المقالات

لا وقت لتفاهة «سعد» وخاطفيه!

لا وقت لتفاهة «سعد» وخاطفيه!

الجديد برس : رأي

علي كوثراني – كاتب لبناني
في مزرعةٍ مثل لبنان، السكوت/ الغموض الدستوري لا يحلُّه الفقهاء الدستوريون مهما كانوا هم عباقرة، ومهما كان هو بديهيا.
مثلاً، إذا تم تكليف الحريري، وقرر خاطفوه استغراق 18 شهراً بالتأليف، فلو استحضرت كل أرواح رؤساء المجلس الدستوري الفرنسي، وكل آباء الطائف، الأحياء منهم والأموات، لن تستطيع فرض تفسير منطقيّ بسيط مثل «المدة المعقولة يليها تكليف جديد».
لماذا؟ لأنك في بلاد الطوائف! وهل تظن أن لغما دستوريا مثل الاستئثار المطلق للرئيس المكلف بشؤون التكليف، وما يشكله من إعاقة لمبدأ استمرارية المرفق العام، قد سقطت معالجته سهوا؟
لذلك نرجو من كل المتحمسين لتكليف الحريري التمهُّل، خصوصا وأن البلاد تحت حصار خارجيّ مطبق منذ سنتين على الأقل، بالإضافة إلى حصارٍ داخليّ ثوريّ بتسهيل من قائد الجيش، فلا وقت لتفاهة سعد وخاطفيه، ولا نملك ترف الانتظار، والانهيار حاصل.
لا يحل الدستور مشاكل الطوائف، بل يكرِّسها، والفقهاء الدستوريون كما المليشيات أو التكنوقراط أو الكشاف، لكل طائفة منهم نصيب… والحل يكون عادةً بتدخُّلٍ خارجي، ناعم أو خشن، أو بحرب أهلية.
الحل الأسلم هو حكومةٌ من لونٍ واحد، فورا، دستورية ميثاقية شرعية، تعمل من الغد، ومن لم يرضَ بالدستور، فليقبل القسمة والتكامل مع البلد الأم، سوريا!