المقالات

من لا يتوجهون نحو ‘القدس’ كمن يقربون الصلاة و هم سكارى!

الجديد برس : مقالات واراء

كتب / احمد عبدالوهاب الشامي

هل تعلم أن آخر جمعة من رمضان لها فضل عظيم و هي أنها تميز المنافقين و تظهرهم، و تبين مردة السياسة يتسائل القارئ كيف ذلك ؟.
ذلك بأن آخر جمعة من رمضان تعتبر يوم القدس العالمي، يتبادر تسائل آخر وان كان هذا اليوم يوما للقدس فكيف يكشف لنا المنافقين؟.
الجواب يكمن في أهمية هذا اليوم و تذكيره بالقضية الأم، القضية الفلسطينية. قضية الأرض المقدسة التي احتلت منذ عقود، قضية إنسان قتل، أسر، هجر وارتكبت في حقه أنواع الانتهاكات بلا حدود.
و المحتل من يكون؟
إنها الغدة السرطانية إسرائيل عدوة البشرية و الداء الذي يهلك الحرث والنسل في هذا الوجود، المحتل لفلسطين هم اليهود من حذر رب العالمين في كتابه الكريم منهم و قال لنا بأنهم العدو الحقود.
إذا في يوم القدس العالمي نتذكر هذه القضية و يصبح هذا اليوم يوما لتعبئة المسلمين ضد أعدائهم حتى لا ينشغلوا بعدو آخر وهمي و حتى لا ينجح الأعداء في اغراقهم في صراعات داخلية أو فتن طائفية أو أزمات مصطنعة.
إضافة الى ان خروج الشعوب في يوم القدس العالمي يعمل على إرساء التوحد والإخاء وتوجيه السخط نحو من يحتل ويدنس القدس الشريف فتتعرف الأمة بذلك على أعدائها و تهيئ نفسها لتكون بمستوى المواجهة.
يوم القدس العالمي أيضا يخلق صحوة في شعوب الأمة العربية والإسلامية و يحول بين أن يكون هناك عملاء في اوساطها فمن يجرؤ على أن يكون عميلا لعدو يخرج الشعب بأكمله لتصرخ في وجهه بالموت والزوال، ان الخروج في المظاهرات في يوم القدس يدرء المفسدين المرتبطين بنظام الإفساد العالمي المتمثل في اليهود من قال عنهم الله في محكم كتابه ” وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا “.
إن من يرتبط وراء الستار بقوى الإفساد و اﻹستكبار ليس في مصلحته أن يخرج الشعب متظاهرا ضد أولياء نعمته!.
و هؤلاء هم المنافقون بأعينهم، و آخرون أيضا يحسبون انهم ليسوا منافقين من يقعدون عن نصرة دينهم و مقدساتهم و إخوانهم المستضعفين و كأنهم لا ينتمون إلى هذه الأمة. وإن كانوا لايهتمون لأمر امتهم و لا ينتمون لقضاياها فإلى من يكون انتماؤهم؟
إنهم و بالتأكيد مجردو الهوية والانتماء صدق عليهم قول الحق تعالى : ” مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ” تائهون كتيه بني إسرائيل، و من لا يتوجهون نحو قبلة القضايا ‘القدس’ كمن يقربون الصلاة و هم سكارى!