الجديد برس : مقالات واراء
كتب / ملك المداني
في الحقيقة لست كاتباً مخضرماً يقدر على سرد الجُمل ،
وتطريز الكلمات لسطور طويلة والمحافظة على رونق مفرداته وتوهج مصطلحاته بطريقة تجذب اهتمام القارئ الكريم من اول سطر لإخر سطر دونما يتسلل الملل الى ذهنه .
إلا في ما ندر من مقالاتي الطويلة ..
تلك التي تفجر هاجسها من بين شراييني وسبر اغوارها احساس كاتب حالفه الحظ دونما مقاطعة من احد ، لا ضجيج طائرات ولا دوي انفجارات هنا وهناك !!
ولكن يمكنني القول بأنني هاوِ للكتابة
يعشق المفردات العربية ومولع بانسيابية حروفها الرائعة الجمال ،
وبالرغم من سوء خط يده حباه الله موهبة صغيرة ووقت فراغ كبير ومخزون احداث ومجريات لاينضب ولا يجف !
والحمدلله على كل حال مانفعل قدوه النصيب !!
اعتدت على انتقاد كل مايجري باسلوب لاذع وساخر وبطريقة مختصرة جداً تخاطب المواطن البسيط
انا وانت
تلك وذاك
هو وهي
وكل يمني يسعى للعيش الكريم
لم اتخذ من هكذا شيء مهنة او حرفة لكسب المال
انما كانت تسلية من باب الترويح عن النفس
وايضاً سعما تقولوا قدهي ‘تخديره لاطريق’
وجدت من الفيسبوك وسيلة مناسبة لذلك
وايضاً كانت البيئة التي نعيشها ومجريات الاحداث المتسارعة والمتجددة ملائمة تماماً للانتقاد والسخرية والعمل كناشط سياسي ‘مع اني لا افقه في السياسة شيئاً’ حالي حال كل ‘فارغ’ يمتلك صفحة على الفيسبوك ومابش مع ابوه مهره!!
وظفت كل قدراتي للسخرية من كل ماكان يجري ، كل شيء تقريباً !!
حتى انني كنت افقد انسانيتي احياناً لمجرد الحصول على بعض الاعجابات !!
لكن لايهم فمن يهتم بالإنسانية وحقوقها اصلاً في زمننا هذا !!
لاقت طريقتي رواجاً كبيراً واستمريت على هذا المنوال ‘ومازلت مستمراً’ الى ان قرر رئيس تحرير جريدة ‘الديار’ الكاتب الكبير المبدع المخضرم الاستاذ عابد المهذري ( المجاملة لزوم المهنة ) !!
قرر ان يعطيني متكرماً مساحة في جريدة الديار انشر فيها ما اكتبه
فرحت كثيراً بهكذا فرصة ، قلت في نفسي :
اخيراً شارفع راس ‘ابي’ ، يابه خسارتك والتخازين ماعيسرينش بلاش ، قد قلت لك !!
المهم كتبت اول مقال لي بعد أن اخبرني ‘المخضرم’ انه سينشره في الجريدة
كتبته بشغف كبير وكنت ‘مقطف’ كعادتي ،
سطرين ثلاثة اربعة ،
اوصلت فكرتي ، وضحت الهدف والغاية ، وما اريد ان اوصله بطريقة منمقة ومرتبة وارسلته للأستاذ عابد وانا في غمرة فخري واعتزازي !
فكان رده بأن : ‘زد’ ..!
– ازيد ايش ياعم عابد ؟!!
– زيد استرسل ، المقال مازال قصيراً زيد ‘مطمطه’ ، – حسناً ابشر سأمطه مطاً ولايهمك !!
نسخت ما ارسلته والصقته بمدونتي ومطيته
اضفت فكرةً من هنا وفكرةً من هناك وجدت طريقة لربطهما معاً ومطيته جهدي ، وارسلته !
فكان الرد : زيد مطمطه عادوه قصير !!
– ناهي ولا يهمك يامدير !
نسخته مرة اخرى الصقته بالمدونه
نقبت عن فكرة اضافية وكتبتها ، رقعتها ترقيع
وارسلته !!
فكان الرد : زيد مطمطه عادوه صغير ، يجب ان تملئ المساحة التي اعطت لك كاملاً ، تبقى لك بضعة سطور ، مطمطه !!
– ياخي مادخلك !!
– مساحتي ولا مساحتك ، مشتيش امليها ياخي ! ‘طبعاً قلت هذا في نفسي’ مشتيش اغثي المدير !!
نسخته الصقته !
لفقت لي فكرة جديدة ومطيته !
اضفت سطوراً عدة حتى اختلط الحابل بالنابل واضعت ما اردت قوله ، وارسلته .!!
وكنت اكثر من كذا ‘شبتسق’
ماعدبش مطمطه بعد هذه ياعابد ، مابلا مرمطه بالمقالات والكتابة !
المهم انتظرت الرد !!
وتمت الموافقة عليه !
تنفست الصعداء وعدت اراجع ماكتبته ،
كنت كمن يستهل الحديث بالنقاش عن احداث السقيفة وينتهي بالتكلم عن الاحتباس الحراري
وما اثاره وابعاده ومالحلول المناسبة لذلك !!
قرأته اكثر من مرة ولم افهم منه شيء !
ماكنت اشتي ، مابيندور ، مدرري !
دعممت ودعيت الله ان ماحد يبسره !
لم احب ماكتبته حينها ابداً ، كتبت ماكتبته لملء السطور فقط وليس لإيصال فكرة او رسالة ما ،
لايهم ، ظللت اقراء واعيد في محاولة مني لـ فهم ماكتبته انذاك دونما جدوى
ولكن فجأة بينما كنت كذلك تذكرت مايشن علينا من عدوان منذ سنة ونصف تقريباً’ !!**
تذكرت سلمان ومحمد بن سلمان ومن معهم
سنة ونيف ، مايشتوا ؟
والله ان موقفهم ساع موقفي واخس ..!
ارادوا ان يشنوا حرباً ليسوا اهل لها !
هم.ليسوا محاربين مخضرمين
هم ليسوا حتى هواة !
هم لايمتلكون حتى الموهبة لذلك !
بدأوا حربهم كما بدأت مقالي تماماً
كان هدفهم ورسالتهم ومايريدون ايصاله هو :
قطع اليد الايرانية وتدمير قدرتها الصاروخية
والقضى على كل مايهدد امن المملكة والعرب !
وفعلاً قاموا بذلك وكانوا ‘مقطفين’ ساعي !
وظهر في الايام الاولى
ناعقهم الرسمي يتحدث عن نجاح العملية وتحقيق الهدف المنشود وتدمير 95% من الصواريخ التي كنا نمتلكها !!
لكمن لماذا لم تقف الحرب في حينها ؟!
لا ادري ربما رئيس تحرير حربهم كان رده :
‘زيد مطمطه’ !!
وفعلاً مطمطوا ! بحثوا عن اعذار اخرى تسمح لهم بالاسترسال في الحرب ، الصقوها ببعض ، ربطوها بأمن المملكة وأمن العرب ثم انتظروا رد رئيس التحرير والذي كان للأسف : ‘زيد مطمطه’ !!
دمروا البنى التحتية ، قصفوا المعسكرات ، ضربوا المنشئات ، ارتكبوا مجزرة هنا واخرى هناك ، وأنتظروا رد مدير التحرير والذي كان للأسف :
زيد مطمطه لم تمتلى مساحة الوحشية التي اعطت لكم بعد !!
مطمطوا وامتطوا وابتكروا فكرة جديدة :
‘اعادة الحوثيين الى مران’ حتى ولو كنت من الاهنوم ضروري ترجع مران ! ماترجع تفعل مران !! مدري هم اخبر !!
قصفوا ، ضربوا ، قتلوا ، استوغلوا في اجرامهم وقبحهم ودمويتهم وبقي الرد نفس الرد :
‘زيد مطمطه مازال هنالك مساحة في الارض اليمنية لم تصبها قذيفة او صاروخ !
زيد مطمطه !!
البغال لم يخبروا رئيس تحريرهم بأن تحالفهم ‘ابتسق’ من ثاني مطه وتحولت المطمطه الى مرمطه بعد ‘اربعين’ ليلة فقط !
والاسوء من ذلك ان العالم شاهد كل ذلك وعرف قبحهم ورأى فضيحتهم علانية على عكس مقالي الممطوط !!
سنة ونيف من المطمطه والمرمطه في هذه الحرب هم انفسهم لايعرفون عم يبحثون فيها او مايريدون انجازه من خلالها ،
سنة ونيف من الحرب لايدركون ما الغاية خلفها ، سوى انهم ينفذون رغبة رئيس التحرير !
سنة ونيف من الحرب لا اعرف منها شيئاً سوى انها شبيهة بمقالي الاول !
لخفجه طريق طريق وما قلك المدير قله ‘ناهي’ وادعي الله ان ماحد يبسر مابتفعله حتى تمتلىء مساحتك المخصصه وتنال رضى رئيس التحرير ..!
–
–
** كتبته ونشرته في صحيفة الديار بعد مضي ستة اشهر على العدوان ولكن لم ينشر على صفحتي من قبل ، لذا وجب التعديل لنشره ..!
#الديار
#مطمطه