الأخبار المحلية

مايكل بروبستنغ : النفاق الغربي والحرب السعودية العدوانية على الشعب اليمني ” ترجمة “

الجديد برس 

بقلم: مايكل بروبستنغ، أبريل 2018
موقع ذا كوميونيستس
ترجمة : محمد ابراهيم زبيبة
هناك عبارة مشهورة للروائي المسرحي التراجيدي اليوناني إسخيلوس تقول: (في الحرب، الحقيقة هي الضحية الأولى). إن الحرب السعودية العدوانية على الشعب اليمني والنفاق الغربي تعد من أبرز الأمثلة لهذه المقولة.
بصفتي اشتراكيًا يعيش في أوروبا، لا يمكنني أن أفشل في تمييز النفاق المطلق للقوى الغربية العظمى ووسائل اعلامها. فقط قارنوها بتقارير وسائل الإعلام الغربية حول جرائم الحرب التي ارتكبها جيش الأسد في سوريا وإدانتها بكلمات قوية. إنهم يفعلون ذلك لأن الأسد يعتبر حليفا وثيقاً لروسيا، المنافس الرئيسي للولايات المتحدة والقوى العظمى الأوروبية.
ومع ذلك، فإنك نادرًا ما ستقرأ عن جرائم الحرب الهمجية التي ترتكبها القوات الجوية السعودية والإماراتية وحلفاؤهم المحليون في اليمن. فمنذ أن بدأ السعوديون عدوانهم في مارس 2015 تم قتل ما لا يقل عن 11 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين الأبرياء. وتم تهجير ملايين لا حصر لها. ويواجه سبعة ملايين يمني مجاعة ويعتمدون بالكامل على المساعدات الغذائية من أجل البقاء. ويصيب وباء الكوليرا السريع الانتشار ما لا يقل عن مليون شخص، من ضمنهم 600 ألف طفل على الأقل.
لكن أين ضجة الإعلام الغربي من هذا؟! أين الإدانة الحادة للنظام السعودي؟!
أو انظر إلى هذا: عندما أطلقت المقاومة اليمنية بضعاً من الصواريخ ضد السعودية، دعت السلطة الإمبريالية الغربية إلى اجتماع مجلس للأمن الدولي، والذي بدوره قام بإدانة الحوثيين. وذكرت وكالة (رويترز) للأنباء الآتي: أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء وابلًا من الهجمات الصاروخية ضد المملكة العربية السعودية على يد جماعة الحوثيين اليمنية وعبَّر المجلس عن قلقه الشديد إزاء التقارير التي تفيد بحدوث انتهاكات لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على قادة الحوثيين (رويترز، 28/3/2018).
لكن أين الدول الغربية، وأين مجلس الأمن، عندما تطلق المملكة العربية السعودية والإمارات حرفيا آلاف القنابل والصواريخ ضد صنعاء ومدن أخرى؟! لا توجد ولا حتى إدانة واحدة!
ليس هذا فقط، فالقوى الغربية العظمى لا تخفي حقيقة دعمها للحرب العدوانية السعودية. والرئيس الأمريكي ترامب، الذي يمكن أن يطلق عليه أيضاً “دونالد دامب (الغبي)”، يتباهى بالصفقات الضخمة التي قام بها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتقوم الولايات المتحدة وبريطانيا علناً بدعم العدوان استخباريا ولوجستيا.
عندما يتجول محمد بن سلمان في العواصم الغربية، يُرحب به باعتباره “رجل دولة جديّ وحديث”. إن الحكام الغربيين يحبونه لأنهم يستطيعون عقد صفقات جيدة معه، ولأنه يدعم مصالحهم في الشرق الأوسط، ولأنه لا يكاد يخفي دعمه للدولة الصهيونية. فعندما زار بن سلمان نيويورك، التقى بالعديد من المنظمات اليمينية الصهيونية، مثل  أيباك (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية). وفي مقابلة له، دافع بن سلمان بشكل صريح عن حق وجود الدولة الاستيطانية الإسرائيلية! فلا عجب أن القادة الغربيين يحبونه!
وبما أن ولي العهد السعودي هو الحارس الوفي للمصالح الإمبريالية الغربية في المنطقة، فإن القادة الأمريكيين والأوروبيين يخفون فضيحة أن الرجل نفسه مسؤول عن المجازر ضد الشعب اليمني، وأنه يقوم باضطهاد الأقليات الدينية في المملكة العربية السعودية، وأنه يعتقل ويعذب ويقتل خصومه – بمن فيهم شخصيات من عائلته!
نعم، (في الحرب، الحقيقة هي الضحية الأولى)؛ لكن المسؤولية تقع على عاتق الاشتراكيين وكل المقاتلين المخلصين من أجل التحرر، في أن يدافعوا عن الحقيقة وأن نعطيها أصواتنا بأعلى ما نستطيع!
ومؤخرا, قدم الناشطون التقدميون في إسبانيا نموذجا لما يجب القيام به في جميع البلدان؛ فقد تمكنوا من طرد سفينة سعودية كانت تحمل أسلحة للحرب على اليمن.
لا, لا يمكن إسكات الحقيقة والنضال من أجل العدالة!
لا ميديا