الأخبار المحلية تقارير

رحلات غامضة لشباب سقطرى إلى أبوظبي.. دورات سرية للتجنيد الاستخباراتي تحت غطاء “الثقافة”

الجديد برس| تقرير خاص|
تشهد محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية للإمارات، موجة مثيرة للجدل من نقل مجموعات من شباب الجزيرة إلى أبوظبي، تحت عناوين “المشاركة في فعاليات ثقافية” و”برامج تدريبية وتنموية”، وسط تزايد الشكوك حول الأهداف الحقيقية لهذه الرحلات التي تتخذ طابعاً منظماً ومتكرراً منذ سنوات.
وبحسب مصادر محلية وشهادات متقاطعة، فإن بعض هؤلاء الشباب يخضعون لدورات وورش خاصة في الإمارات، تُقدَّم لهم على أنها تعليمية أو تنموية، لكنها في الواقع تتضمن محتوى أيديولوجياً وأمنياً موجهاً، قبل إعادتهم إلى الجزيرة لتكليفهم بمهام تتصل بأنشطة استخباراتية أو تعبئة إعلامية لصالح جهات خارجية.
وتؤكد التقارير أن هذه البرامج تُدار عبر منظمات تعمل بتمويل إماراتي مباشر، وتستهدف تشكيل نخبة شابة موالية لأبوظبي داخل سقطرى، في إطار ما يوصف بسياسة “التغريب الثقافي” وإعادة هندسة الوعي الجمعي للسكان، بما يتماهى مع النفوذ الإماراتي المتصاعد في الأرخبيل.
وتكشف المعطيات أن عمليات نقل الشباب ليست جديدة، إذ بدأت منذ العام 2018 بوتيرة محدودة ثم اتسعت لتشمل العشرات من أبناء الجزيرة سنوياً، بينهم فتيات، يتم استقطابهم عبر وعود بالعمل أو الدراسة أو المشاركة في مهرجانات ثقافية في أبوظبي ودبي.
وتشير مصادر محلية إلى أن بعض من عادوا من تلك الرحلات باتوا ينشطون ضمن تشكيلات مرتبطة بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من الإمارات، أو ضمن ما يُعرف بـ”القوات الخاصة بسقطرى”، ما يعزز الاعتقاد بأن هذه البرامج ليست سوى غطاء لتجنيد وتوجيه كوادر شبابية تخدم أجندة سياسية وأمنية خارجية محددة.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الأنشطة يعكس مشروعاً متدرجاً لتغيير هوية سقطرى اليمنية، عبر أدوات ناعمة تجمع بين “القوة الثقافية” و”التأثير الاجتماعي”، في ظل غياب تام لأي رقابة حكومية أو موقف رسمي واضح من السلطات الموالية للتحالف في عدن.
ويحذر باحثون من أن هذه التحركات تمثل “اختراقاً خطيراً” للسيادة الوطنية اليمنية، وتؤسس لتحولات عميقة في البنية الفكرية والاجتماعية للمجتمع السقطري، قد تترك آثاراً طويلة المدى على ولاءاته الوطنية ومستقبله الثقافي والسياسي.
ومع تزايد المؤشرات على اتساع دائرة التجنيد الفكري والأمني في الأرخبيل، يبقى السؤال الأبرز: إلى أي مدى ستسمح السلطات في رئاسي وحكومة عدن باستمرار هذا “الاحتلال الناعم” الذي يُعيد صياغة سقطرى من الداخل، دون أن تحرك أي ساكن.