المقالات

*تغيير المسميات والمبررات والأساليب لن يوقف الحرب*

*تغيير المسميات والمبررات والأساليب لن يوقف الحرب*

الجديد برس : رأي

أكرم عبدالفتاح

إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن “وقف الدعم العسكري للحرب في اليمن”، هو أشبه بعملية تجميل لإخفاء الوجه الأمريكي البشع، في محاولة للتنصل من مسؤولية الجريمة التي لا يريدون إيقافها إلا بشروط تلبي مصالهحم في الهيمنة على جنوب البحر الأحمر وبما يتماشى مع مشروع صهينة العالم العربي.
بايدن قال أيضا أن بلاده ستواصل الدفاع عن السعودية وسلامة أراضيها…
ولأن حرب اليمنيين مع النظام السعودي لن تتوقف ما لم تنتهي الأطماع والوصاية ويرضخ العرش النفطي لمبدأ دفع تعويضات الحرب. فهذا سيعني استمرار المشاركة الأمريكية تحت مسمى الدفاع عن الأراضي السعودية.
بالنتيجة؛ لن يختلف الأمر عن إعلان حكام الإمارات سحب قواتهم و وقف مشاركتهم في الحرب منذ أكثر من سنة فيما لا زالوا يحتلون أجزاء من السواحل والجزر ومعظم مناطق الجنوب.
من المفيد أيضا التذكير بحركة دعائية مشابهة، حين أعلنت قيادة التحالف السعودي بتاريخ 22 أبريل 2015م عن انتهاء (عاصفة الحزم) و بدء (إعادة الأمل).
هكذا تبدو خلاصة إعلان بايدن؛ مجرد حركة دعائية تقوم على تغيير المسميات والمبررات لا أكثر.
فخلال السنوات الست الماضية كان الأمريكان يموهون قيادتهم للحرب بتقديمها إعلاميا تحت مسمى “دعم عسكري للتحالف”، لكن افتضاح كارثية النتائج على المستوى الإنساني، مع العجز عن تحقيق النصر، قد وضع الإدارة الأمريكية تحت ضغط الإدانات المتزايدة إلى حد لم يترك للبيت الأبيض مجالا لادعاء عدم مسؤوليته عما يصفه الخبراء بـ “أسوأ كارثة إنسانية”.
لهذا، قرر السيد بايدن التنكر وتمويه الجهد الأمريكي تحت عنوان بديل “الدفاع عن السعودية وسلامة أراضيها”، وتحت هذه اللافتة قد يتم أيضا تجربة تحقيق نفس الغايات بأساليب بديلة، مثل إملاء مبادرات تسوية على الوسطاء بشروط تلبي الحد الأدنى من أطماع التحالف الصيهوعربي. وهو ما سترفضه سلطة صنعاء إن التزمت بمبادئ؛ أن لا تنازل لصالح المعتدين، ولا خضوع للوصاية، ولا سلام دون رفع الحصار والالتزام بدفع التعويضات الكاملة عن كل ما اقترفه العدوان.