منوعات

وداعاً لتشتت الذهن.. إليك 3 خطوات لإتقان فن الانتباه

الجديد برس| منوعات|
في عالم يعجّ بالضوضاء الرقمية المستمرة، تكمن فرصة حقيقية لرفع جودة الحياة عبر استعادة أثمن ما نملك، وهو الانتباه الذي يقودنا إلى التركيز والإنجاز.
تشرح الكاتبة المتخصصة في آليات الدماغ، جودي جاكسون، كيف يمكننا إعادة توجيه التركيز لتحقيق ذلك.
تقول جاكسون: تخيل لو أن لديك حقيبة تحوي مليون دولار، هل ستتركها على الرصيف مفتوحة؟ بالطبع لا، ومع ذلك نحن نفعل شيئا مشابها كل يوم، عندما نترك أغلى ما نملك عرضة للاختطاف وهو الانتباه.
وفي كتابه “التركيز المسروق”، يرى الكاتب يوهان هاري أن الانتباه ليس وحده المختطف، بل طاقتك وإحساسك وإمكاناتك أيضا. لكن الخبر السار هو أنه بالإمكان أن تتعلم حماية الانتباه وتوجهه نحو ما تريد، وهو ما يؤثر إيجابيا على مستقبلنا.
انتباهك يوجه واقعك
عقلك يملك “رادارا” خاصا به، ففي كل ثانية، يستقبل ملايين المعلومات، لكنه لا يختار منها سوى ما يهمه فعلا. هذا “الوعي الانتقائي” هو الذي يقرر ما تراه في عالمك، بناء على أفكارك وأهدافك. إنه السبب في أنك عندما تفكر في شراء سيارة معينة، تبدأ فجأة في ملاحظة هذا النوع من السيارات في كل مكان حولك. هو ببساطة يفتح عينيك على ما كان موجودا طوال الوقت.
إذن، انتباهك لا يراقب الواقع فقط، بل يصنعه. فالأشياء التي تركز عليها تتوسع وتنمو في حياتك. إذا كان تركيزك على المشاكل، سيُظهر لك عقلك المزيد منها. أما إذا ركزت على الفرص، فسيجدها لك بقوة.
في عصرنا، أصبح الانتباه سلعة تتنافس عليها التطبيقات والمنصات. هذه المشتتات تفرض عليك ثمنا باهظا، فهي تفتت تركيزك وتجعل التفكير العميق أمرا صعبا.
وفقا لأبحاث صدرت حديثا، فإن كل تشتيت يحدث لذهنك قد يكلفك 23 دقيقة لاستعادة تركيزك الكامل، مما يحول المشتتات إلى ضريبة خفية تؤثر سلبا على إمكاناتك.
ثلاث خطوات لاستعادة انتباهك
حماية انتباهك ليست مجرد مسألة قوة إرادة، بل هي إستراتيجية واعية في عالم يسعى لسحب تركيزك في كل اتجاه، وعندما تتعلم كيف توجه انتباهك، فإنك لا تدير المشتتات فقط، بل تستعيد أثمن ما تملك.
إليك ثلاث خطوات عملية يمكنك اتخاذها اليوم:
اعرف اللصوص: حدد التطبيقات والعادات التي تشتت انتباهك، فبمجرد أن تراقب ما يسرق تركيزك، يمكنك أن تبدأ في اتخاذ إجراء.
أغلق الأبواب: صمم بيئتك لحماية انتباهك، عليك إلغاء الإشعارات غير الضرورية من هاتفك، وخصص أوقاتا خالية من المشتتات للتركيز بعمق، سواء في العمل أو الاسترخاء.
امتلك هدفا واضحا: عندما يكون لديك هدف حقيقي وواضح، تفقد المشتتات تأثيرها عليك، فالإرادة القوية تدفعك نحو هدفك بشكل طبيعي وتلقائي، وتجعل التركيز أمرا يسيرا.
بعد أن عرفت القوة الحقيقية لانتباهك، يجدر بك أن تحرسه كما تحرس أثمن ممتلكاتك. وتذكر أن استثمار انتباهك بوعي يسمح لك بتطوير واقعك وبناء مستقبلك، وهو أمر يستحق.