المقالات

الحدث اليمني الأبرز الذي شغل أسياده في واشنطن

الحدث اليمني الأبرز الذي شغل أسياده في واشنطن

الجديد برس : رأي

م. بسام العريقي

سيبكم من تصريحات الوزير ” المختلف”
فالحدث اليمني الأبرز الذي شغل أسياده في واشنطن وخبرائهم العسكريين في شركة بوينج هو إسقاط إحدى أحدث المروحيات في جبهة عسير ،، أباتشي إيه إتش ٦٤
،
هذه المروحية التي يسميها العسكريين الأمريكيين بالدبابة الطائرة والتي تعادل لواء مدرع كامل ،، لا تتأثر بأي رشاشات مضادة للطيران ويمكنها تدريعها القوي من مواصلة التحليق والقتال حتى بعد إصابتها بطلقات عيار 23.5 مم ..
الأهم هو أن الصواريخ الحرارية المضادة للدروع سواء أرضية مثل التاو والكورنيت أو صواريخ الدفاع الجوي المحمولة مثل سام 7 وغيرها ،، هذه الصواريخ غير مجدية مع الأباتشي لسببين :
الأول : الإشعاعات الحرارية التي تصدرها الأباتشي صغيرة جدا بسبب وجود نظام تبريد خارجي يجعل الهواء يتحرك حول جسم الطائرة بشكل انسيابي يعمل على تشتيت الحرارة وبالتالي تكون الحرارة الناتجة عن تحليق الطائرة مقاربة لحرارة الجو المحيط مما يجعل من الصعوبة على صواريخ الدفاع الجوي مثل سام 7 تحديد موقعها وتتبعها
السبب الثاني : وجود نظام دفاعي لدى الطائرة يعمل على إطلاق الأشعة تحت الحمراء بترددات عالية جدا لتظليل أجهزة التتبع الخاصة بصواريخ الدفاع الجوي والتي يظهر لها من خلال ترددات الأشعة العالية مئات الأهداف الوهمية
،
الكلام أعلاه يتحدث عن تقنية واحدة فقط للطائرة وهي تقنية التخفي والتي تجعل من الصعب جدا رصدها وتتبعها واستهدافها بدون رادارات رصد ورادارات توجيه حديثة،
أي نقاش فني سيتركز على هذه الجزئية بشكل أساسي
كيف تم الاستهداف بدون رادارات وبصاروخ مطلق من ” منصة ” وليس محمولا على الكتف مثل سام 7 مثلا،،،
ماهو نظام الرصد والتتبع المستخدم مع أن التتبع الحراري غير مجدي؟
هذه الأسئلة تشغل تجار السلاح الذين تهزهم مجرد إشاعة حول كفاءة سلاحهم، فما بالك بواقعة موثقة بالصوت والصورة ولا يمكن معها الكذب والحديث عن خلل فني أو طقس سيء.

عندما أسقط الصرب طائرة إف 16 بصاروخ سوفييتي قديم نوعا ما ” سام 6 ” تسبب هذا الأمر بإحراج كبير لشركة “جينرال ديناميكس” الأمريكية وأنفقت بعدها مئات الملايين من الدولارات لتطوير الطائرة وتحسين أدائها،
بينما أصبحت الطريقة الذكية التي استخدمها الدفاع الجوي الصربي لإسقاط الطائرة، نظرية عسكرية تدرس في الأكاديميات وتؤخذ في الأعتبار عند الشركات المصنعة للطيران الحربي.

طبعا سيقول البعض ليست هذه الأباتشي الأولى التي نسقطها منذ بداية العدوان فأيش الجديد الذي شغل الأمريكان حتى جن جنونهم وطلع قادة البحرية الأمريكية يتحدثون عن سفينة محملة بالسواريخ مسكوها في بلاد واق الواق،،،
الجديد باختصار أن المروحيات التي أسقطت سابقا أسقطت بطرق بدائية محفوفة بالمغامرة،،، وتفاصيلها حكايات ستخلد في تاريخ الحروب،
أما الطائرة الاخيرة فقد أسقطت بنظام دفاع جوي خاص وتم توثيق إسقاطها لحظة بلحظة.