الأخبار عربي ودولي

ترامب يعتزم إرسال الجيش إلى الحدود مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين

الجديد برس : دولي 

قال البيت الأبيض الثلاثاء إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم نشر الحرس الوطني على الحدود الجنوبية مع المكسيك لمواجهة ما وصفه بالتهديد المتنامي للمهاجرين غير الشرعيين والمخدرات والجريمة من أميركا الوسطى.
وكان مستشارو ترامب قالوا الإثنين إنه يستعد لتشريع جديد لمنع المهاجرين وطالبي اللجوء، بمن فيهم الأطفال الصغار غير المصحوبين (مع أحد الراشدين)، من دخول الولايات المتحدة، وفتح جبهة جديدة في الحملة ضد الهجرة التي مارسها منذ توليه منصبه.
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إلى أنه في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء الماضي فاجأ ترامب بعض كبار مستشاريه، حيث اقترح الأخير أمراً أكثر تشدداً يتمثل في إرسال قوات عسكرية للقيام بما لم تستطع سلطات الهجرة القيام به.
وفي حديثه للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مع رؤساء ثلاث دول في البلطيق، وصف ترامب قوانين الهجرة القائمة بأنها متساهلة وغير فعالة، ودعا إلى عسكرة الحدود مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين من أميركا الوسطى.
وقال ترامب “لدينا قوانين مروعة وفظيعة وغير آمنة في الولايات المتحدة. نحن نعد للجيش لتأمين حدودنا بين المكسيك والولايات المتحدة”.
وذكرت “نيويورك تايمز” أنه فيما صاغ الرئيس الأميركي فكرته كرد فعل عاجل لهجوم على الحدود الجنوبية للبلاد، فإن الأرقام لا تشير إلى أزمة. ففي العام الماضي، كان عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تم القبض عليهم عند الحدود هو الأدنى منذ عام 1971، حسبما ذكرت دورية الحدود الأميركية. ومع ذلك، استغل ترامب ما أصبح تصاعداً موسمياً سنوياً في عدد المهاجرين من أميركا الوسطى الذين شقوا طريقهم شمالاً لإثبات قضيته.
وبحسب الصحيفة الأميركية فإنه بعد تصريحات ترامب، كافح مساعدو البيت الأبيض لساعات طويلة لفهم نياته. ففي وقت متأخر من الثلاثاء، قالت سارة هوكابي ساندرز، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، إن ترامب قد التقى مع وزير الدفاع جيمس ماتيس، وأعضاء فريق الأمن القومي لمناقشة استراتيجية إدارته للتعامل مع “التدفق المتزايد من الهجرة غير الشرعية والمخدرات وأعضاء العصابات من أميركا الوسطى”، وهي مشكلة قالت إن الرئيس قد تم إطلاعها عليها في البداية الأسبوع الماضي.
وقالت ساندرز إن تلك الاستراتيجية شملت تعبئة الحرس الوطني، على الرغم من أن ساندرز لم تذكر عدد الجنود الذين سيُرسلون أو متى- والضغط على الكونغرس لتمرير ما سمته “ثغرات” في قوانين الهجرة. كما حضر الاجتماع النائب العام جيف سيجنز، ووزير الأمن الداخلي كيرستين نيلسن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد جونيور، وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ ترامب بدأ أولاً في إثارة أخطار جديدة طرحتها الهجرة في سلسلة من التغريدات والبيانات العامة التي بدأت يوم الأحد واستمرت يوم الإثنين.
وأضافت أنّ ذلك الأمر دفع المسؤولين في البيت الأبيض إلى تنظيم مؤتمر عبر الهاتف بعد ظهر يوم الإثنين لتحديد خطة تشريعية مفصلة قالوا إن الرئيس بدأ بفرض قيود جديدة على الهجرة. ولم يتم ذكر نشر الحرس الوطني أثناء المؤتمر.
ويبدو أن الإعلانات يومي الإثنين والثلاثاء تتعلق بالرسائل السياسية أكثر من الإجراءات العملية، نقلاً عن “نيويورك تايمز”.
وتابعت أنّ ترامب عانى من ردة فعل عنيفة من أنصاره المحافظين بسبب احتضانه لمقياس إنفاق يزيد على تريليون دولار لم يمول الجدار الحدودي الموعود به، وافتقاره إلى مبادرة تشريعية للدفاع عن نهج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في خريف هذا العام. وقد عاد ترامب إلى الرسائل العدوانية المناهضة للهجرة التي شغلت حملته الرئاسية وعرفتها سنته الأولى في منصبه.
وقد ندد مناصرو الهجرة بإعلان ترامب وقالوا إنه حيلة سياسية.
وقال كيفن أبلبي، كبير مديري سياسة الهجرة الدولية في مركز دراسات الهجرة في نيويورك إن ترامب “لا يستطيع الحصول على تمويل لجداره، لذلك بدلاً من ذلك يسيء استخدام جيشنا بشكل غير مسؤول لإنقاذ ماء الوجه”.
وقال آخرون إن إعلان ترامب المفاجئ كان مجرد مثال لنمط مألوف الآن، حيث يرد الرئيس بغضب على شيء يراه في الأخبار – في هذه الحالة، تقارير عن مجموعة كبيرة من المهاجرين من هندوراس يسافرون عبر المكسيك على أمل الوصول إلى الولايات المتحدة – ويسعى لاستخدامها باعتبارها هراوة ضد خصومه السياسيين.
وقال مارك كريكوريان، المدير التنفيذي لمركز دراسات الهجرة، إنه قد يكون هناك عنصر آخر في الرسائل السياسية ورغبة في خلق مشاكل في تشرين الثاني/ نوفمبر للمرشحين الديمقراطيين الذين رفضوا تبني سياساته.
ونوهت “نيويورك تايمز” إلى أنه مهما كان دافع ترامب، فقد طرح الرئيس الفكرة بعد أيام من القلق العام حول احتمال أن تتدفق مجموعة المهاجرين من هندوراس إلى الولايات المتحدة.
وقال ترامب صباح الثلاثاء وهو جالس في جوار وزير الدفاع في الاجتماع مع رؤساء دول البلطيق “لدينا قوانين سيئة للغاية بالنسبة للحدود، وسوف نقوم ببعض الأشياء – لقد تحدثت مع الجنرال ماتيس – سنقوم بأشياء عسكرية. إلى أن يتسنى لنا الحصول على جدار والأمن المناسب، سنقوم بحراسة حدودنا مع الجيش. هذه خطوة كبيرة. نحن لم نقم بذلك من قبل، أو بالتأكيد ليس كثيراً من قبل”.
كانت القافلة موضوعاً شائعاً على قناة “فوكس نيوز” الأميركية وقد جادل مساعدو ترامب بأن سياسات الهجرة الضعيفة تجذب المهاجرين إلى الولايات المتحدة من أميركا الوسطى.
وقد غرّد ترامب على موقع تويتر الثلاثاء “من الأفضل توقيف قافلة كبيرة من الناس من هندوراس التي تعبر المكسيك الآن وتتجه إلى حدودنا الضعيفة قبل أن تصل إلى هناك.. البقرة الحلوب (اتفاقية) نافتا NAFTA تلعب، كما هي المساعدات الخارجية لهندوراس والدول التي تسمح بحدوث ذلك. يجب على الكونغرس أن يتحرك الآن”.
وقال ترامب “لقد سمعت للتو أن القافلة القادمة من هندوراس مقسمة، وقد فعلت المكسيك ذلك. لقد فعلوا ذلك لأنني، قلت بصراحة، عليك حقاً القيام بذلك”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض في وقت لاحق إن ترامب لم يتحدث، في الواقع، مع الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو يوم الإثنين، وفقاً للصحيفة الأميركية.
وأشارت الأخيرة إلى أنه بينما يحرم القانون العسكري بشكل عام من القيام بمهام إنفاذ القانون المحلية، مثل اعتقال الناس على الحدود، فقد نشر الرؤساء السابقون قوات الحرس الوطني للقيام بأدوار دعم على الحدود مع المكسيك. فقد أرسل الرئيس السابق باراك أوباما 1200 عسكري في عام 2010 وأرسل الرئيس جورج بوش الإبن 6000 عسكري في عام 2006، في حين أن حكام الولايات الحدودية قد فعلوا الشيء نفسه عندما واجهوا تدفقات هائلة للمهاجرين من الجنوب.
وقد تحدث ترامب من قبل عن شن عملية عسكرية لضبط الحدود، إلا أن مساعديه سحبوا هذه الملاحظات وسط رد فعل عنيف من أعضاء إدارته ومسؤولي المكسيك، نقلاً عن “نيويورك تايمز”.
المصدر : نيويورك تايمز