المقالات

خاصرتان أهلكتا القضية

خاصرتان أهلكتا القضية

الجديد برس : رأي

عادل سمارة

لو قام باحث بمتابعة تطور دور المثقفين الفلسطينيين لكان لاحظ انتقال النخبة الثقافية من نخبة إلى قشرة، والفترة المفصلية هي ما قبل وما بعد هزيمة 1967.
فمن لا يلاحظ الفارق بين عبدالرحيم محمود، وإبرهيم طوقان، وأبو سلمى، وخليل السكاكيني ونوح إبراهيم، وبين كثير من مثقفي «م. ت. ف» بعد 1967، الذين جرى استيعابهم من قبل القشرة السياسية ليصبحوا قشرة ثقافية تحيط بالقشرة السياسية، بل إن كثيرا منهم تحولوا إلى قشرة ثقافية للقشور السياسية الرسمية العربية وبخاصة النفطية. ومن يتابع «احتفالات» جائزة «كتارا» يندهش على الأقل.
واليوم، وهذا الأهم، ينشغل هؤلاء أنفسهم، بعد أن كانوا يهتفون لغابة البنادق، ينشغلون في الترويج لانتخابات تحت بنادق الاحتلال! أليس هذا عجيباً! كنت أتمنى لو أن محمود درويش لم يرحل لأرى ماذا سيقول بعد أن قال: «من يخرج عن الشرعية يخرج عن الإنسانية»! ولو أن إدوارد سعيد لم يرحل ليقول لنا ماذا قصد بـ: «إن الفلسطينيين بحاجة لتفكير جديد»! ماذا سيقول بعد «قانون القومية» عند الكيان وبعد «التفكير الجديد» للحكام العرب من دبي إلى رباط الفتح!
ينشغل هؤلاء المثقفون أنفسهم اليوم في «لعبة» الانتخابات!
وباختصار، إن دل هذا وغيره على أمر ما فهو: إن شعبا أُرغم على كل هذا الشتات، لا بد أن يفرز نقيضين تماما:
الأول: مقاومة عنيدة مهما ضَؤُلت الأدوات حتى في لحظة هبوط السقف، أي بالعمليات الفردية والإضرابات الماراثونية عن الطعام.
والثاني: مجموعات زَلِقة من الساسة والمثقفين يتوزعون على كل من يبحث عن مُوالين من الجنسين طبعاً. أما هو فيُموِّل.
كاتب وباحث فلسطيني