الجديد برس
بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي
و كأن الأرض اليوم في صنعاء لم تعد تتسع لأحدٍ من العالمين، فقد ملأها اليمنيون اليوم حشوداً و صموداً و شموخاً و عزةً و إباءَ…. ملايين البشر تقاطروا منذ الصباح الباكر إلى ميدان السبعين و مثلهم إلى حي الروضة عصراً يصرخون بصوتٍ واحد هتافات النصر و التحدي و الصمود في الذكرى الأولى لإنطلاق عمليات عاصفة العار الصهيو سعودية الأمريكية، ذكرى بدء العدوان الهمجي الغاشم و الغادر…
حضرت التظاهرتين كما وعدت بالأمس، و لم أكن أعلم حقيقةً أنني سألقى هناك اليمن على هيئتها الحقيقية و هي تنفض من على وجهها العربي المليح غبار الحزن و الألم مسفرةً عن تاريخٍ مشرقٍ يختزل في وجنتيهِ جمال و رونق آلاف السنين… رأيت هناك تُبَّعاً و بن معدي كرِب و سيف بن ذي يزن و عبدالمطلب بن هاشم و عمار بن ياسر و الطفيل و رأيت الأنصار جميعاً – أوسهم و خزرجهم …
رأيتُ كذلك بلقيس و أروى و سُميّة و خولة .. رأيتهم جميعاً و هم يهتفون مهللين و مكبرين : بالروح بالدم نفديك يا يمن، نفديك يا صنعاء نفديك يا عدن… كما رأيت أيضاً سلمان و قد أرسل طائرات الحقد لترقب له الموقف عن قرب، فإذا بإحداهن و قد عظم عليها الأمر لهول ما رأت من شموخ اليمانيين و إصرارهم على التحدي تعض أصابع الندم و الحسرة لفداحة ما ضيّع و فرط سلمان و تصرخ صرخةً ملأ الآفاق صداها و كأنها أرادت أن تقول لسلمان : ثكلتك أمك يا أبا جهل .. أبمثل هؤلاء التبابعة العظام تُفرط ؟!! و لمصلحة من أيها الأحمق المُطاع ؟!! و تريد فوق هذا أن تدخل صنعاء ؟!! و تصرخ أخرى قائلةً : عُد يا هُبَل من حيث أتيت، فلم يعد لك اليوم مكانٌ على هذه الأرض أن تُعبَد فيها .. عُدْ..فإن أهلها ما خُلقوا إلا أحراراً و لا يعبدون إلا الله و حده لا شريك له و يكونون مدد رسوله الذين سيتحطم على أيديهم قريباً كل صنمٍ يُعبَدُ على هذه الجزيرة و لن يتوقفوا حتى ينصبوا الراية بإيلياء… #معركة_القواصم