المقالات

أوراقنا الإضافية

أوراقنا الإضافية

الجديد برس : رأي

عباس السيد

يؤكد اليمنيون ـ شعبا وقيادة ـ في كل مناسبة، أنهم لا يراهنون في إنهاء العدوان والحصار سوى على الله وعلى أنفسهم وعلى الأحرار والشرفاء حول العالم ، ولا يعولون مطلقا على التغيير في الإدارة الأميركية، الذي لا يعدو عن كونه مناسبة أميركية لتبادل الأدوار وتغيير التكتيكات السياسية في إطار استراتيجية الهيمنة الأميركية ، التي يلتزم بها الديمقراطيون والجمهوريون .
سياسة أميركا ثابتة ، وموقف اليمنيين تُجاهها ثابت ، وعندما نقول اليمنيين، نعني بذلك من يمثلون اليمن ويضحون لأجل استقلالها وسيادتها، ومن أجل عزة وكرامة شعبها ، والفرق واضح بين سلطة صنعاء ، وسلطة الفنادق، بين النائحة الثكلى والنائحة المستأجرة بالريال والدرهم ومن يتبعها من الذباب البشري والإلكتروني الذين لم يجدوا حرجا في تأييد قرار اللحظة الأخيرة الذي اتخذه الإرهابي بومبيو ، وزير الخارجية الأميركي السابق، الذي يطلق عليه أنصاره من اليهود الصهاينة والإنجيليين تفاخرا لقب “محارب الإسلام” .
لسنا من يعطي صكوك الوطنية والانتماء ، لكن العدوان البربري والحصار الجائر الذي يمارس على اليمن منذ ست سنوات، جعل اليمنيين على المحك ، وأصبح بمثابة آلية للفرز الذي يجري بصورة لا يمكن التشكيك في نتائجها : من مع اليمن ومن ضدها ؟!
ومثل هذه النتائج ليست قضايا سياسية أو فكرية تخضع لمبادئ الرأي والرأي الآخر والحقوق والحريات . فعندما يصطف من يقول أنه يمني مع “محارب الإسلام” ويردد خلفه كالببغاء ما يدعو إلى استمرار القتل والتدمير وتشديد الحصار ضد وطنه وشعبه ، فهذا للأسف أقل من نائحة مستأجرة ، بل أحقر من قواد مستأجر .
المبادئ الوطنية لا تخضع لتكتيكات السياسة والمصالح الفئوية والفردية ، المبادئ الوطنية ليست بابا للرزق، والانحراف عنها لا يبرره قول “أكل عيش” .
الوطن ليس بقالة أو شركة مساهمة إذا اختلف شركاؤها في إدارتها لجأ البعض إلى التصفية أو التدمير .
البعض من أدعياء السياسة يختزلون الوطن بمجرد “كرسي الحكم” فإذا ما ابتعد عنها هو أو حزبه استبدله بجناح في فندق ، وليذهب الوطن والشعب إلى الجحيم .
الأميركيون يختلفون على الكراسي أيضا ، لكنهم لا يختلفون في سياستهم نحونا ، فالحرب على اليمن بدأت في عهد الديمقراطي أوباما ، واستأنفها الجمهوري ترامب .
والقرار الأخير الذي اتخذه الإرهابي بومبيو – على الرغم من مخالفته للقوانين الدولية الإنسانية – لم يلغه خَلَفَهُ بلينكن ، واكتفى بتجميد العمل به لبضعة أسابيع ، ما يعني أن الإدارة الجديدة تبني على سياسة سابقتها ، وتنوي استخدام قرار تصنيف أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب الأميركية كورقة إضافية لتغذية العدوان وتشديد الحصار .
وفي مواجهة ذلك ، ينبغي لنا الاستعداد بأوراق إضافية : عسكرية ، سياسية، اقتصادية وإعلامية .. وعلينا ألا نغفل عن ورقة أخرى في غاية الأهمية، وهي ورقة الشعب الصامد الصابر الذي خرج بالملايين ليقول لأميركا والعالم : كلنا أنصار الله .. هذا الشعب يستحق أن تعمل كل أجهزة الدولة والحكومة على تخفيف معاناته، فهناك الكثير من الاحتياجات الأساسية لا تحتاج إلى خطط وموازنات ، تحتاج فقط إلى إرادة سياسية . هذه الورقة هي التي أعيت تحالف العدوان وبذل كثيرا لاختراقها وما يزال يحاول بوسائل عدة.. لا مجال للتساهل في هذا الجانب ، وما قد نراها اليوم مجرد ثغرة ، قد تتوسع ويصعب إغلاقها .
نعم ، ورثنا تركة كبيرة من الفساد في مختلف المجالات ، لكن علينا أن نثبت لهذا الشعب أننا نبذل جهودا في التغيير إلى الأفضل ، وليكن العدوان مبررا وحافزا لاجتثاث الفساد وتحقيق العدل وتخفيف معاناة الناس ، فهم ورقة الصمود والانتصار ، وبهم سنواجه تكالب العدوان لسنين وعقود .
يوميات الثورة
في يناير 30, 2021