المقالات

التغيير يفرض نفسه

التغيير يفرض نفسه

الجديد برس : رأي

علي السراجي

لم تعد المفاهيم كما كانت قبل مائة عام وربما اكثر من ذلك، فكل شي قد تغير بما يتوافق مع التطور المعرفي والتكنولوجي، فلا يمكن الاعتقاد بالتطور في جانب والحفاظ عليه في جانب آخر دون تطور، فأي فعل تكنولوجي او معرفي يقابلة بالتاكيد أثر سلبي أو إيجابي، على المستويين، الجغرافي والديمغرافي الإقليمي والدولي، وكما نلاحظ أن الاثرين الإيجابي والسلبي أصبحا ملموسين بشكلهما الواقعي فيما يجري من تفاعل ايجابي وصراع سلبي إقليمي أو دولي، خاصه في ظل انعدام إمكانية تطبيق الفكرة الفاشلة والتى كانت تتمثل “بهيمنة القطب الواحد”او “الثنائي القطبية”، ناهيك عن سقوط فعل القوة العسكرية وفعل الإمبراطوريات المالية بصورها الفردية أو الثنائية، وفي ظل ما يجري من صراع إقليمي ودولي في منطقتنا وبقية ساحات العالم، يمكن القول إن الاستراتيجيات في الصراعات الدولية والاقليمية قد تغيرات أيضا، وبما يتوافق مع المتطلبات الواقعية والتطورات المصاحبة، بالإضافة إلى الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمناطق والتكتلات، فالعلاقات الاستراتيجية أصبحت تتجاوز الكثير من المحددات التى كان تجاوزها يعد من المحظورات،خاصة أن هذه المحددات كانت تمثل مفهوم المصالح المتداخلة والمتوازنة،وبالتالي يمكن القول إن مفهوم الحفاظ على التوازن والمصالح لم، يعد ممكن بتلك الصورة الكلاسيكية المعتادة ضمن مفهوم “الاستراتيجية الكلاسيكية”،والتى تحكمت بالعالم لعقود أن لم يكن لقرون، فالتداخل في العلاقات والمصالح الاستراتيجية أصبح نسبيا كلي، ومكن من إيجاد علاقات استراتيجية أوسع وأكثر فعالية، يمكن وصفها بالعلاقات “الاستراتيجية الحديثه”، بمفهومها المتوافق مع الواقع ومتغيراته، وفي ظل الذهاب سريعا نحو مفهوم “الاستراتيجية الدولية والإقليمية الحديثة” القائمة على مفهوم التوازن الكلي الخالق للاستقرار الإيجابي، نجد أن القوى الأقل استعدادا للتاقلم أو التغيير ستنصدم بالواقع الجديد، كما أن عدم استجابة كل القوى الإقليمية، والدولية للمتغيرات والاحتياجات سيدفعها نحو الاصتطدام مع بعضها البعض، وهو الاصتطدام الذي سيكون أثره متداخل أن لم يكن كليا، فكما تغير مفهوم المصالح أيضا تغير مفهوم الصراع، ومن الغباء الاعتقاد بإمكانية حصر الضرر الناتج من صراع قادم ضمن دوائر أو حلقات مغلقة، كما أصبح من غير الممكن، حصر المصلحة أو فائدة ضمن حلقات ودوائر مغلقة، أخيرا: أنها تغيرات منطقية تتوافق مع التطورات الحاصل في شتي المجالات، ويمكن الحفاظ عليها ضمن الإطار الإيجابي بدلا عن السلبي، ولا يمكن ايضا تحاشي التعامل مع هذه المتغيرات، ويمكن تقديم أمثلة تطبيقية وعملية توضيحيه لهذا الطرح لاحقا.