المقالات

” الغماري” يلخص مشهد الإنتصار اليمني.. في حوار صحفي..

” الغماري” يلخص مشهد الإنتصار اليمني.. في حوار صحفي..

الجديد برس : رأي

عبدالفتاح حيدرة

ما لفت نظري في حوار رئيس هيئة الاركان اللواء محمد عبدالكريم الغماري مع صحيفة (اليمن الجديد) هو بروز مشهد الانتصار اليمني ، إنتصار خمسة اعوام من الحرب الصهيوسعوديه على اليمن ، الانتصار الذي يحلم ويطمح به كل يمني حر وشريف ، فمنذ خمسون عاما لم تتوقف فيها الحرب بين اليمن وبين كيان العدو الصهيوسعودي ، حرب ومواجهه من جانب واحد فقط ، واستسلام على طول الخط من الطرف اليمني ، بل ربما تعاونا فادحا وفاضحا وصل إلى حد العمالة والخيانة ، حرب على كل المستويات والأصعدة ، تمكن فيها العدو السعودي من تخريب الوعى ونزع الإرادة اليمنية ، قبل أن يقوم بتخريب المستقبل ، وبعد القضاء على كل المقومات الإيجابية اليمنية في التعليم والصحة والثقافة والسياسة والاقتصاد..

مقابل الخمسين العام السابقه هناك حرب للخمسة الاعوام الاخيرة بين اليمنيين وكيان العدو الصهيوسعودي، في هذه الخمسة الاعوام تغير المشهد تماما، تغير المشهد ليصبح المشهد قبل الأخير في كل مسرحيات الحرب الصهيوسعودي على اليمن ، حيث ينتبه البطل (الشعب اليمني) ويتعرف على المؤامرة بوضوح ، صحيح ان وقف حائرا بين ضرورة المواجهة إنقاذا لوجوده ، وبين ضعفه البين وعدم امتلاكه أدوات المواجهة والتصدي والتحدي للسعودية ، بين اليأس والاستسلام، وبين حتمية الدفاع عن وجوده وشرفه وكرامته..

حديث الغماري الصحفي لخص المشهد الاخير في حرب الخمسة اعوام وهو المشهد الحالي، الذي بدأ التحضير له، وها نحن في انتظار ازاحة الستار عن هذا المشهد الأخير في هذه الحرب ، المشهد الذي فيه إعلان الإنتصار اليمني على الذات اليمنية قبل الإنتصار على كيان العدو الصهيوسعودي، إنتصار يغير وجه العالم ، إنتصار يسجل أول هزيمة إلى السجل الصهيوسعودي، وبه تفتتح اليمن المهشد الأول المخزي للهزائم الصهيوسعوديه القادمة..

خمسة اعوام من الوعي اليمني الذي سحق وهزم أكبر دول العالم واكبر دول تحالفت للعدوان على اليمن بكل ترسانتها العسكرية والماليه، وبكل أجهزة إستخباراتها ، ومؤسساتها البحثية العملاقة ، وقعت في خطأٍ قاتل ـ نحمد الله عليه ـ في تعاملها مع الشعب اليمني ، واصلت عدوانها على مدار الساعة ، من محافظة لمحافظة ، ومن قرية لقرية ومن شبر لشبر ، محاولة تمزيق ما تبقى ، وتفتيت مالم يتفتت بعد ، وتخريب الوعي الشعبي اليمني المواجه للعدوان ، ونزع إرادته عنوة..

حديث رئيس الاركان لخص نتيجة مواجهات خمسة اعوام ونيف أستيقظ فيها الصمود والتحدي والثبات اليمني ، وتعززت قدراته الدفاعية ، واستدعى وعيه المفقود وإرادته المهدرة، خمسة اعوام ولم ينم الشعب اليمني يوما واحدا دون أن يداعب جفنه حلم وأمل قصف عاصمة كيان العدو السعودي ، وتدمير مطاراته ومنشآته وقواعده ومعسكراته، من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه ومن خليجه إلى بحره الاحمر ، وأصبح القضاء على كيان العدو الصهيوسعودي والمعتدين والمحتلين والمغتصبين قضاءا يمني مبرما..

أخيرا ، من الغباء والتفريط ان لا يتحمل كافة سياسيي وقيادة ومسئولي ومثقفي اليمن مسئولية حاجة الوعي اليمني اليوم للتكريس ليكون وعيا شعبيا وإجتماعيا ملموسا يدركه كافة اليمنيين من خلال معاملة وتصرف وسلوك مسئولي مؤسسات الدوله اليمنية، فربما لو هدأت قوى تحالف العدوان الصهيوسعودي ، ولعبت دورها بمكر ودهاء ، دون استخدام القوة ، لاستكان الشعب اليمني ، وارتكن إلى هدوء كاذب ، وسلام خادع، يعيده إلى حاضنة هزائم الخمسين العام السابقه..