أنصار الله ما تزال متحفظة عن إعلان أي خطوة مما يدور خلف الكواليس، إلا أن مصدر مطلع أكد لـ”صحيفة المراسل” أن هناك اتصالات بين صنعاء والرياض تجري عبر دوائر تلفزيونية مغلقة ولقاءات في العاصمة العمانية مسقط للتوصل إلى صيغة مشتركة لإنهاء الحرب تمهيداً لحل سياسي شامل.

ونفى المصدر بشكل قاطع أن تكون أي قيادات تابعة لسلطة صنعاء أو أنصار الله قد ذهبت إلى الرياض، مشيراً إلى أن الأخبار في هذا السياق غير صحيحة وجاءت عبر وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح والتي أوردت أسماء زعمت أنها تمثل أنصار الله زارت مؤخراً العاصمة السعودية، مشيراً إلى أن حزب الإصلاح يعيش مأزقاً بعدما فقد الكثير من مكانته وتأثيره في المشهد العسكري وأنه يحاول إفشال أي محاولات لوقف الحرب ويتولى نشر أخبار متعددة حول هذا الموضوع.

ولفت المصدر إلى أن صنعاء في ظل التحركات القائمة ما تزال تنظر إلى أن نسبة استمرار الحرب بنفس نسبة توقفها، غير أن هذا يعطي أملاً كبيراً بتحقيق السلام خصوصاً أنه وخلال المحاولات السابقة لم تكن صنعاء تنظر بإيجابية للتحركات السعودية كما تفعل اليوم.

وفي هذا السياق كشف مصدر دبلوماسي عماني لـ”صحيفة المراسل” أن السعودية طلبت مساعدة الكويت وسلطنة عمان لإنجاح توجهها لإنهاء الحرب والتوسط لدى أنصار الله للوصول إلى حلول، مشيراً إلى أن التصريحات الكويتية الأخيرة بشأن الاستعداد لاستضافة الأطراف اليمنية للتفاوض بشأن الحل السياسي الشامل بعد وقف شامل لإطلاق النار يأتي في سياق الاستجابة الكويتية للطلب السعودي حيث كانت الكويت تشترط خلال الفترة الماضية أن تكون استضافتها للمفاوضات قائمة على رغبة سعودية بوقف الحرب ولذلك كانت الخارجية الكويتية تؤكد استعداد الكويت لاستضافة اليمنيين للتوقيع على اتفاق وليس للتفاوض بمعنى أنها كانت تؤكد عدم استعدادها لاستضافة الأطراف اليمنية إذا لم تكن الرياض قد قررت فعلياً وقف الحرب.

وأضاف المصدر أن زيارة نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، الذي بات يمسك بملف اليمن، مؤخراً لسلطنة عمان ولقائه السلطان قابوس تأتي في ذاته السياق، مشيراً إلى أن مسقط استضافت بالتزامن مع الزيارة لقاءات يمنية سعودية ناقشت العديد من القضايا المتعلقة بوقف التصعيد والبدء بوقف إطلاق للنار، حيث ما يزال ممثلو صنعاء يتمسكون بشروطهم المتمثلة بوقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء ويرفضون أي مقترحات لتجزئة مراحل وقف إطلاق النار.

ولفت المصدر إلى تعمد الخارجية السعودية تحميل زيارة بن سلمان لمسقط العديد من القضايا المشتركة في إعلانها عن الزيارة، فيما الواقع أنها كانت مخصصة لملف اليمن والوساطة العمانية بين الرياض وصنعاء وهو ما أكده بيان الخارجية العمانية حول الزيارة بأنها خصصت لمناقشة ملف اليمن وسبل إنهاء الحرب والتوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية.

 

تسريبات سعودية..والحوثيون يؤكدون: صبرنا يوشك على النفاد

على غير عادتها تواصل السعودية تسريب الأخبار عبر وكالات أنباء دولية حول تحركاتها لوقف الحرب على اليمن، حيث نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة إن السعودية تكثف محادثات غير رسمية مع جماعة الحوثي  بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن.

وبحسب الوكالة قالت ثلاثة مصادر إن المحادثات بدأت في أواخر سبتمبر أيلول في الأردن في الوقت الذي تتحمل فيه الرياض بمفردها مسؤولية الجهود العسكرية للتحالف  الذي يقاتل في اليمن بعد خروج الإمارات حليفتها الرئيسية.

وأضافت المصادر أن المحادثات بدأت بعد أن عرض الحوثيون وقف إطلاق الصواريخ وشن هجمات بطائرات مسيرة عبر الحدود على مدن سعودية إذا أنهى التحالف الذي تقوده السعودية ضرباته الجوية على اليمن.

وقال مصدر رابع “المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات” لكن الرياض ما زال لديها مخاوف بشأن حدودها.

وقال مسؤول سعودي لرويترز “لدينا قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ 2016. ونواصل هذه الاتصالات لإقرار السلام في اليمن”.

وبحسب الوكالة ذاتها أكد مسؤول من الحوثيين طلب عدم نشر اسمه أن الجماعة تبحث “وقف إطلاق نار موسع” مع الرياض وأضاف “لكن صبرنا يوشك على النفاد”.

المضامين ذاتها نشرتها وكالة “اسوشيتد برس” وشبكة “CNN” الأمريكيتين.

 

نقلا عن صحيفة المراسل