المقالات

مجرَّدُ رأي

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
أستغرب ما الذي يجعل القيادة السياسية اليوم تتمسك (بوزيرٍ) مثلاً أو (أمين عاصمة) أو (محافظ محافظة) أو أي (مسئولٍ رفيعٍ) آخر في الجهاز الإداري للدولة أو الحكومة إذا كان هذا المسئول قد وصل بطاقته وقدرته الفعلية على الإنجاز والعطاء إلى المرحلة أو الحالة التي لم يعد بمقدوره فيها تقديم أكثر مما قد قدم!
أليست البلاد اليوم في أمس الحاجة إلى استغلال كل الطاقات المهدرة والتي لو تم الإلتفات إلى بعضها فقط واستغلالها الإستغلال الأمثل لأمكن لها أن تحدث فرقاً شاسعاً وتحقق انجازاتٍ وقفزاتٍ نوعيةٍ كبيرة في شتى المجالات؟!
فإلى متى يظل التعويل والرهان قائماً على بعض الطاقات (المستنفدة) أن تحدث فرقاً أو تحقق قفزةً أو إنجازاً؟!
وإلى متى أيضاً يستمر إغفال أو إزاحة الكثير من الوجوه والكفاءات الشابة لصالح قياداتٍ ومسئولين شاخوا وعفى عليهم الزمن؟!
أليست البلاد بحاجةٍ اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى إلى من هم أكثر نشاطاً وحيويةً وديناميكية ومقدرةً على العطاء وتقديم المزيد؟!
ألا ينعكس إغفال مثل هذا الأمر (سلباً) على مستوى الأداء الحكومي والمؤسسي والخدمي للدولة في الوقت الذي نحن فيه في أمس الحاجة إلى تطوير هذا الأداء والإرتقاء به عالياً؟!
هذا لا يعني طبعاً أنني هنا أقلل من وطنية وخبرة وكفاءة بعض القيادات التقليدية المعروفة والمألوفة لنا منذ أمدٍ غير قريب – معاذ الله!
لكنى رأيت البعض ومن خلال متابعتي ومراقبتي المستمرة لأداءهم وطريقة عملهم أنه لم يعد لديهم من الطاقات والهمة الكافية ما يؤهلهم ويساعدهم على تقديم أكثر مما قد قدموه.
فالإنسان وكما تعلمون مثل (لمبة الزيت) يخفت وهجها ويتضائل نورها مع مرور الوقت حتى تنطفئ في آخر الأمر!
لذلك أقولها وبكل صراحة أنه وفي ظل هذه الظروف التي يمر بها اليمن اليوم وفي ظل ما يعانيه الشعب من عدوانٍ وحصارٍ وبكل ما ترتب عليهما من آثارٍ وتداعياتٍ انعكست سلباً وبصورة حادة جداً على حياة المواطنين ومستواهم المعيشي والخدمي، فإنه قد بات لزاماً على القيادة السياسية اليوم قبل الغد التحرك في هذا الإتجاه وهذا المضمار من خلال البدء بتسليم مقاليد الأمور لدماء وقيادات وكوادر (شابة) جديدةٍ وأكثر حيويةً ونشاطاً وانتاجاً، فالعبرة دائماً ليست في امتلاك الرئيس منزلاً مثلاً أو سيارة من عدمه، وإنما هي في مدى التزامه وحرصه الدائم على حسن انتقاء واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب خاصةً إذا ما كان الحديث يدور عن من يفترض أنهم يديرون شئون الدولة من قيادات ومسئولين، أو كما ألمح إلى ذلك السيد القائد في مناسباتٍ ومراتٍ كثيرة.