الأخبار تقارير

اليمن إلى أين !؟..

الجديد برس : تقارير ودراسات

جميل أنعم

في البداية يجب الإقرار إقرار اليقين القاطع بأن الهدف الحقيقي للعدوان هو تقسيم الشعب اليمني والوطن اليمني الواحد إلى ستة شعوب بستة أوطان مع اقتطاع أجزاء من الأراضي اليمنية للأعداء وبهوية سيادية دولية جديدة يختفي منها إسم اليمن … فكانت أولاً جزيرة سقطرى ولاحقاً ستكون حضرموت والمهرة وتالياً مأرب والجوف، وما الساحل الغربي للبحر الأحمر ببعيد لأنه طلب صهيوني بامتياز لأسباب عسكرية قادمة ولأسباب تاريخية كونه يطل على مملكة أكسوم اليهودية (أريتيريا – إثيوبيا – أوغندا) مكان وجود تابوت العهد لبني إسرائيل والذي نقله إبن الملكة بلقيس “منليك بن الملك سليمان” عليه السلام كما يزعم اليهود الصهاينة، تماماً كما زعموا بوجود هيكل الملك النبي سليمان بالقدس، فتم احتلال فلسطين والتي ستحرر عما قريب إن شاء الله تعالى ومصير اليهود الصهاينة إلى مملكة أكسوم تلافياً للشتات بحد أدنى وبحد اعلى مملكة يهودا والسامرة من النيل للفرات + مملكة أكسوم إذا تم تمرير المشروع الإستعماري للقرن الواحد والعشرين .

إذن ثلاثة أهداف نفط وغاز لأمريكا، ووطن كبير لليهود الصهاينة بالفشل أو النجاح وذلك يتحقق بالهدف الأول التقسيم بأوطان وشعوب متعددة لليمن وسوريا والعراق ومصر والحجاز ونجد وحتى تركيا وإيران العمق العربي والاستراتيجي للأمة العربية والإسلامية .

وبالإقرار بهذه الأهداف فإن العدوان مستمر حتى لو تم التوافق، وسيستمر حتى يحقق أهدافه أو يسقط دونه باقتلاع الكيان الصهيوني واسقاط أمريكا من زعامة العالم والذي يتطلب قيام تحالف عربي عربي، ثم عربي إيراني، ثم عربي إيراني تركي يمتد إلى روسيا والصين وحتى كوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا، خاصة مع قدوم إدارة أمريكية جديدة مطلع يناير 2017م وبإستراتيجية صهيونية بمملكة يهودا والسامرة وأكسوم اليهودية وبحرب عالمية ثالثة تتغير معها الخارطة الديموغرافية والسياسية للوطن العربي بالتطهير العرقي للعرب من الشام والعراق ومصر تهيئ لقدوم 2 مليون يهودي من يهود العالم عامة وخاصة يهود أمريكا .
وبذلك نفهم ونستوعب التطهير والتهجير للعرب مسلمين ومسيحيين من لبنان وفلسطين والعراق ومصر وأخيرا سوريا .. تطهير مزدوج بل ثلاثي، الأول بنشر الدواعش، والثاني بمحاربة واقتلاع الدواعش، والثالث بالحرب العالمية الثالثة، لتثبيت الخارطة الديموغرافية للقرن الواحد والعشرين .

وهكذا ومع كل حرب تطهير للعرب وللعرب، إما بالقتل وإما بالتهجير إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، والتطهير الثالث سيكون الأكثر شمولاً والأكثر وحشية وعدوانية بدخول إسرائيل ومباشرة بالحرب وبأسلحة جديدة وأكثر قتلاً للإنسان … والسعودية والإمارات وقطر وبالعدوان الفاشي والبربري على اليمن قد سوّغ وشرعن لإسرائيل بالتوحش بالأسلحة الحارقة القاتلة ضد عرب الشام ومصر والعراق … وما سيزيد التوحش توحشاً هو اصطفاف تركيا الأطلسية الإخوانية إلى محور التطهير الثالث بعرض إستعماري لتركيا بحلب السورية والموصل العراقية .

وبناءاً على ما سبق فإن العدوان مستمر وسيستمر حتى مع زوال النظام السعودي والنظام الإماراتي وبدويلات عشقي وخلفان، حلفاء حرب التطهير العالمية الثالثة، وينسحب ذلك على شرعية هادي، والتي ستختفي قريباً جداً وسيزول هادي ولمصلحة وجوه يمنية صهيونية أكثر من الصهاينة من أمثال (؟) والذي صرح بأنه سيقذف بقنبلة نووية على صنعاء للقضاء على الحوثي وعفاش .

سيناريو مخيف ينتظر الوطن العربي، وكل ذلك بنظر الإدارة الأمريكية المقبلة للبيت الأبيض يناير 2017م، بدونالد ترامب والحرب المباشرة أو هيلاري كلينتون بالحرب الغير مباشرة، والتي قد تتطور إلى الحرب المباشرة أو إلى تحجيم إسرائيل بحدود 1967م .

وإدارة أوباما بقى لها من الزمن قرابة شهرين والتي تحاول الظهور بالعلن بتجميد جبهات القتال والتماس في اليمن وسوريا وليبيا، ومحاربة داعش في العراق خلال شهرين وتسليم الملف للإدارة الأمريكي القادمة وبإستراتيجية جديدة .. لذلك سيصر الأمريكي على وقف إطلاق النار بسوريا واليمن مع تسجيل انتصار هوليوودي على داعش كقتل زعيم داعش البغدادي ليصب ذلك في مصلحة الحزب الديمقراطي بفوز كلينتون برئاسة البيت الأبيض، تماماً كما تم قتل زعيم القاعدة بن لادن بأواخر الولاية الأولى لأوباما .

شهرين من الزمان ستشهد أحداثاً دراماتيكية وبإدارة الموساد الصهيوني والمخابرات الأمريكية حدها الأعلى سحق داعش والقاعدة وزوال السعودي والإمارات وشرعية هادي ولمصلحة علمانية الإخوان الجديدة وعشقي وخلفان وآخرون حلفاء الإدارة الأمريكية الجديدة المتوحشة، وبالحد الأدنى تجميد الأوضاع بوقف إطلاق النار واستمرار تمثيلية المفاوضات .

وعموماً فإن موجبات تخلص أمريكا من السعودية والإمارات وشرعية هادي قد لاحت بالظهور بقانون جاستا وحرب الموصل وتحميل شرعية هادي مجازر اليمن، مما يعني أن هناك من ينتظر لتسلم الراية ليكون أكثر صهيونية من أسلافه الخائبين والبائسين والملاحقين بقوانين الإرهاب والمجازر، وكل ذلك ألقى ويلقى بظلاله على المشهد اليمني وبشكل إيجابي وأكثر إيجابية بعكس ما يتوقعه الخونة والمرتزقة والعملاء بالداخل وبعكس ما يخطط له العدو الخارجي الحقيقي إسرائيل الصهيونية، وبالرغم من أن اليمن تعرضت ولأكثر من تسعة عشر شهراً لعدوان داخلي وخارجي عالمي فاحش عاهر غادر، أفقد اليمن الأصيل المدافع من الشرعية الداخلية (دولة، حكومة، جيش، بنك) وحُرم من الشرعية العربية (جامعة الدول العربية) واُسقط من شرعية الأمم المتحدة … مما جعل 27 مليون يمني في سجن كبير بحجم الوطن 555 ألف كم مربع، يتحكم بهذا السجن عصابة مجرمة عاهرة فاحشة من هادي وزمرته الدموية وبني سعود وأولاد زايد وسجانين أكثر فحشاً وعهراً من شاكلة إخوان التكفير والتكفير الوهابي، فأصبح اليمن سجن كبير بأوامر عصابة وسجانين يتلذذون وبفاشية وسادية ونازية وعنصرية بمعاناة شعب أصيل وعريق يهابه الأمريكي ويخافه اليهودي … وبرغم كل ذلك إلّا أن اليمن أفضل حالاً من الدول التي استهدفها العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي القطري التركي التكفيري الداعشي القاعدي الإخواني .. نعم اليمن أفضل حالاً من أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، وبانتصار اليمن بعون الله تعالى ستتعافى العراق وليبيا وسوريا والأمة العربية والاسلامية إن شاء الله تعالى .

وكان العدو يراهن على الطرف الثالث وبمجزرة الصالة الكبرى تعزز تلاحم الجيش واللجان والشعب والقبائل واهتز وتشقق تحالف العدوان وجبهات القتال تستقبل المجاهدين، ومقاتلي المرتزقة تنتحر في البقع وميدي وبشدة ..الخ، وفي اليمن هناك مئات آلاف المقاتلين جملة قالها سيد المقاومة الإسلامية حزب الله اللبناني، والعدو الإسرائيلي يعرف تماماً بأن سيد المقاومة لا يكذب، وكما تغلب قطاع غزة على الحصار الإقتصادي والرواتب فإن اليمن كذلك سيتغلب على هذا الحصار وكسره ودحره، واليمن أفضل حالاً من غزة، وهادي وعصابته وزمرته وبإصراره وتصميمه على صرف الرواتب للمحافظات المحتلة بالإمارات والمارينز والسعودية والدواعش ومنع الرواتب عن المحافظات الحرة بالجيش واللجان والشعب والقبائل، يكون بتلك العنصرية يحفر قبره ونهايته بيده، ومن حيث لا يدرك، تماماً مثل مجزرة الصالة التي ارتدت إلى نحره وكذلك سترتد عنصرية الرواتب إلى زوال شرعيته إن شاء الله تعالى .
وأمام كل ذلك فإن المشهد اليمني أمام احتمالين وبحدين أعلى وادنى وبكلا الاحتمالين اليمن للانتصار عنوان والفرق هو عامل الزمن والزمن فقط كالتالي :-

أولاً : الاحتمال الأول ..

وبه سيعلن الانتصار بحلول شهر إلى خمسة أشهر مارس 2017م وذلك سيكون بتوفر شريك وطني جنوبي بالوطنية اليمنية الكاملة يلتقى مع صنعاء الثورة والصمود وبذلك ستنهار كل استحداثات العدو بالجنوب وتعز وبأشهر معدودة، تماماً كما إنهار الإستعمار البريطاني و 22 محمية وسلطنة ومشيخة بالجنوب المحتل عندما توحدت الإرادة الوطنية اليمنية من الريف “علي عنتر” ومن عدن “عبدالفتاح إسماعيل” في زمن إتفاق السعودية والنظام المصري أغسطس 1965م بتصفية النظام الجمهوري والنظام الملكي وتصفية الكفاح المسلح بالجنوب، وبالتحالف مع الطرف الثالث بصنعاء الشيخ عبدالله الأحمر وبالاستعمار البريطاني والسلاطين والمرتزقة والخونة، وفرَّ السلاطين والعملاء ورحل الاستعمار والوطنية اليمني علي عنتر وعبدالفتاح إسماعيل تصارحوا وتصالحوا وهزموا الطرف الثالث في عدن على ناصر وهادي وزمرته يناير 1986م وسقط رمزي الوطنية شهداء برصاص الغدر لهادي وعلي ناصر .. تماماً كما تصارح وتصالح وبعد حروب ستة الجيش اليمني وأنصار الله فهرب وفرَّ كل أشكال التكفير من المحافظات الشمالية، وبوطنية الجيش واللجان يتصدى اليمن للعدوان وبالشريك الجنوبي سنعلن الانتصار مبكراً مبكراً جداً جداً فقط المصارحة والمصالحة مطلوبة كما فعل عنتر وفتّاح والمؤتمر وأنصار الله.

ثانياً : الاحتمال الثاني ..

والانتصار مؤجل حده الأقصى مارس 2018م لغياب الشريك الجنوبي الفعال واستمرار الخطاب العنصري الجنوبي وامتداده إلى تعز، والفئة القليلة في الجنوب والشمال مستمرة ومتواصلة بالإرادة اليمنية سيعلن الإنتصار بعون ومشيئة الله سبحانه وتعالى، احتمالان بالاعتماد على الوطنية اليمنية والإمكانات المتاحة، وكل ما يأتي من العدو الخارجي من هدنة ومن مفاوضات ومشاورات ووقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والإغاثة الإسلامية وهلم جرا من مفردات ومصطلحات ماهي إلا لحظات لالتقاط الأنفاس لتغيير الخطط وترتيب الأوراق بالإزالة والرمي بالمجاري أو بالاستبدال بأوراق أكثر اتساخاً لتمرير المشروع الإستعماري المشبوه والذي سيسقط طالما وهناك فرداً وشخصاً واحداً فقط يصدح بالقول والفعل بأن الأعداء هم أمريكا واسرائيل وموالاتهم من بني سعود والاخوان وغيرهم، فإن هذا الحلف مهزوم مهزوم مهزوم قصر الزمن أم طال الزمن بالخطة الأخيرة بإغتيال البنك المركزي بامتناع محافظات مأرب وشبوة وحضرموت وعدن بتوريد الإيرادات إليه وتوريدها إلى البنك الأهلي في المحافظات وكل محافظة مسئولة عن شعبها بل وكل إقليم مسئول عن شعبه .. وحشد الطابور الخامس بحملة أنا نازل والمحصلة تفعيل الفصل السابع والمادة السادسة لدستور هادي والنهاية فرض التقسيم بالاقتصاد وانا نازل بعد فشل السياسة والعدوان بالعسكر .

وكما فشل التقسيم بالسياسة والحوار اللا توافقي وبثورة 21 سبتمبر وكما فشل التقسيم بالعدوان العسكري وبالجيش واللجان وشباب الشعب والقبائل، سيفشل التقسيم بإغتيال البنك بتوريد الإيرادات إلى البنوك الأهلية بالمحافظات والمتزامن مع حملة الطابور الخامس بإحداث اضطرابات شعبية واسعة تفتعل معها أحداث تمثيلية على قنوات الفتنة يستجيب معها مجلس الأمن بتفعيل الفصل السابع والمادة السادسة .. نعم ستفشل الخطة الثالثة والأخيرة وسريعاً بالوطنية اليمنية الكاملة بالشمال والوسط والجنوب وبسرعة تذهل العدو .. واستمرار عناد ومكابرة البعض بالجنوب والوسط سيجعل الفئة القليلة جنوباً ووسطاً وشمالاً تحسم الأمر وبطريقة تذهل الجميع وبزمن لن يطول أكثر مما مضى .

والخلاصة ..

العدو ينتقل إلى الخطة الثالثة بإغتيال الرمز السيادي البنك تمهيداً للتمزيق، واليمن منتصراً وبمسار سريع أو بمسار أقل سرعة، وشعب حدد العدو وحدد خيارات المواجهة وصنع سلاح أثناء العدوان لهو قادر على صنع الإنتصار بالإرادة اليمنية وبمعجزة تتجاوز إلى الأسطورة وبعون الله تعالى، واليمن دائماً وأبداً يمن واحد حر عبر التاريخ .