المقالات

إطالة أمد الحرب بين إستراتيجية هزيمة اليمن وإستراتيجية وقف العدوان عليها!

الجديد برس

 

إستراتيجية العدو هي هزيمة اليمن هزيمة ساحقة ماحقة واذا أمكن استئصال الكيان الوطني لليمن اواستئصال فئات واسعة من اليمنيين فلابأس في ذلك !

وبهزيمة اليمن في هذه الحرب تعتقد السعودية انها ستعيد اليمن الى كنفها من جديد ” بيت الطاعة”عبر إعادة تنصيب أدواتها حكاماً لليمن من ناحية وفرض مشروع تقسيم اليمن (الاقلمة) بقوة الامر الواقع وعبر وجود قوات احتلال او قوات عميلة تحمي هذا التقسيم على الأرض وتقصي والى ما شاء الله القوى التي تصدت لمشروعها ورفضت ارتهان اليمن لها وفي مقدمة هذه القوى أنصار الله وقوى ثورة ٢١سبتمبر او القبول بهم كحالة طائفية مقابل أطراف طائفية اخرى .

هذه هي الاسترتيجية الحربية بالنسبة للعدو والتي تتمحور حول هزيمة اليمن ومن ثم تحقيق أهداف الارتهان والتمزق والشتات وهي استراتيجة واضحة وتعمل لتحقيقها منذ اليوم الأول من العدوان ومعالمها لا تظهر فقط من طبيعة القصف ألتدميري ولاستئصالي المتواصل على مدار الساعة ولمدة تسعة أشهر متواصلة وحسب ولكن أيضا من خلال التصريحات الواضحة لكل قادة العدوان ووسائل اعلامهم !

ولكن ما هي استراتيجية اليمن الحربية !؟

على خلاف الإستراتيجية السعودية لا يبدو ان استراتيجية اليمن هي هزيمة العدو بل دفعه الى “إيقاف عدوانه” والكف عن التفكير بالغاء كل من لا يعترف بهيمنة السعودية على اليمن بما في ذلك الاعتراف بالمتغيرات الجديدة على الساحة كالاعتراف بانصار الله والمؤتمر كقوى اجتماعية ومكونات سياسية الى جانب مكونات اخرى موالية للسعودية وفقا لاتفاق السلم والشراكة .

هذه الإستراتيجية الحربية اليمنية في مواجهة العدوان السعودي تبدو واضحة من التكتيكات القتالية القائمة على الصمود أولا والتأخر في الرد على العدو ثانيا ثم في التدرج في ايذاء العدو في أراضيه بما لا يشعره بالاذلال او بالضعف رابعا بل وهي استراتيجية واضحة ايضا في تصريحات عشرات القادة السياسيين والذين لا يترددون في كشف هذه الإستراتيجية في كل تصريح من تصريحاتهم “اذا لم يوقف العدو عن عدوانه فسنعمل وسنعمل “والتلويح له مرة بعد مرة بإمكانية توقف الرد اذا ما توقف هو عن العدوان وجميعها تعني في أحسن الأحوال إفشال أهداف العدو لا هزيمته ودفعه للاعتراف بالقوى الجديدة كأمر واقع لا إخراج اليمن من الارتهان السعودي نهائيا إلى الأبد.

والحقيقة أن اكتفاء اليمن بإستراتيجية وقف العدوان لا هزيمة العدو قد ساهمت بشكل كبير في أطالة أمد الحرب من ناحية وفي ارتفاع كلفتها على الجانب اليمني بصورة كبيرة من ناحية اخرى اذ أن السعودية تعتقد وفقا لاستراتيجيتها أنها رغم حجم العدوان لم تحقق هدفها بعد في هزيمة اليمن وتمزيقه وتفكيك أواصره من أخلال استسلام ما تسميه مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح ولكنها في نفس الوقت تعتقد انها قادرة على هزيمته من ناحية اخرى ، أي ان إستراتيجية اليمن في اقتصارها على وقف الحرب تغري السعودية في مواصلة الحرب لا إيقافها وكلما طالب القائمون على الأمر في صنعاء بوقف العدوان والتلويح بقبول اي حل كلما شعرت السعودية أنهم اضعف وإنهم بحاجة إلى مزيد من الضغط ليستسلموا وهكذا.

…إن اليمن أمام هذا بحاجة إلى تغيير إستراتيجيتها في مواجهة العدوان من إستراتيجية وقف العدوان بأي ثمن الى إستراتيجية هزيمة العدو مهما كانت التضحيات وهي من سيغير المعادلة تماما لصالح اليمن.

 

محمد محمد القالح