الأخبار المحلية

البديل المصري_الحوثي في ذكرى الصمود: العدوان على اليمن رأسه أمريكا وقلبه «إسرائيل»

الجديد برس 

مرور عامين منذ انطلاق عاصفة الحزم التي كانت عنوان عدوان شنه التحالف بقيادة السعودية على اليمن دون تحقيق الأهداف المعلنة منها، لم يكن حدثا سهلا بالنسبة للتحالف والمؤيدين له من الأطراف اليمنية، بل تعتبر محطة لمراجعة الأداء والكلفة والتبعات والخيارات المتبقية والمآلات المتوقعة والمخارج المتاحة من المأزق اليمني الذي بات واضحا بجلاء.

علي جاحز 

حشود السبعين.. احتفال صمود

يوم 26 مارس الذي كان من المفترض أن يصبح مناسبة يحتفل بها التحالف ومؤيدوه في العام الأول، أصبح بعد عامين مناسبة يحتفل به الشعب اليمني وقيادته المناهضة للعدوان في صنعاء، في انقلاب كلي للصورة التي رسمتها مخيلة صاحب قرار الحرب على اليمن قبل عامين، فالمشهد الجماهيري الذي شهده ميدان السبعين ووصف بأنه يفوق التوقعات، اعطى دلالات كثيرة وبعث رسائل واضحة للتحالف ابرزها: لم تفلحوا في كسرنا فها نحن لانزال صامدون وأقوياء لمواجهتكم لعام آخر.

صحيفة اللوموند الفرنسية نشرت امس تقريرا عنونته بـ ” جماهير السبعين بصنعاء ستحدد مصير الحرب في اليمن “، وتقول الصحيفة: “أن التظاهرة التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء في حي السبعين بالتزامن مع الذكرى الثانية لانطلاق العمليات العسكرية في اليمن والتي أطلق عليها؛ عاصفة الحزم؛ والتي ستكشف عن الحجم الحقيقي لمناصري الحوثي وصالح الذي يرأس حزب المؤتمر الوطني؛” ، معتبرة ان التجمهر ” سيحدد مصير الحرب السعودية في اليمن والتي تدخل عامها الثالث دون قدرتها على إحداث تغيير واضح في المعادلة على الأرض. ”

وفي سياق رغبة المجتمع الدولي لمعرفة حجم التأييد للقوى المناهضة للعدوان كشفت الصحيفة أن ” ضباطاً امريكيين وبريطانيين منعوا طائرات إف16 سعودية من تنفيذ مهام قتالية في منطقة السبعين مطلع الأسبوع الماضي؛ قبل أن تتدخل دوائر سياسية غربية وتوجه تحذيراً شديد اللهجة من مغبة استهداف المنطقة ”  معتبرة أن فشل انصارالله وحزب المؤتمر الشعبي العام سيعزز مطالب السعودية في الحصول على ضوء أخضر لتنفيذ عملية عسكرية على ميناء الحديدة ، فيما قد ينعكس الأمر سلبا في حال استطاعت اطراف صنعاء التحشيد .

ما نقلته عدسات الكاميرا امس من ميدان السبعين والأحياء المجاورة له، اعتبره مراقبون مهرجانا احتفاليا يختلف كليا عن الاحتشاد المشابه العام الماضي في نفس المناسبة ، حيث كانت الشعارات المرفوعة العام الماضي تسير باتجاه إبراز المظلومية اليمنية وجرائم العدوان وتناشد المجتمع الدولي إيقاف العدوان والحصار، فيما بدت هذا العام محتفلة وتبعث رسائل تحد واضح وتوبيخ للامم المتحدة والمجتمع الدولي وإعلان عدم التعويل على مواقف الخارج وتحركاته .

التظاهرة الحاشدة التي حضرها مسؤولون على رأسهم رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد ورئيس وأعضاء الحكومة وظهر بين جماهيرها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كانت محل اندهاش واستغراب الصحافة الدولية، حيث وصفت الوكالة الفرنسية فرانس برس التظاهرة بأنها كانت حاشدة وشارك فيها مئات الآلآف فيما افتتحت قناة فرانس 24 خبرها عن التظاهرة بالاستغراب مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تدخل الحرب فيه العام الثالث تشهد العاصمة صنعاء تظاهرة حاشدة يشارك فيها مئات الآلاف، أما وكالة الأنباء الألمانية “دويتشة فيلة” وصفت التظاهرة بالكبرى، وقالت في سياق خبرها عن المظاهرة أن ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء شهد تظاهرة كبرى في الذكرى الثانية للحرب شارك فيها مئات الآلاف، وهو ذات الانطباع الذي جاء في وكالة الأنباء الأوروبية يورونيوز وأيضا وكالة رويترز التي حضر مراسلها الفعالية ووصفها بالأكبر من نوعها منذ بداية الحرب.

في الضفة الأخرى،  فشلت حكومة هادي في مناطق سيطرتها في إخراج أي حشود رغم الإعلان عن الإعداد لها قبل أسابيع لتوازن تظاهرات صنعاء، وتحمل رسائل شكر شعبي لقوات التحالف، وهي المرة الثانية بعد فشلها في تحقيق ذات الغرض في الذكرى الأولى، الأمر الذي يفهم منه نزوع شعبي نحو رفض التحالف واستياء من نتائج الحرب خاصة في الجنوب .

 

خطاب الحوثي.. لاتعويل على الأمم المتحدة ولا روسيا والصين

برزت ملامح التحدي في خطاب زعيم انصارالله السيد عبدالملك الحوثي عشية الـ 26 من مارس، الذي استعرض بشكل ملخص ومتسلسل حيثيات العدوان واهدافه ومنطلقاته وتأثيراته على الامن القومي العربي وعلى اليمن خصوصا ، وذكر الخطاب باهمية الصمود وفاعليته وعوامل نجاحه التي تنوعت بين عوامل داخلية وعوامل خارجية ، موجها العديد من الرسائل الى الخارج والداخل ، ومختتما بعدد من التوجيهات بخصوص ترتيب الوضع الداخلي بدت مفصلية ولها دلالات على حساسية المرحلة .

الحوثي ولأول مرة يدعو لعدم التعويل على الأمم المتحدة ولا على مواقف الأطراف الدولية التي كانت محسوبة في خانة الحليف مثل روسيا والصين، متهما روسيا بأنها سلمت أموال الشعب لمن أسماهم ” المرتزقة ” في إشارة إلى تسليم روسيا لحكومة هادي شحنة أولى من النقد اليمني المطبوع تقدر بمبلغ 200 مليار ريال يمني، منوها إلى أنها كانت تمثل رواتب الموظفين التي اتهم حكومة هادي بقطعها عقب نقل البنك المركزي، وهي رسالة ربما المقصود منها استفزاز الدور الروسي الغامض فيما يخص الملف اليمني بحسب سياسيين يمنيين، بينما اعتبرها محللون وناشطون رسالة عتاب تحمل نبرة خيبة أمل في تلك الأطراف التي كانت محل تعويل في مرحلة ما.

واتهم الحوثي الأمم المتحدة بأنها تواطأت وانكشف انحيازها إلى جانب العدوان في كل مراحل العدوان على المستوى السياسي والإنساني، لافتا إلى أن المفاوضات كان مجرد تمثيليات هزلية، وأن المساعدات الانسانية مجرد شعارات لاوجود لها على أرض الواقع .

كما تطرق زعيم أنصارالله إلى تناول الخلافات الداخلية السعودية المتمثلة في سعي بن سلمان للتفرد بحكم المملكة وإقصاء تيار بن نايف مستقويا بالرضا الأمريكي، كما تطرق بشكل مستفيض إلى الدور الإماراتي وسباقه إلى جانب السعودية لنيل ذات الرضا الأمريكي، واصفا محمد بن زايد بأنه يسير على خطى محمد بن سلمان .

في الوقت ذاته عمد السيد الحوثي إلى تفنيد أهداف العدوان ومساراته، وقال إن الحديث عن خطر على الأمن القومي العربي من اليمن محط افتراء، معتبرا أن العدوان رأسه أمريكا وقلبه إسرائيل ويعد خطرا على الأمن القومي العربي، مستعرضا جوانب خطورته على الامن القومي العربي من حيث التحالف المعلن بين السعودية والإمارات مع أمريكا وإسرائيل، وقال زعيم أنصارالله ” لاحظوا ما يجري في الساحل اليمني أو الإفريقي  سعت الإمارات والسعودية لتشكيل قواعد لصالح أمريكا وإسرائيل  ” وقال ” المصالح المشتركة مع إسرائيل لن تكون إلا خطرا على الأمة العربية وتهديدا للأمن القومي العربي ”

وخاطب الحوثي مصر قائلا :” أقول لمصر التي همش السعودي دورها في المنطقة وجعله دورا تابعا، ويعاملها بشكل غير لائق ومهين و يحاول أن يوجه لها صفعات اقتصادية ويوجه وفوده إلى إثويبيا ليستهدف مصر ويحرك خلاياه في سيناء، أقول لهم الوجود السعودي والإماراتي في البحر الاحمر.. وجود يمثل اسرائيل وأمريكا ويشكل خطرا على مصر وعلى الأمن القومي العربي ”

ومن موقع بدا فيه قائدا ثوريا لليمن، وجه السيد الحوثي بإجراء ترتيبات للوضع الداخلي منها ما هو أمني مثل تفعيل قانون الطوارئ الذي اعتبره رادعا لمن أسماهم الطابور الخامس ممن يعملون بطرق غير مباشرة لصالح العدوان، إضافة إلى التوجيه بما اسماه ” تطهير مؤسسات الدولة والقضاء من الخونة والتجنيد بدلا عن المقاتلين في صفوف العدوان ” في اشارة إلى توجه لاستصدار قوانين طوارئ تقضي بفصل موظفين ومسؤولين مؤيدين للعدوان في القطاع المدني والعسكري والقضاء ، وهي خطوة اعتبرها مراقبون متأخرة على اعتبار أنها كان يفترض أن تتخذ بداية العدوان.