المقالات

عن “تنظيم “الإصلاح” في جزيرة العرب”

الجديد برس : مقالات 

بقلم/ د. صادق القاضي

على غرار “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، في أبعاده الدولية، ومحدداته الإقليمية، وتفرعاته المحلية، يمكن الحديث، وبثقة عالية، عن تنظيم آخر مماثل، باسم “تنظيم “الإصلاح” في جزيرة العرب”.يتخذ، هو الآخر، من اليمن، ولنفس الأسباب، قاعدته المكينة.
بالتأكيد لم يُعلن بعدُ عن هذا التنظيم على هذا المستوى الإقليمي، لكنه موجود بقوة، ومعلن عنه، على المستويات المحلية، متمثلا بفصائل جماعة الإخوان المسلمين في دول شبه الجزيرة العربية..
في موازاة حرص هذا التنظيم الدولي ، في بلدان أخرى، على التلبس في تسمية كياناته المحلية بألفاظ ” التنمية، العدالة، البناء..” حرص في تسمية كياناته في دول الجزيرة العربية، ومنذ البداية، على لفظ ” الإصلاح” بإلحاح ملفت يضيف تأكيدا على هذا المشروع الإقليمي.
-جمعية “الإصلاح” والتوجيه الاجتماعي. الإمارات العربية المتحدة.
-جمعية “الإصلاح” الاجتماعي. الكويت.
-جمعية “الإصلاح”. البحرين.
-التيار “الإصلاحي، والحركة الإسلامية للإصلاح. السعودية.
-التجمع اليمني للإصلاح. اليمن.
هذه أبرز فصائل جماعة الإخوان المسلمين في دول الجزيرة العربية، ومن الواضح أن التجمع اليمني للإصلاح. اليمن.. هو أقواها على الإطلاق، بل يمثل أحد أقوى فصائل جماعة الإخوان في العالم، وأكثرها جاهزية بالعدد والعتاد والبراعة القتالية والمناورات الدبلوماسية.
طوال معظم فترة الـ “33” من حكم الرئيس السابق، كان هذا التنظيم هو أبرز شركاء نفوذ السلطة في اليمن، وإن كان قد خسر الكثير من نفوذه خلال الأزمات الثورية منذ ٢٠١١، إلا أن من غير المستبعد أن يستحوذ على السلطة كاملة في اليمن في الفترة القادمة، إذا لم يكن لدول الخليج استراتيجية مسئولة تجاه هذا التنظيم الذي يستثمر الحرب في اليمن وعلى اليمن، ليتمدد على حساب الجميع.
حتى الآن يبدو أن معظم دول الخليج لا تمتلك حتى رؤية محددة وموحدة لحاضر الحرب ومستقبل اليمن ومستقبل هذا التنظيم المختلف كثيرا، في خطورته على اليمن ودول الخليج بالذات، من حيث الكم والكيف عن تنظيم القاعدة، فبغض النظر عن التماثلات البنيوية بينهما، لا يمكن مقارنة عصابات عنيفة ومتهورة ومعزولة عن مجتمعاتها، بلوبيات وجماعات ذات إمكانيات مالية وإعلامية وفنية هائلة، وخبرات تراكمية عالية في الاستقطاب وإدارة الأزمات والتأثير على الرأي العام.