لا يمكن للكلمات أن تصف حجم الألم والمعاناة التي يعيشها أهل غزة، حيث المشاهد المؤلمة لأمهات فقدن أطفالهن، وأطفال يعانون من جوع لا يرحم، وشيوخ تنهكهم الحرب والحصار الجائر.
غزة الجريحة التي تتعرض لهجوم مدمّر من قبل الاحتلال، الذي يمارس أبشع أنواع العنف والتجويع، وسط صمت مريب وتواطؤ من بعض الدول العربية التي رضخت وأعطت الضوء الأخضر لهذا الظلم المستمر.
من قلب هذا الحصار الظالم تخرج صور الجوع التي تقضم أجساد الأطفال، وتحطم قلوب الأمهات اللواتي لا يجدن ما يطعمون به صغارهن.
مشاهد تعكس توقف الإنسانية وتلاشي الشعور بالغيرة والرحمة، حيث يستمر المحتل في ارتكاب جرائمه الوحشية بلا رادع، بعدما تأكد من غياب أي موقف عربي أو دولي حاسم يوقف هذا النزيف.
الوجع الذي خلفته هذه الجرائم لا يمكن أن يمحى عبر الأزمان، دموع الأمهات ونحيبهن على فقدان أطفالهن هي مأساة كبيرة لا يمكن تصورها.
الألم يتجسد في لحظات يبحث فيها طفل صغير عن لقمة تشبع جوعه، وعندما لا يجد، يعود إلى أمه متسائلاً بصمت عن الطعام، وهي عاجزة عن الإجابة، محاصرة بين الألم والخوف.
هذا الألم النفسي والجسدي هو جرح عميق لن ينساه التاريخ ولن تسلم منه الإنسانية جمعاء.
هذه المشاهد القاسية تحتم علينا الوقوف والمراجعة، وتدفعنا للبحث عن كل السبل الممكنة لمساندة أهل غزة. الدعاء وحده لا يكفي، بل يجب أن نشارك في الاحتجاجات المنددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال، لنؤكد أن صوت الحق لن يصمت، وأننا نقف مع
إخواننا الذين يعانقون الموت بصبر وصمود. هذا أقل ما يمكن تقديمه في وجه هذه المأساة الإنسانية التي تحتاج إلى تضامن عالمي حقيقي.