المقالات

موسم التخلص من المرتزقة والعملاء بسوريا واليمن، في ليبيا

موسم التخلص من المرتزقة والعملاء بسوريا واليمن، في ليبيا

الجديد برس: رأي

عبدالرحمن العابد

مع تعالي الاصوات الرافضة للحرب دولياً في سوريا واليمن، ووصول التحالفات العدوانية العربية والدولية إلى طريق مسدود، وعجزهم عن تحقيق أية انتصارات على أصحاب الارض، عادت إلى الواجهة الدولية قضية الحرب في ليبيا.

تركيا تتخلص من عملائها في الشام بإرسالهم إلى معركة جديدة. بعيداً عن حدودها، وعن الحدود الاسرائيلية، لتأمينهما من تلك المجاميع القوية التي خبرت الحرب وجربته على مدى عدة سنوات.
فتركيا التي أعلنت استعدادها لارسال قواتها إلى ليبيا للقتال بطلب من الحكومة الليبية هناك، ستضرب عصفورين بحجر واحد، وتحوز المجد على حساب دماء غيرها.

ستتخلص تركيا من المرتزقة السوريين الذين اشترتهم ضد بلدهم وتبعدهم عن حدودها، وعن الحدود الاسرائيلية التي تربطها بها اتفاقيات معروفة، وهي مجاميع قوية خبرت الحرب سنوات طويلة، وأصبحت غير قادرة على العيش دون دماء.
وتتخلص من الدواعش الذين استجلبتهم من كافة اصقاع الأرض ورفضت دولهم عودتهم إليها باعتبارهم عناصر إرهابية، مثل بلجيكا وفرنسا وامريكا وغيرها من الدول الغربية التي تخلصت من مواطنيها المسلمين بعد تزايد اعدادهم فيها بارسالهم إلى “الجهاد” في سوريا، مباركةً إياه بادئ الامر.

نفس الأمر ينطبق أيضاً على عناصر الانتقالي الجنوبي الذي سبق هاني بن بريك الإعلان عن استعدادهم ارسال قواتهم تنفيذاً لأي طلب اماراتي إلى ليبيا، وسبقه تصريح شلال شايع “مدير الأمن المقال” عن موافقتهم المطلقة للذهاب للقتال في أي مكان بالعالم تنفيذا لتوجيهات التحالف.
وفي حين لا تزال عناصر الإنتقالي تخوض معاركها العسكرية والإعلامية مع قوات وإعلاميي الشرعية والاصلاح، لم يتنبه أولائك إلى الخطر الذي تنمو وتتعاظم قدراته في كنفهم.
فالانتقالي أصبح عبئاً على التحالف والإمارات، اللذين يرون في قوات طارق عفاش البديل الأفضل والأكثر قبولاً بديلاً لهم. لما تم تقديمه عنهم باعتبارهم رجال دولة، وذوي كفاءة وخبرة ادارية احسن منهم يعد اقتحامهم المؤسسات في مدينة عدن، وهي نفس المبررات التي كان يروجها اعلاميو عفاش لتقديم نفسهم للمجتمع الدولي كبديل لحليفهم “الحوثي” آنذاك، وانتهت بمقتل زعيمهم في الثاني من ديسمبر عام 2017.

العفاشيون الذين حكموا الجنوب كاملاً، وما زالوا يسيطرون على الكثير من مفاصله حتى الآن، يقدمون انفسهم للمجتمع الدولي كذلك بصفتهم لا يزالوا مؤثرين في المناطق الشمالية، في حين ينحصر تأثير الانتقالي على الجنوب فقط، بل أن مساحة تحركاته قد ضاقت أكثر فيما يسمونه ” مثلث الدوم” اصطلاحا، ويشمل الضالع ويافع “العليا والسفلى” واجزاء من محافظة لحج.

ولعل النداءات بإرسال قوات إلى ليبيا لن تتأخر كثيراً بهدف اضعاف هذا الانتقالي الذي تضخم خلال فترة قصيرة أكبر مما هو مطلوب حتى لدى الامارات التي تبنته نفسها، ليذهب في حرب خارجية طويلة الأمد حتى يتم ترويضه وتقليم اظافره داخلياً، تماما كما حدث في السابق حين ارسلت القوات الجنوبية بطلب من الاتحاد السوفيتي للقتال مع قوات الحبشة ضد الجيش الصومالي، خصوصاً مع الفكرة الحالمة لدى قيادات الانتقالي التي تجعله يعيش في مراحل زمنية غابرة.