الأخبار المحلية عربي ودولي

من هي الدول التي امتنعت عن إدانة القصف الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق؟

الجديد برس:

وزعت روسيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مسودة بيان تدين العداون الإسرائيلي على قسم الشؤون القنصلية الإيراني في العاصمة السورية دمشق، وياتي ذلك بعد اجتماع طارئ للمجلس لم تدن فيه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واليابان الهجوم الإسرائيلي.

وأعلن دميتري بوليانسكي، النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الأربعاء، أن بلاده وزعت على مجلس الأمن الدولي مسودة بيان صحافي يدين العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأوضح بوليانسكي، في منشور بقناته على منصة “تلغرام”، أن الأمر تم بالاتفاق مع الإيرانيين والسوريين، مؤكداً أن “هذه فرصة أخرى لاختبار النوايا الحقيقية لزملائنا الغربيين”.

وأضاف: “دعونا نرى كيف سيسير العمل على هذه الوثيقة”.

يُذكر أن مجلس الأمن عقد، مساء الثلاثاء، جلسة عاجلة بناءً على طلب من روسيا، بهدف بحث استهداف الاحتلال القنصلية الإيرانية في دمشق.

وفيما شهدت الجلسة استنكارات واسعة من العديد من الدول الأعضاء، امتنعت أمريكا وبريطانيا وفرنسا عن ادانتها للهجوم ما يرسخ سياسة ازدواجية المعايير التي تستخدمها هذه الدول في تعاملها مع قضايا دولية.

خطوة بررتها الدول الغربية الثلاث بأنها لم تتأكد بعد من وضع المبنى الذي تعرض للقصف في دمشق ما أثارت سخرية روسيا.

وطالب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال الجلسة، بإدانة “إسرائيل” على عدوانها في الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا، منتقداً الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا، بسبب رفضها إدانة العدوان الإسرائيلي على بعثة دبلوماسية.

وسخر من هذه الدول الغربية، قائلاً إنها “تدعي معرفة كل شيء في لحظات، فيما تزعم أنها لا تعرف شيئاً عما حدث في سوريا، بل إنها حملت إيران المسؤولية”، محملاً إياها المسؤولية عن عواقب ما قد يحدث.

إيران أكدت أنها تحتفظ بالحق في اتخاذ رد حاسم وقالت إنها مارست أقصى درجات ضبط النفس لكن للصبر حدود، محملةً واشنطن مسؤولية جرائم الاحتلال.

وقالت نائبة السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة زهرة إرشادي: “بات من الواضح أن الأعمال الوحشية المستمرة والمزعزعة للاستقرار التي يرتكبها الكيان الصهيوني تشكل تهديداً حقيقياً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين. الولايات المتحدة مسؤولة عن جميع الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني”.

اتهامات حاولت واشنطن التنصل منها، محذرة من رد إيراني يستهدفها، وقالت إنها أبلغت مجلس الأمن الدولي بعدم علمها المسبق بالهجوم الإسرائيلي.

وقال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود: “لن نتردد في الدفاع عن عسكريينا ونكرر تحذيراتنا السابقة لإيران ووكلائها بعدم استغلال الوضع مرة أخرى لاستئناف هجماتهم على العسكريين الأمريكيين. الهجوم لم يكن لنا أي دور فيه أو معرفة متقدمة به”.

أما الموقف الصيني فجاء محذراً من خطورة الوضع في منطقة الشرق الأوسط، مناشداً الدول التي لها نفوذ على “إسرائيل” أن تمارسه فيما وصفت سوريا العدوان بالسابقة الخطيرة في حين رأت الجزائر الهجوم الإسرائيلي استفزازاً لا يمكن تبريره.

وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع: “هذا العمل الخطير يهدف إلى جر المنطقة برمتها إلى الصراع ويعكس اعتقاداً بإفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب الذي يعتبر نفسه فوق القانون الدولي”.

سويسرا وكوريا الجنوبية وسيراليون وسلوفينيا وغويانا نددوا كذلك بالهجوم أما اليابان فالتزمت الموقف الغربي، وقالت إن المعلومات لديها لا تزال غير مكتملة.

بدوره، أكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، أن الاعتداءات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي عليها “لن تثنيها عن خياراتها الوطنية، ومواقفها الراسخة الداعمة لحق الشعب الفلسطيني”، مشدداً على أن العدوان الأخير يمثل “سابقة خطرة، وانتهاكاً جسيماً للمواثيق والأعراف الدولية”.

وحمّل الضحاك مجرمي الحرب الإسرائيليين وشركاءهم في الإدارة الأمريكية المسؤولية عن تبعات الاعتداءات المتكررة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وعن الدفع بالمنطقة إلى “مستويات غير مسبوقة من التصعيد وعدم الاستقرار”.

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، قال إن بلاده “ليست ضالعة، بأي شكل”، في القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.

وسبق أن أكد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، علي شمخاني، أن الاحتلال الإسرائيلي “بوصفه جيشاً بالوكالة عن الولايات المتحدة، ارتكب خطأً فادحاً”، بشنه العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق.

كذلك، شدد شمخاني على أن إطلاع “إسرائيل” المسبق لواشنطن على نيتها تنفيذ اعتدائها أو عدم إطلاعها “لا يؤثر في مسؤوليتها المباشرة عن هذه الجريمة”.

وفي السياق نفسه، أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي، استدعاء مسؤول السفارة السويسرية لدى طهران، على اعتبار بلده “حامياً للمصالح الأمريكية في إيران”، حيث تم تأكيد مسؤولية واشنطن في الهجوم وضرورة محاسبتها.