معهد أمريكي: قوات صنعاء نجحت في ادارة الحرب غير المتكافئة مع القوات الأمريكية في البحر الأحمر
6:00 م - 2025-08-03
18 المشاهدات
الجديد برس|
قال “المعهد الوطني لدراسات الردع” في الولايات المتحدة إن قوات صنعاء نجحت في إدارة الحرب غير المتكافئة وذلك من خلال إجادة توظيف إمكاناتها الأقل كلفة من إمكانات خصومها لتحقيق تأثيرات اقتصادية ومعنوية كبيرة، الأمر الذي يجعل من الصعب على القوى “المتفوقة” في الإمكانات تحقيق أي ردع ضد صنعاء.
ونشرت مجلة “جلوبال سيكيوريتي ريفيو” الإلكترونية التابعة للمعهد، تقريراً تناولت فيه أسباب فشل محاولات ردع قوات صنعاء وإيقاف هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل.
وتطرق التقرير إلى استراتيجيات قوات صنعاء في إدارة الحرب غير المتكافئة من حيث التكاليف والإمكانات، مشيراً إلى أن “الحوثيين لا يعتمدون على منصات باهظة الثمن أو تقنيات متطورة، حيث تعتمد قدراتهم على أسلحة منخفضة التكلفة وعالية التأثير، مثل الطائرات المسيرة، وصواريخ كروز، والقوارب المتفجرة المُسيّرة عن بُعد، والألغام البحرية”.
وأضاف: “من الأمثلة على هذه الأسلحة الفعّالة من حيث التكلفة صاروخ حوثي بقيمة 20 ألف دولار، تمكّن من إسقاط طائرة (إم كيوم -9) المسيّرة بقيمة 30 مليون دولار”.
ورأى التقرير أن “العقيدة البحرية غير المتكافئة للحوثيين تعتمد على حقيقة مفادها أن كل ضربة ناجحة، حتى لو لم تكن حاسمة استراتيجياً، لأن لها تأثيراً اقتصادياً ونفسياً هائلاً، بما في ذلك تعطيل الشحن، وتعزيز سردية العجز العسكري الغربي والعربي”.
وفقاً للتقرير فإن “ضربة جوية واحدة بطائرة مسيرة تُلحق الضرر بسفينة أو تُؤخرها قد ترفع أقساط التأمين العالمية، وتُجبر شركات الشحن على تغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح، والأهم من ذلك، تُقوّض الثقة في الهيمنة البحرية الغربية والإقليمية”.
وقالت المجلة إن “هذا العبء الاقتصادي والنفسي هو بالضبط نوع التأثير الذي يسعى إليه الحوثيون، مما يُظهر أن قوةً متمردةً متواضعةً قادرةٌ على تحدي طرق التجارة العالمية وإظهار صمودها في وجه القوى المتفوقة، وبذلك، يحافظ الحوثيون على مزيدٍ من الدعم المحلي ويستعرضون قوتهم الرمزية في جميع أنحاء المنطقة، مُفعّلين بذلك قوىً فاعلةً أخرى غير حكومية، ومتحدّين نماذج الردع القائمة على القوة المتفوقة”.
وأضافت: “يصعب القضاء على التهديد الحوثي تماماً، وقد شكّل هذا تحدياً حتى للولايات المتحدة”.
واعتبرت أن “التهديد الحوثي يستمر لأنه يتحدى المنطق العسكري التقليدي، ويزدهر في ثغرات البنية الأمنية الراسخة”، مشيرة إلى أنه “برغم شن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل غارات جوية على البنية التحتية للحوثيين، فإن قدراتهم المسلحة تبدو بعيدة كل البعد عن التقلص الفعال”.