الأخبار المحلية تقارير

صراع على نفط حضرموت يُغرق عدن في الظلام: أهالي المدينة يدفعون ثمن صراع الأدوات

الجديد برس:

الكهرباء.. واحدة من أهم وأعقد المشكلات التي تؤرق أهالي مدينة عدن، خصوصاً في موسم الصيف الذي يخنق الآلاف منهم بحرارته المرتفعة، حيث تتعطل المكيفات، سلاحهم الوحيد في مواجهة حرارة الصيف القاتلة، لكن هذا المشهد يُعدّ أساسياً في السيناريو الذي أعده التحالف بقيادة السعودية منذ بسط نفوذه وسيطرته على المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، عبر أدواته المحلية،

وهذا المشهد في الأساس يندرج ضمن صراع خلقه التحالف بين أدواته من أجل النفوذ والاستحواذ على الموارد، لينشغل كل طرف- فقط- بكيفية إزاحة الآخر الذي يقف في طريق مصالحه ومكاسبه الشخصية، فيما يدفع البسطاء من الأهالي ثمن هذا الصراع الذي كان وسيلة ناجعة ليحصل التحالف أيضاً على مصالحه ويحقق أهدافه.

وعلى مدى السنوات التسع الفائتة منذ بدء حرب التحالف على اليمن، ظلت الكهرباء عقدةً تؤرق حياة المواطنين في عدن وما جاورها، والحقيقة أنها ليست بهذا التعقيد، لأنها ببساطة ملف فساد أشبه بالمتاهة، لكنها متاهة يعرف أطراف الفساد كل مداخلها ومخارجها، ومن مصلحتهم أن يظل الناس تائهين عن معرفة أي شيء، لتظل مصالحهم قائمة ومكاسبهم في تزايد.

المشهد الأحدث في سيناريو الكهرباء الخارجة عن الخدمة غالبية الوقت في عدن، كان رفض محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، توجيهات رئيس حكومة الشرعية أحمد بن مبارك، القاضية بتزويد كهرباء عدن بالوقود الكافي لإعادتها إلى الخدمة وخفض ساعات الإطفاء، لكن المحافظ رفض توجيهات الحكومة على اعتبار أن نفط حضرموت يخص أبناء حضرموت، وقد وضع في المقابل شرطاً للاستجابة لتوجيهات بن مبارك، وهو أن يتم دفع قيمة الوقود الذي سيخرج من المحافظة.

انتقد البعض موقف محافظ حضرموت واشتراطه المال مقابل تزويد كهرباء عدن بالوقود، وقد قال رئيس تحرير صحيفة الأمناء التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، عدنان الأعجم، في منشور على منصة إكس، إن من العيب اشتراط بن ماضي المال مقابل تزويد عدن بوقود الكهرباء، ويرفض توجيهات الحكومة، بينما يستجيب محافظ مارب، سلطان العرادة، لتلك التوجيهات، حتى وإن كانت الكمية التي يوردها غير كافية، متهماً إياه بأنه لا يعرف “أين يذهب بترول حضرموت وكيف يجري التعامل معه وكيف تتعامل شركات النفط في الوادي مع مارب”، مؤكداً أنه كان يجدر بالمحافظ أن “يحرص على ثروات حضرموت تجاه الجميع وليس تجاه عدن فقط”.

في السياق، قال فتحي بن لزرق، رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، إنه منذ تشغيل محطة الحسوة في عدن وهي تعمل بالوقود الذي يأتي من مارب، موضحاً أنه يقدر بثلاثة آلاف برميل، مشيراً إلى أن الحكومة تحاول منذ أشهر أن تقنع محافظ حضرموت بتزويد المحطة بكمية إسعافية قدرها ألف برميل فقط، “من احتياطي نفطي قدره 3 ملايين برميل ولكن كل الطلبات رفضت”، حسب منشور على حسابه في منصة إكس.

وأضاف بن لزرق، أن أحد مسئولي السلطة المحلية بمحافظة حضرموت علّق على منشوره باتصال هاتفي قال فيه: “كيف تريدوننا أن نعطيكم ثروات حضرموت، بينما 70% من ثروات عدن تأكلها القيادات وتبني بها القصور، وجهوا إيرادات عدن لصالح أهلها”.

كما قالت وسائل إعلام محلية أن هناك خلافات بين مسئولي المجلس الانتقالي كانت السبب لرفض محافظ حضرموت توجيهات الحكومة بتزويد كهرباء عدن بالوقود، واشتراطه دفع قيمة ذلك الوقود، مشيرة إلى أن موقف المحافظ كان تنفيذاً لتوجيهات فرج البحسني، نائب رئيس المجلس الانتقالي، الأمر الذي يؤكد أن ما تعانيه كهرباء عدن والتبعات التي يدفع ثمنها المواطنون نتيجة خروجها الدائم عن الخدمة، لا تتعدى كونها صراعاً بين أدوات التحالف على النفوذ والمكاسب الخاصة.

*YNP / إبراهيم القانص