أكدت مصادر محلية في محافظة المهرة، شرقي اليمن، تزايد حالة الغضب الشعبي يوماً بعد يوم، نتيجة استمرار تواجد القوات الأجنبية والمليشيات المرتبطة بها في المحافظة، وسط تصعيد لافت في الاحتجاج السلمي الشعبي الرافض لهذا الوجود.
وذكرت المصادر أن شوارع وأحياء رئيسية في مدينة الغيضة ومديريات أخرى، شهدت انتشاراً واسعاً لعبارات وشعارات غاضبة مكتوبة على الجدران، ترفض الوجود الأجنبي والمشاريع العسكرية المستوردة، وتطالب برحيل القوات الأجنبية عن الأراضي المهرية.
ووفقاً للمصادر، فإن اللافت الجديد في المشهد هو دخول التيار السلفي المتشدد على الخط، من خلال مشروع “قوات درع الوطن”، التي وصفتها المصادر بـ”ذراع عسكرية ولدت من رحم التيار السلفي بدعم وتمويل سعودي مباشر”، معتبرة أنها تمثل أداة لتنفيذ أجندات الرياض في المحافظة.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب جدران الشوارع، تداولاً واسعاً لعبارات تعكس الرفض الشعبي للمشروع العسكري الجديد، من أبرزها:
“درع الوطن ليس درعاً.. بل فتنة جديدة”
“المجتمع المهري يرفع راية الوسطية والاعتدال”
“التجنيد الطائفي خطر يهدد وحدة المجتمع”
واعتبر أبناء المهرة هذه الشعارات رسالة واضحة ضد محاولات تحويل المحافظة الهادئة إلى ساحة صراع مذهبي أو أداة لتصفية الحسابات الإقليمية، مؤكدين أن الهوية الثقافية الجامعة والتراث المتسامح للمجتمع المهري يرفضان رفضاً قاطعاً التجنيد الموجّه والطائفية المستوردة.
وأكد أحد وجهاء المحافظة في تصريح لـ”يمن إيكو” (فضل عدم ذكر اسمه): “نرفض عسكرة المجتمع أو جرّ أبناء المهرة إلى معارك لا علاقة لهم بها، ولا نقبل أن يتحول أبناؤنا إلى وقود لصراعات إقليمية تحت مسميات براقة”.
ودعا ناشطون ومواطنون في المهرة إلى رحيل القوات السعودية والبريطانية والأمريكية من مطار الغيضة ومحيط المحافظة، محذرين من استمرار التوتر القائم وتمدده إلى مناطق أوسع في حال تمادت الجهات الممولة والمشغلة في فرض واقع عسكري قسري على المجتمع المهري.
وتأتي هذه التطورات في ظل توسع نفوذ القوات الأجنبية والمليشيات التابعة لها في محافظات شرق اليمن، وسط صمت رسمي من حكومة عدن،الموالية للتحالف، التي تُتهم بالتواطؤ في تحويل المهرة إلى ساحة صراع وسوق مفتوح للتجنيد الطائفي.